اختلطت أوراق المجموعة الثانية في دوري أبطال إفريقيا وتعقدت حساباتها أكثر فأكثر بعد التعادل الذي انتهت عليه المباراة الثانية بين الوداد البيضاوي والأهلي المصري (1-1)، حيث جاء هذا التعادل ليجعل ساعة حسم هوية المتأهلين إلى المربع الذهبي تتأجل إلى الجولة الأخيرة مادام كل فريق مازال متمسكا بأمل التأهل، ورغم أن "العميد" أقصي رسميا إلا أن كل الأنظار ستكون موجهة نحو مباراته أمام الوداد البيضاوي بملعب 5 جويلية، حيث يعلق المصريون وحتى "التوانسة" آمالهم على أشبال المدرب عبد الحق بن شيخة لقهر المغاربة وتعبيد الطريق أمامهم لمرافقة الترجي إلى المربع الذهبي لكن مقابل فوز الأهلي على "التوانسة" أيضا.
المولودية مطالبة بالنزاهة حتى يكون التأهل لمن يستحقه
وبعيدا عن حسابات المجموعة المعقدة، فإن أهم شيء بالنسبة لمولودية الجزائر وخاصة مسؤوليها ألا يقحموا أنفسهم في حسابات لا تهمهم مادام أن الفريق أقصي من تونس ومباراته المقبلة تحضيرية لمباراة البطولة لا أكثر ولا أقل، وأهم شيء بالنسبة إليه هو أن يضع شرف النادي وتاريخه الكبير أولوية ويلعب بنزاهة مادام المتأهلين في النهاية سيكونان عربيين من مجموعة عربية خالصة ويجب أن يتعامل المسيرون بذكاء وبعقلية "ما تربح العيب مع حتى واحد".
حتى الترجي قد يقصى لو يخسر ويفوز المغاربة على "العميد"
وبلغة الحسابات، فإن المصريين ليسوا وحدهم الذين يتمنون خسارة الوداد بالجزائر أمام المولودية الجمعة القادم، بل حتى الترجاويين يمنون أنفسهم بأخبار سارة تأتيهم من ملعب 5 جويلية حول سقوط المغاربة أمام "العميد"، لأن خسارة الترجي في القاهرة أمام الأهلي وفوز الوداد على المولودية بأي نتيجة قد يقصي الترجي لأن الوداد سينهي المسابقة في المرتبة الأولى بـ 10 نقاط، بينما يتساوى الترجي والأهلي بتسع نقاط لكل منهما ويعين المتأهل من منطلق فارق الأهداف.
فوز المولودية سيختصر طريق التأهل أمام "التوانسة" والمصريين
وعلى العكس من ذلك، فإن فوز المولودية أو نهاية المباراة بالتعادل مقابل فوز الأهلي في القاهرة سيجعل الطريق مختصرا أمام المغاربة لأن الفريق لن يتعدى عتبة النقطة 8 حتى في حال التعادل، بينما سيصبح في رصيد الأهلي والترجي تسع نقاط لكل منهما ويترافقان إلى الدور نصف النهائي، لكن هذا ما يتطلب أيضا فوز الأهلي بمعركته أمام الترجي بالقاهرة.
تحفيزات الأهلي والترجي مقبولة ولكن شرف الجزائر لابد أن لا يباع
وحسب ما علمته "الهداف" من مصادرها الخاصة، فإن هناك تحركات كبيرة جدا في الخفاء بين مسؤولي الأندية الثلاثة لحسم الأمور مسبقا في الكواليس، حيث يسعى مسؤولو الترجي والأهلي إلى تحفيز لاعبي المولودية للإطاحة بالوداد وهو ما يعتبر أمرا مشروعا وتلجأ إليه عدة أندية حتى في البطولات الأوروبية، لكن الأمر الذي سيكون غير مقبول تماما هو أن تتنازل المولودية عن نقاط المباراة للمغاربة مقابل المال، وهو ما سيكون بمثابة بيع لشرف الجزائر ويبقى وصمة عار في تاريخ المولودية والكرة الجزائرية على حد سواء.
غريب: "سنلعب من أجل الفوز ولا يهمنا من يقصى ومن يتأهل"
ولأجل معرفة موقف مسؤولي المولودية من الورطة التي سيجدون أنفسهم فيها في الأسبوع المقبل، اتصلنا بمنسق الفرع عمر غريب الذي صرح لنا قائلا: "لا نوجد لا في ورطة ولا هم يحزنون، المباراة ستكون عادية جدا ولا يهمنا إلا الفوز بنقاطها لجمع أكبر عدد ممكن من النقاط، نحن نمثل الجزائر ولا يحق لنا أن نتدخل في حسابات لا تعنينا، لابد أن نقدم مباراة كبيرة حتى نؤكد للجميع أن الجزائري لا يبيع شرفه ولا يهمنا في الأخير من يتأهل".