"الحكم النيجيري "خدم خدمتو" في أول عشر دقائق ثم عاد إلى رشده"
اعترف المدرب نور الدين زكري أن القرار الارتجالي الذي أتخذه الحكم النيجري "كالومو"، الذي طرد دوادي في أول عشر دقائق، أثر كثيرا في معنويات اللاعبين الذين لم يتوقعوا أن تسير الأمور بهذا الشكل، وصرّح قائلا: "لقد كنت متخوفا كثيرا من هذا الحكم النيجري حتى قبل بداية المباراة، ولكنني تفاديت الحديث عنه في وسائل الإعلام حتى لا أزيد حدّة الضغط الذي كان مفروضا على اللاعبين وأجعلهم يجدون الأعذار ويحضّرونها من الآن في حال التعثر، لكن للأسف هذا الحكم لم يكن أحسن من حكم مباراة "ديناموس" وسار على نهج الجنوب إفريقي "دامون". فقد ساعد المحليين في أول عشر دقائق بطرد دوادي، ولكنه عاد إلى رشده وقلت أخطاؤه خاصة بعدما سجّل "أنتر كلوب" الهدف المبكر.. الحمد لله أن اللاعبين لم يتأثروا وأدّوا مباراة كبيرة، وهذا ما يجعلني أقرّ أن هذا التعادل هو بطعم فوز كبير".
"قلت للاعبين قبل المباراة تفاءلوا خيرا تجدوا خيرا"
وفي سؤال آخر عما إذا كان زكري متفائلا بتحقيق هذه النتيجة في ظل الصعوبات التي واجهت الفريق خلال هذه السفرية، ردّ قائلا: "بطبيعة الحال، أنا دوما متفائل بدليل أن رسالتي إلى اللاعبين كانت في جملة واحدة وهي: تفاءلوا خيرا تجدوا خيرا. وقلت إنني حضرت كتيبتي للعودة إلى الجزائر بنتيجة إيجابية، والحمد لله الذي وفقنا في تحقيق ما كنا نصبوا إليه. لقد تعبنا كثيرا لأجل تحقيق هذه النتيجة سواء اللاعبين فوق أرضية الميدان أو حتى نحن أعضاء الطاقم الفني، الذين عاينا المنافس في أكثر من مرة، ومنذ أن وصلنا إلى أنغولا ونحن لا نفكر إلا في هذه المباراة".
"اللاعبون استفادوا كثيرا من درس ديناموس وهم يتطوّرون من مباراة لأخرى"
وأشاد المدرب نور الدين زكري بعد ذلك كثيرا بأداء لاعبيه وصرّح قائلا: "طرد دوادي المبكر تلاعب بأعصابي وجعلني أخشى على فريقي من تكرار سيناريو ديناموس، خاصة أننا لعبنا بعشرة لاعبين لأزيد من 85 دقيقة، لكنني اكتشفت نقطة مهمة جدا وهي إيجابية جدا ومفرحة بالنسبة لي كمدرب، وهي أن اللاعبين تعلموا كثيرا من درس ديناموس ولم ينهاروا بعد الهدف المبكر. لقد كانت تلك الخسارة درسا مهمّا لنا في مشوارنا الإفريقي وأعطت اللاعبين صورة واضحة عن صعوبات القارة، كما أنهم يتطوّرون من مباراة لأخرى سواء من الناحية التكتيكية أو النفسية".
"لهذا السبب قرّرت تغيير المنصب بين حركات وبوشامة في الشوط الثاني"
وفي تحليله لأداء لاعبيه خلال شوطي المباراة، تحدّث زكري قائلا: "طرد دوادي كان ضربة قوية للاعبين وصدمة لي أيضا، لأنه جعلني أضطر لتغيير طريقة اللعب ثلاث مرات كاملة، عكس المنافس الذي لم يحدث تعديلات على طريقة لعبه. صحيح أنني قدمت في بادئ الأمر بوشامة إلى الوسط مباشرة بعد طرد دوادي حتى يصبح لدينا أربعة لاعبين في الوسط ونغلق المنافذ أمام المنافس، لكن بعدما لاحظت أن الضغط كان كبيرا على الدفاع بقيادة زدام وحركات، قرّرت أن يتقدم حركات إلى الوسط ويساعد كودري في الاسترجاع، على أن يعود بوشامة إلى المحور لأنه يمتاز بطول القامة وكان أفضل في الكرة الرأسية. وأظن أن هذه الخطة نجحت نجاحا تاما".
"غامرت بمهاجمين في الشوط الثاني.. والمدرب الخوّاف عليه أن يغيّر المهنة"
وواصل زكري بعد ذلك شرح خطته وإعطاء تفسيرات للطريقة التي لعب بها وخياراته التكتيكية لمّا واصل حديثه قائلا: "في الشوط الثاني الأمور مغايرة كبيرة وأصبحنا نهاجم بلاعبين مع دخول يوسف سفيان ودراڤ ونلعب بثلاثة لاعبين في الوسط، وهذه مجازفة كبيرة جدا، لكنني متعوّد على رفع التحديات، وبالنسبة لي المدرب الذي يخشى المغامرة عليه أن يغيّر المهنة. صحيح أن الضغط كان شديدا علينا في بعض فترات الشوط الثاني، وهو أمر مفهوم مادام أننا نلعب خارج قواعدنا، ولكنني قلت في قرارة نفسي أنه إما نتلقى هدفا ثانيا وإما أعدل النتيجة، ولكن الحمد لله فإن قراءتي لمعطيات اللعب كانت صائبة، ونجحنا في معادلة النتيجة في الوقت بدل الضائع".
"لو كان يوسف سفيان ودراڤ في مستواهما لعدنا بالفوز"
واعترف المدرب زكري أيضا أنه وجد صعوبات كبيرة لتحديد معالم التشكيلة المثالية التي يواجه بها "إنتر كلوب"، في ظل تنقل الفريق إلى أنغولا بأربعة عشر لاعبا فقط، وصرّح في هذا السياق قائلا: "لا أنكر أنني وجدت نفسي مرغما على الاستنجاد بـ يوسف سفيان ودراڤ رغم أنهما بعيدان حاليا عن مستواهما ويعانيان من نقص فادح في المنافسة، وهو ما ظهر عليهما من خلال أدائهما في الشوط الثاني. أنا واثق أنه لو كانا في لياقتهما المعهودة كنا سنعود إلى الجزائر بفوز ولا نكتفي بالتعادل، لأن المساحات كانت موجودة ودفاع "الأنتر" كان مهلهلا وارتكب عدّة هفوات".
"اللاعبون كانوا رِجالاً ولا يعرف قيمة الإنجاز "غير اللّي تمرمد معانا"
كما أشاد المدرب زكري على غير العادة كثيرا بأداء لاعبيه وصرّح قائلا: " بصراحة، هذا التعادل بالنسبة لي هو بطعم الفوز وهو إنجاز كبير للمولودية وللكرة الجزائرية، ولا يدرك قيمته إلا من كان معنا في هذه الرحلة الشاقة والماراطونية وعاش معنا هذه اللحظات. يجب أن نقول في اللاعبين كلمة حق وهي أنهم كانوا رجالا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لقد جعلونا لا نشعر أنهم حاربوا 85 دقيقة كاملة في تلك الظروف الصعبة، ربما في بعض الأحيان تكون ضعيفا من الناحية الفنية أو البدنية، لكن لمّا تلعب بقلبك وتبلّل القميص، فهنا يجب أن تهنئ اللاعب وتثني عليه، كما تنتقده لمّا يمرّ جانبا".
"زماموش لديه شخصية قوية ولذلك لم يؤثّر فيه الهدف المبكّر"
ورفض زكري أن يمر مرور الكرام على المباراة البطولية التي أداها زماموش، وأشاد كثيرا بالدور الذي لعبه في التعادل حققه الفريق حيث صرّح: "والله زماموش كان عند حسنا ظننا وأدّى مباراة كبيرة تليق بمقامه كحارس دولي، كنت متخوفا كثيرا بعد الهدف المبكّر أن يؤثر فيه، لذلك أرسلت له مدرب الحراس مراد بن عامر وطلبت منه أن يقوم بتدخل أو اثنين رائعين حتى يُعيد الثقة إلى زملائه ويؤكّد أنه حاضر، وفعلا فإن الخرجات الموفقة التي قام بها خاصة في الشوط الثاني هي التي ساعدتنا على العودة بالتعادل من أنغولا، وجعل زملاءه يؤمنون أكثر بقدرتهم حتى على تحقيق الفوز وليس التعادل".
"داود لم يخيّبني وشلّ حركة أخطر لاعب في إفريقيا"
ثم عرّج المدرب نور الدين زكري للحديث عن المستوى الرائع الذي قدّمه اللاعب فريد داود رغم أنه وظفه في منصب لم يتعوّد عليه إطلاقا، حيث صرح في هذا السياق قائلا: "داود أعطيت له دورا محددا وهو التكفل باللاعب الخطير كابوكو الذي أعتبره أخطر لاعب في إفريقيا، لقد عاينته في "الفيديو" عدّة مرات واكتشفت أنه مفتاح اللعب في أنتر كلوب، إنه خطير جدا ويملك مواصفات اللاعب الذي لعب في المستوى الأعلى. بعدما علمت أنه أحترف سابقا في البرتغال لم أجد إلا داود الذي من الممكن أن يشلّ خطورته، وفي رأيي فإن داود أكد أنني لم أخطئ فيه ونجح في شلّ حركة هذا المهاجم الخطير".
"بصغير وجدناه في وقت الضيق وبابوش عاد في الشوط الثاني"
وفي سياق حديثه عن أداء لاعبيه دائما وتقييمه لهم بصفة فردية، تحدّث زكري بعد ذلك عن اللاعبين بصغير وبابوش اللذين أبعدهما عن قائمة 18 في مباراة العلمة، قبل أن يجدا نفسيهما أساسيين أول أمس. وقد بدا زكري راضيا نوعا ما عن أداء هذين اللاعبين لما صرّح قائلا: "بصغير أقحمته في منصب غير متعود عليه تماما لأنه لم يسبق أن لعب مهاجما أيمن، ولكن كلّ ما طلبته منه هو أن يغلق على المدافع الأيسر للمنافس الذي لاحظت أنه خطير جدا ولا يتركه يصعد كثيرا، ولكن مدرب الأنتر غالطني لأن اللاعب الذي واجه المريخ لم يكن موجودا أمامنا، ومع ذلك فإن بصغير يبقى مشكورا لأنه قدّم لنا خدمة جليلة في وقت الضيق. أما بابوش فقد عاد بقوة في الشوط الثاني وأدّى مباراة مقبولة عموما".
"غياب دوادي ودراڤ في العودة لا يقلقني"
واعترف المدرب زكري أن غياب دراڤ ودوادي عن مباراة الإياب سيكون خسارة كبيرة جدا للفريق، ولكن هذا لن يكون سببا في تلاشي خيط الأمن الغليظ الذي يحتفظ به كل أنصار المولودية في رؤية فريقهم يبلغ دور المجموعات لأول مرة. حيث صرح في هذا السياق قائلا: "غياب دوادي ودراڤ مؤثر فعلا، لكن لا يجب أن نبقى نبكي على الماضي ونقول إننا خسرنا لاعبين، لأنني شخصيا تعوّدت على خوض المباريات بتعداد منقوص من عدّة كوادر وأنجح في رفع التحدي، خاصة أننا سنستعيد بدبودة وعطفان، وقد يؤهّل حمرات، برملة ولعراف، حسب ما علمته".
"في الكرة كلّ شيء ممكن ويجب أن نضع الأرجل على الأرض"
وفي سؤال آخر وجّهه مبعوث "الهداف" للمدرب نور الدين زكري بخصوص احتفالات اللاعبين بطريقة مبالغ فيها نوعا مادام أن الفريق لم يتأهّل بعد، ردّ قائلا: "اللاعبون حققوا إنجازا كبيرا وسط ظروف صعبة، لذلك من حقهم أن يفرحوا بالطريقة التي يريدونها، لكن هذا لا يعني أننا سنبقي نعيش على وقع أجواء هذا التعادل، سننسى كل شيء بعد العودة إلى الجزائر ونحضّر لمباراة الإياب كما حضرنا لمباراة ديناموس.. فكرة القدم مجنونة ولا تعترف بالمستحيل. هذه المباراة تلعب على شوطين ومازال ينتظرنا شوط ثان طويل وعريض، يجب أن نضع أرجلنا على الأرض ونحضّر بكل جدية لأن المنافس أكد أنه جدير بالاحترام".
"ليس سهلا قيادة فريق يفوز بركلات الترجيح على المخادمة وتجعله يتحدّى كبار القارة"
ولم يفوّت المدرب زكري الفرصة للتنويه بالعمل الكبير الذي يقوم به وأكد أن طريقه لم تكن مفروشة بالورود، في ظلّ الصعوبات التي تواجهه في كل مرة، حيث صرّح: "أداؤنا اليوم يؤكد أن هناك عملا كبيرا ينجز في الخفاء، سواء من اللاعبين، المسيّرين وحتى أنا أيضا.. زكري ليس من المدربين الذين ينسبون إنجازات نواديهم أيضا، لكن يجب أن يفهم الناس أنه ليس سهلا أن تباشر العمل في فريق يجد صعوبة كبيرة حتى في الفوز على المخادمة التي قادته إلى ركلات الترجيح، وتجعله طرفا مهمّا في دوري أبطال إفريقيا ويتحدّى عمالقة القارة".
"أدعو السليمي ليسحب كلامه لأن زكري يصنع تاريخه في الميدان وليس في التلفزيون"
وفي ردّه على تصريحات اللاعب الدولي التونسي السابق عادل السليمي – محلل قناة نسمة حاليا-، الذي صرّح في وقت سابق أن زكري عليه أن يتعلّم تحمل مسؤولياته ولا يتهجّم على لاعبيه عقب كل تعثر، قال مدرب "العميد": "تحليلات السليمي تكون في بعض الأحيان جميلة، وفي أحيان أخرى لا أوافقه فيها. أما بخصوص ما قاله عني فأدعوه إلى أن يسحب كلامه ويتراجع عنه من المنبر الذي انتقدني فيه، لأن زكري سيدخل التاريخ ويكون أول مدرب جزائري يتأهّل إلى دوري المجموعات في موسمين متتالين مع فريقين مختلفين، زكري جلب من الألقاب للوفاق الموسم الفارط ما لم يجلبه أيّ مدرب جزائري أو حتى أجنبي عندنا. صناعة المجد والتاريخ تكون في الميدان وليس خلف شاشات التلفزيون، لأن الفرق بين هذا وذاك كالفرق بين السماء والأرض".
"عيب كبير نبقى نتحدّث عن الهبطة وهدفنا إنهاء البطولة في المركز الخامس"
وأكد المدرب نور الدين زكري أن رابطة أبطال إفريقيا ليست الهدف الرئيسي للمولودية هذا الموسم، وأن أهم شيء اتفق عليه مع الإدارة هو إنقاذ الفريق من السقوط وإنهاء الموسم في مرتبة مشرّفة تليق بسمعة الفريق، وتحدّث في هذا السياق قائلا: "صحيح أن التأهل إلى دوري المجموعات وإن ترسّم في مباراة الإياب سيكون إنجازا غير مسبوق، ولكن الهدف الرئيسي بالنسبة لنا هو البطولة الوطنية وضرورة تصحيح الأوضاع. نحن الآن في المرتبة التاسعة ونسعى دائما لتحقيق الأفضل، لا يجب أن نبقى نفكر في "الهبطة"، لأن هذه ليست من تقاليدي ولا من تقاليد المولودية، مستوانا أفضل من مستوى كل النوادي التي توجد معنا في المراتب الأخيرة، لكننا ماضون في تصحيح المسار، وهدفنا إنهاء البطولة في المرتبة الرابعة أو الخامسة على الأكثر".
"دوري المجموعات يجعلنا مطالبين بالتعامل مع قضية المُسرّحين بذكاء"
كما تحدّث المدرب زكري أيضا عن قائمة المسرّحين وأكد أنه لن يتسرّع في تحديد القائمة النهائية، وأن القائمة لن تكون موسعة حين تحدّث قائلا: "يجب ألا نتسرّع في تحديد قائمة المسرحين، ولا بد أن نتعامل مع هذا الموقف بذكاء. لحدّ الآن لا يوجد أيّ لاعب في ذهني أفكر في إبعاده، لأن رحيل أي لاعب يعني خسارة إجازة إفريقية، كما أنني لو أحكم على مستوى لاعب من الآن فممكن جدا أن ينفجر في 13 مباراة المتبقية وأخطئ فيه، لكن إذا كان هناك لاعب لا يستحق تقمّص ألوان المولودية الموسم القادم سنسرحه، لكنه سيخرج معنا من الباب الواسع".
"سأجتمع بـ غريب بعد ترسيم تأهّلنا حتى لا نعيد أخطاء الماضي"
وفي الأخير، أكد زكري أن التأهل إلى دوري المجموعات لا بد ألا يكون الشجرة التي تغطي الغابة، وأنه سيطالب بعقد اجتماع مع غريب مباشرة بعد التأهل، لرسم خطة عمل واضحة ووضع الخطوط العريضة للموسم المقبل. وصرّح قائلا: " صحيح أننا غامرنا كثيرا في الأدوار التمهيدية وارتكبنا عدّة أخطاء، ولحسن الحظ أن اللاعبين كانوا رجالا وتحدّوا كل تلك الظروف القاهرة وحققوا هدفهم، كما أننا لم نصل بعد لملاقاة نوادٍ من حجم مازيمبي، الترجي التونسي أو الأهلي المصري. دوري المجموعات هو دوري الأقوياء فقط، وإذا أردنا أن نواكب الوتيرة يجب أن نحضّر أنفسنا جيدا، ننتدب لاعبين في المستوى، نحضر جيّدا لهذا الدور، وحتى سفرياتنا لا يجب أن تكون مرهقة مثلما كان عليه الحال هذه المرّة".