إنتهت مواجهة أول أمس بين مولودية الجزائر ونظيرتها السعيدية بتفوق هذه الأخيرة بنتيجة هدفين لهدف واحد، بذلك سجل "العميد" خسارته التاسعة هذا الموسم بعدما حقق ثلاث نتائج إيجابية متتالية في المباريات الثلاث الأخيرة،
وقد ضيع الفريق ثلاث نقاط ثمينة كانت ستكون نقطة واحدة منها كافية لتقريبه أكثر من البقاء، ورغم هذه الخسارة إلا أن الحظوظ في تفادي السقوط لازالت كبيرة فالفريق على بعد ثلاث نقاط فقط من حسم الأمور لصالحه، فلو يفز على البليدة غدا فسيكون غير معني بنتيجة الجولة الأخيرة التي ستلعب يوم 8 جويلية المقبل بتيزي وزو أمام شبيبة القبائل.
مصير المولودية لازال بين يديها
الخسارة الأخيرة أمام مولودية سعيدة لم تؤثر كثيرا في وضعية "العميد" في سلم الترتيب إذ حافظ على مرتبته الـ 10 جنبا إلى جنب مع فريقين آخرين ينافسانه على البقاء ويتعلق الأمر بجمعية الخروب المتعادلة مع اتحاد الحراش واتحاد عنابة المتعادل أمام أهلي البرج، وهو مركز يعطي الفريق الأفضلية في تجنب السقوط، خاصة أن الأمور لازالت بين أيدي اللاعبين الذين سيكونون مطالبين بصنع الفارق في المباراة الغد من أجل حسم الأمور قبل جولة عن إسدال الستار على أول بطولة محترفة في الجزائر.
نتائج الجولة خدمتها كثيرا
نتائج باقي الفرق في الجولة الـ 28 خدمت المولودية وجعلتها تحافظ على مرتبتها العاشرة بـ 33 نقطة، بالرغم من اقترابها من صاحب المؤخرة أهلي البرج الذي يحوز على 29 نقطة. ويتفاءل "الشناوة" ببقاء فريقهم في حظيرة النخبة حيث يعتبرون أن ذلك لم يصبح بعيد المنال بعد تعادل الأهلي البرايجي في عنابة وكذا تعادل مولودية العلمة أمام اتحاد البليدة في ملعب حجوط بتيبازة، بالإضافة إلى تعادل جمعية الخروب في ملعب المحمدية بالحراش.
البليدة وضعت رجلا في القسم الثاني
وستكون مولودية الجزائر غدا على موعد للتقابل مع أحد الفرق المهددة بالسقوط ويتعلق الأمر باتحاد البليدة الذي لا يملك مستقبله بيده بعد تعثره الأخير على أرضية ميدانه، ما يعني بأن زملاء حريزي وضعوا القدم الأولى في القسم الثاني. ورغم ضيق الوقت الذي يفصل الجولة التي لعبت أول أمس والجولة التي ستلعب غدا إلا أن لاعبي المولودية والطاقم الفني لا خيار أمامهم سوى تحقيق نتيجة إيجابية داخل القواعد، أمام فريق منهار تماما من الناحية المعنوية.
خسارة تلمسان وفوز المولودية يعني ضمان البقاء
وستكون المولودية مطالبة في جولة الغد بتحقيق الفوز أمام اتحاد البليدة وانتظار خسارة أي من منافسيها على ورقة السقوط ونعني بهم اتحاد عنابة، جمعية الخروب، مولودية العلمة ووداد تلمسان، وبما أن الفرق الثلاثة الأولى كلها ستستقبل على ميدانها فإن احتمال تعثرها ضئيل، في حين يبقى وداد تلمسان الفريق الوحيد الذي سيلعب خارج قواعده أمام أهلي البرج وفي حال خسارته وفوز المولودية فإن هذه الأخيرة ستضمن البقاء دون انتظار الجولة الأخيرة.
ترك المشاكل المالية جانبا ضروري
ورغم كل ما قيل حول المشاكل المالية التي جعلت التشكيلة مقسمة قبل 24 ساعة عن موعد لقاء أول أمس أمام سعيدة، إلا أن الكرة الآن في مرمى اللاعبين المطالبين بنسيان عدم حصولهم على الشطر الثاني من منحة الإمضاء -ولو مؤقتا- من أجل إخراج الفريق من وضعيته الحرجة، لأنه الأمر الوحيد الذي سيساعدهم على قلب المعطيات لصالحهم كما أنهم سيفوزون بثقة الأنصار ومساندتهم القوية في مثل هذه المباريات مثلما حدث في مباراة اتحاد الحراش الأخيرة ببولوغين.
مع البليدة "يا جات يا خلات"
وكما يقال في مثل هذه الوضعيات... "يا جات يا خلات"، خاصة أن مباراة المولودية أمام اتحاد البليدة هذا الجمعة ستكون مصيرية لمستقبل الفريق إذا كان يريد إكمال الجولة الأخيرة من الموسم دون عناء ومنح الفرصة للاعبين من أجل الراحة قبل 20 يوما فقط عن لقاء هام أمام الترجي التونسي في رابطة الأبطال الإفريقية، وهو ما يعيه اللاعبون الذين كثيرا ما عادوا بقوة بعد عدة نتائج سلبية سجلوها هذا الموسم، وأبرز مثال هو الفوز الذي عادوا به من تلمسان والتعادلين أمام شبيبة بجاية ووفاق سطيف رغم أن الفريق كان يعاني قبل هذه المباريات من سوء النتائج.
زكري سيعقد ندوة صحفية لترسيم رحيله
لم تمر الاتهامات الأخيرة التي أطلقها رئيس فرع كرة القدم عمر غريب باتجاه المدرب نور الدين زكري، مرور الكرام على المدرب الباتني الذي أكد في التصريح الذي أعقب مباراة فريقه بمولودية سعيدة بأنه راحل في نهاية الموسم لا محالة، يأتي هذا في الوقت الذي اتخذ هذا القرار بداية الأسبوع الحالي، إذ حاول من خلال ذلك فرض الضغط على الإدارة الحالية ومعرفة رد فعلها على مثل هذا القرار، وبعدما اكتشف بأن بعض الأشخاص كانوا ينتظرون إعلان رحيله بفارغ الصبر وفي أي وقت، زاد اقتناعه بضرورة الانسحاب حتى لا يتم إقالته من منصبه، خاصة أنه معروف بمبادئه التي سببت له بعض المشاكل في الفرق التي دربها سابقا.
اكتشف بأن الحديث عن تجديد الثقة فيه يعني قرب رحيله
وأكدت مصادر مقربة من زكري بأنه لم يفهم تماما الخطاب المتناقض للإدارة التي أكدت في الكثير من المرات منحه ثقتها الكاملة ومن جهة أخرى أصبحت تطلق تصريحات متعلقة بالفوضى التي حدثت قبل آخر حصة تدريبية خاضها زملاء القائد بابوش قبل التنقل إلى سعيدة، وهو الشيء الذي جعل زكري يكتشف بأن الاجتماع الذي أكد مجلس إدارة النادي تجديد الثقة فيه مجرد لعبة لربح الوقت من أجل البحث عن مدرب آخر.
ملّ الفوضى في التسيير وسياسة "البريكولاج"
وأكدت مصادرنا أن زكري عازم على عقد ندوة صحفية لم يحدد موعدها ولا مكان إجرائها من أجل شرح الأسباب التي دفعته لاتخاذ قرار الإنسحاب، بالرغم من أن الإعلان عن مثل هذه الأمور في هذا الوقت من الموسم قد يؤثر بشكل سلبي في أداء اللاعبين ومعنوياتهم. ويبدو أن زكري لم يأبه بكل هذا وقرر عدم التنازل عن قراره، خاصة بعد الفوضى في التسيير التي حدثت قبل التنقل إلى سعيدة بداية الأسبوع الحالي، حيث كان حاضرا في الجمعية العامة التي عقدت مؤخرا في فيلا الشراڤة واكتشف بأن الأمور لا تبشر بالخير ولا يمكن للفريق أن يذهب بعيدا بسبب القرارات والاقتراحات البعيدة عن الواقعية التي تم مناقشتها آنذاك، خاصة وأنه شاهد بأم عينه سياسة البريكولاج في تسديد مستحقات اللاعبين والطاقم الفني وهو الأمر الذي لم يشجعه على الاستمرار.
الإدارة اعتبرت خطابه للاعبين تحريضا
وفي المقابل فإن مجلس إدارة المولودية غاضب جدا من تصريحات زكري، خاصة تلك المتعلقة بعدم وجود إدارة ولا لاعبين، كما اعتبرت خطابه للاعبيه في الحصص التدريبية تحريضيا وأبدت انزعاجها مما ينقل إليها، لتظهر القطرة التي أفاضت الكأس والمتعلقة بالأساس بمستحقات اللاعبين، حيث اتهم عمر غريب المدرب بتحريض اللاعبين ضد الإدارة.
"النية راحت" والطلاق لا مفر منه
ويظهر بأن النية الصادقة أصبحت غائبة تماما في الفريق، كيف لا وكل طرف يتهم الآخر، لذلك أصبح من المستحيل أن تتعايش الإدارة الحالية مع المدرب نور الدين زكري الذي يحزم أمتعته من الآن لترك الفريق في نهاية الموسم الحالي، لكن ما يحز في أنفس الأنصار كثيرا هو أن الطرفين لن يكونا الخاسرين بل هم من سيكونون الخاسر الأكبر وضحية المؤامرات التي تحدث داخل الفريق بعدما أصبح تحقيق نتيجة إيجابية في رابطة الأبطال حلما صعب التجسيد في ظل هذه الظروف.