في حوار حصري وشامل لـ "الهداف" (الجزء الأول)
زكري: "رشحت الترجي ليرافقنا إلى المربع الذهبي لأن لاعبي الأهلي هرموا ولا يمكنهم أن يصمدوا أمامنا"
"صحيح أننا لا نملك إمكانات الأهلي والترجي، ولكننا نملك النيف الجزائري الذي نرفض أن يمرغ في الأرض"
"سنستقبل منافسينا في 5 جويلية، والمناصر الذي يضيع مباريات الأهلي والترجي ما يقولش أنا شنوي"
"وجود 18 لاعبا في نهاية عقودهم مشكلة خطيرة، وعلى الإدارة أن تجد حلا عاجلا لها"
"سأستقدم 9 لاعبين جدد، قاسم مهدي يهمني والغاني يارو هو المهاجم الذي أبحث عنه"
"بدبدوة دار غلطة قد راسو، سيعاقب ماليا والمولودية لن تتأثر برحيل أي لاعب"
"لولا أننا لم نضيع 8 نقاط بسبب الحكام والهجوم كنت اليوم أول منافس للشلف على البطولة"
"في بلادي تحقرت بزاف، تمرمدت بزاف في إيطاليا ولكن ربي ما فيه غير الخير"
"نعم غامرت في إيطاليا، ووافقت على تدريب فريق المساجين"
"كرمالي حرمني من تحقيق حلمي واللعب لمولودية الجزائر في 89"
في البداية نشكرك على موافقتك إجراء هذا الروبورتاج.
لا شكر على واجب، أنا الذي سأكون ممتنا لكم لأنكم تنقلتم من أجلي إلى باتنة لأجل إجراء "ربورتاج" ومحاولة إعطاء أنصار المولودية صورة عن الحياة البسيطة والوجه الآخر لمدرب فريقهم.
ما تعليقك على نتائج القرعة التي وضعتكم في مجموعة حديدية إلى جانب الأهلي المصري، الترجي التونسي وربما الوداد البيضاوي المغربي أيضا؟
لقد كنت قد تحدثت معك شخصيا قبل أجراء القرعة وأكدت أن ما أتمناه هو أن توقعنا القرعة في مجموعة عربية خالصة حتى نتفادي مشقة السفريات إلى أدغال إفريقيا بعدما سئمنا منها، وتكاليفها الكبيرة، لذلك يمكن القول إن رغتبي قد تحققت، الآن علينا أن نجهز أنفسنا من كل الجوانب حتى نؤدي دورة كبيرة ونشرف الكرة الجزائرية بما أننا الممثل الوحيد للبلد في هذه المنافسة.
لكن المصريين والتوانسة يعتبرون أن أمر بطاقتي التأهل محسوم من الآن، وستكونان من نصيب الأهلي والترجي فما تعليقك؟
الإخوة في مصر وفي تونس معروفون أنهم يحبون كثيرا شن الحروب النفسية المبكرة لتحطيم منافسيهم، ولكنني أؤكد لكم أن مثل هذا الكلام سيبعد عنا الضغط تماما ويجعلنا ندخل المنافسة بعيدا عن الأضواء، أنا من جهتي أؤكد لكم أننا سنتأهل على رأس المجموعة ويكون إلى جانبنا الترجي، أما الأهلي فسينهي البطولة في المرتبة الثالثة ويغادرها مبكرا.
ولماذا ترى أن الترجي هو الأقرب للتأهل وليس الأهلي المصري؟
لا يختلف اثنان على أن الترجي والأهلي من أكبر الأندية في شمال إفريقيا وفي القارة السمراء، لكن بالنسبة لي فإن الترجي أحسن من الآن من حيث التركيبة البشرية، فالترجي سيدخل الدورة بفريق شاب كله طموح وهو قادر على جلب لاعبين جدد لتغطية النقائص الموجودة، ولكن الأهلي أصبح يعتمد على لاعبيه الكهول الذين لا أعتقد أنهم سيواكبون النسق العالي للمباريات التي سيتلعب على جزئيات صغيرة، وخير دليل على كلامي هو تراجع الأداء العام للتشكيلة في الدوري المصري أين أصبحت تجد صعوبات كبيرة جدا للفوز على الأندية الصغيرة والتي تنافس على البقاء فقط.
لكن الكثيرون يؤكدون أن المولودية لا تملك المؤهلات التي تسمح لها بالصمود في هذه المجموعة الحديدية، فما ردك؟
أنا أؤيد من يقولون إن الأهلي والترجي أحسن منا في الإمكانات، لما تسمع أن الترجي انتدب مهاجما إفريقيا بمليون دولار وهو ما يضاهي قيمة كل لاعبينا، تفهم عدة أشياء، ولما تسمع أن الأهلي يملك ملعبا خاصا به، ملعبا للتدريب ونحن كل مرة أين نتدرب تفهم أمورا أخرى أيضا، لكن المباريات تدوم تسعين دقيقة فقط، ويكون فيها 11 لاعبا أمام 11 لاعبا آخر، هنا تغيب الفوارق تماما واللاعب الجزائري يعوضها "بالنيف" الذي لا يريد أن يمرغ في الأرض وخاصة لما يتعلق الأمر بمنافس من مصر، تونس أو المغرب.
وكيف ستحضرون لدخول دور المجموعات من موقع قوة، خاصة أنه لم يعد يفصلنا الآن سوى شهرين، قبل انطلاق موعده؟
أعترف أن عامل الوقت لم يعد في صالحنا، وعلينا أن نسابق الزمن وعيننا على ترسيم البقاء وأخرى على التحضير لدور المجموعات، أؤكد لكم أن كل ما يقلقني هو وجود 18 لاعبا في نهاية عقودهم وكلهم من الكوادر الذين يملكون إجازات إفريقية، لقد تحدثت مع الإدارة قبل تنقلي إلى باتنة وطلبت من غريب أن يباشر مهمة إقناع هؤلاء اللاعبين بتجديد عقودهم لأن رحيلهم سيكون كارثة حقيقية، ولن نجد بما نقابل به الأهلي، أعلم أن المهمة تبدو صعبة جدا وسنخسر لاعبا أو اثنين، لكن يجب أن يكون اللاعبون أذكياء أيضا ولا يفكرون في الأموال، يجب أن يفهموا أن المادة ليست هي كل شيء في هذه الحياة وأن بقاءهم هو رد لجميل الفريق الذي منحهم فرصة التألق القاري وبلوغ دور المجموعات لأول مرة في مشوارهم.
لكن ما حدث في قضية بدبودة يؤكد أن بعض اللاعبين ينتظرون فقط نهاية عقودهم لمغادرة المولودية في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها؟
يجب أن أؤكد لكم أن بدبدوة ارتكب خطأ كبيرا في حقه وفي حق المولودية أيضا أو بالأحرى "دارها قد راسو" لأنه لا يعقل أن يترك فريقه في مثل هذا الوقت لأجل تجريب حظه في بطولة مقبرة، وفي فريق رئيسه "مهبول" ويبحث دائما عن جمع أكبر عدد من اللاعبين الأجانب في فريقه كما قيل لي، تصوروا أنه يضم 17 لاعبا من مختلف الجنسيات وبدبودة هو اللاعب رقم 18، لو تعلق الأمر بأندرلخت أو أفسي بروج لأغمضت عيني ولكن أن تبدل المولودية بفريق كهذا فهذا ما لا أقبله.
هل نفهم من كلامك أنك لا تريد أن تمر على ما حدث مع هذا اللاعب مرور الكرام؟
بدبدوة بشر، وهو معرض لخطأ، لذلك يجب أن لا نحكم عليه بالإعدام، خاصة أنني سمعت أن هناك مناجرة فرضوا عليه ضغطا رهيبا وصوروا له الجنة في بلجيكا، لكنني سأعاقبه ماليا حتى أحافظ على القانون الداخلي للفريق ولكنني لن أبعده لأن الفريق مازال بحاجة ماسة إلى خدماته.
سمعنا أنك بدأت تفكر في الانتدابات، وباشرت اتصالاتك حتى مع بعض اللاعبين، فهل هذا صحيح؟.
سأكذب عليك إذا قلت لك إنني لم أتصل بأي لاعب، هناك بعض اللاعبين الذين تحدثت معهم أنا في سرية تامة وهناك من تحدث إليهم مضوي، ولكن لحد الآن لا يوجد أي شيء رسمي، لأنه لا يمكنني أن أتحدث عن لاعبين جدد ونحن لم نضمن بعد بقاء لاعبينا الذين مازلنا بحاجة إليهم، انتداب لاعبين جدد أمر مهم جدا قبل دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا، لكن يجب أن تفهم شيئا واحدا وهو أن زكري لن يقبل جلب أي لاعب إلا إذا كان مقتنعا به وإذا لم تكن مطالبه المالية مبالغا فيها مادام أن مستوى لاعبينا متقارب جدا ولا نملك "ميسي" أو "رونالدو" حتى يطالبون بمنح إمضاء تصل إلى المليار ونصف أو المليارين.
وهل لك أن تعطي لنا الأسماء التي تستهدفها أو التي اتصلت بها لحد الآن؟
لا يمكنني أن أعطيكم أسماء اللاعبين الذين أريدهم لعدة اعتبارات أهمها أنني اتفقت معهم على أن تبقى الاتصالات سرا بيني وبينهم حتى لا تدخل فرق أخرى على الخط وتنافسنا عليهم، كما أننا لسنا متأكدين أن تلك المناصب في حاجة إلى تدعيم أم لا وكل شيء متوقف على ما ستفعله الإدارة مع لاعبينا وقدرتها على إقناعهم بتجديد عقودهم، لكنني أؤكد لكم أننا بحاجة إلى 5 لاعبين على الأقل في دوري أبطال إفريقيا و4 لاعبين آخرين تحسبا للبطولة الموسم المقبل.
وما هي المناصب التي هي بحاجة ماسة إلى التدعيم، قبل دخول غمار دور المجموعتين؟
نحن بحاجة إلى حارس مرمى ثان يكون في مستوى زماموش، لاعب محوري آخر، مدافع أيمن ومهاجمين من الطراز الرفيع.
وهل قدمت للإدارة قائمة اللاعبين الذي تريد الاحتفاظ بهم؟
أجل لقد قدمت لغريب قائمة اسمية تضم ما بين 16 إلى 17 لاعبا وضعتهم كأولوية، وأكدت له على ضرورة الإسراع للتفاوض معهم حتى نرى إذا كنا سنقنعهم أم علينا أن نبحث عن البدائل، هناك بعض اللاعبين الذين سنحتفظ بهم في البطولة المحلية وهناك 5 أو 6 لاعبين لا يملكون المؤهلات التي تسمح لهم بالاستمرار معنا، لذلك سنستغني عنهم ولكن يجب أن يخرجوا من الباب الواسع ويحصلوا على أموالهم على آخر سنتيم.
هل يمكن أن نقول إن لاعب شبيبة بجاية قاسم مهدي من اللاعبين الذين قد يكونون ضمن تعداد المولودية الموسم القادم؟
قاسم مهدي بمثابة ابني، وهو يستثيرني في كل كبيرة وصغيرة منذ أن كنت مدربه في سطيف وأنا من نصحته باللعب في بجاية، لكنني لم أكن أدري أنه سيوقع لموسمين، صدقوني أنه لو ينجح في جلب وثائقه فسيكون معنا رسميا، لكن مادام أنه تحت ذمة فريق آخر فلا يمكنني أن أتحدث عنه احتراما لمسؤولي بجاية.
وماذا عن بومشرة؟
بومشرة لاعب ممتاز فنيا، ولديه إمكانات عالية لكن في الوقت الحالي لا يوجد ضمن دائرة اهتماماتي لأننا لسنا بحاجة إلى تدعيم المنصب الذي ينشط فيه إذا احتفظنا ببرملة الذي بدأ يعود إلى مستواه تدريجيا.
عاينت اللاعب الغاني يارو الذي ينشط في البطولة المصرية، فما رأيك فيه؟
يارو مهاجم ممتاز، ويملك المواصفات التي يتطلبها منصبه وسيكون أفضل استثمار للمولودية لو نتعاقد معه، لكن المشكلة أن هذا اللاعب الذي يبلغ سنه 21 سنة فقط مرتبط مع فريقه الإنتاج الحربي لموسم آخر ويحتاج إلى وثيقة التسريح، هذا المهاجم هو الذي أبحث عنه وإذا نجحت الإدارة في إقناع المصريين بتسريحه فسأكون سعيدا به.
وماذا عن اللاعب الكاميروني روستو الذي عاينتموه وأعجبتم به أيضا؟
هذا اللاعب كلفت مساعدي مضوي بإتباع خطواته ،وقد أكد لي أنه مهاجم ممتاز وهو يساعدنا كثيرا في الخط الأمامي،لكنني لا أريد أن أتخذ أي قرار جريء ثم أندم عليه، أمامنا 15 سيرة ذاتية للاعبين أجانب سأطلع عليها بتأن قبل اختيار لاعب معين مادام أن الإجازات محدودة جدا ويجب أن لا نخطيء خاصة أن جمهور المولودية لن يغفر لي بعدما سئم الانتدابات الفاشلة في السنوات القليلة الماضية.
هل أنت مقتنع بنتائجك مع المولودية بعد حوالي 3 أشهر من التحاقك بالعارضة الفنية؟
لو نعود قليلا إلى الوراء، يجب أن نحمد الله ونشكره على كل ما حققناه لأنه ليس من السهل أن يصبح الفريق الذي كان يعجز عن هزم المخادمة، ينافس في دوري أبطال إفريقيا ويبلغ الدور ربع النهائي من دوري أبطال إفريقيا، ولكن لو نلاحظ الطريقة التي خسرنا بها نقاط ثمينة في مباريات الخروب، الحمراوة، البرج و"داربي" بلوزداد نفهم أن الحكام الذين ظلمونا كثيرا والمهاجمين الذين تفننوا في تضييع الفرص قد حرموني من تكرار ما فلعته الموسم الفارط في الوفاق، ولو لم نهدر 8 نقاط كاملة لسبب أو لآخر لكنا أول فريق ينافس الشلف على لقب البطولة حاليا.
الكثيرون لا يعرفون كيف كانت بداية زكري مع عالم التدريب بعدما بعد أن ظهرت فجأة في الوفاق، فماذا يمكن أن تقول لنا عن بداياتك؟
بدايتي في عالم التدريب كانت من إيطاليا وبالضبط في سنة 2001 مع أواسط فريق بريرا الذين توجت معهم بلقب البطولة، لكن قبل ذلك أود أن أبدأ لك حكايتي من سفري إلى ميلانو سنة 89 و"التمرميدة" الكبيرة التي عانيت منها قبل أن أصل إلى ما وصلت إليه اليوم.
تفضل؟.
هذا العبد الضعيف إلى ربه الذي أمامك عانى الكثير من "الحقرة" في بلده، ووجد كل الطرق مغلقة أمامه في مولودية باتنة لما عانيته من تهميش مع المدربين الذين عملت معهم وخاصة المرحوم "إبراهيم قليل" وحتى في الكاب، تنقلت في سنة 88 إلى مولودية الجزائر لأجرب حظي مع هذا الفريق، لكن كرمالي رفضني بحجة أنه أغلق القائمة وطلب مني أن أعود الموسم القادم، فكرت كثيرا قبل أن أقرر أن أمتطي الطائرة وأسافر إلى إيطاليا بعدما رماني قدري في ميلانو، لم يكن لي لا أب هناك ولا والدة، ولا حتى صديق كان همي الوحيد أن أحصل على الفرصة التي لم أجدها في