انتظر لاعبو مولودية الجزائر أشهر عديدة ليجدّدوا العهد مع أجواء الفرحة التي عاشوها شهر جوان من السنة الماضية لمّا قادوا المولودية للتتويج بالبطولة بعد عشرية جافة.
ولأن الحدث كان كبيرا والمنافسة كانت أغلى شأنا، فإن الفرحة كانت عارمة بين لاعبي "العميد" بعد التعادل الذي حققوه عشية أول أمس في لواندا أمام "أنتر كلوب"، فرحة تؤكّد قيمة الإنجاز التاريخي الذي حققوه والذي يفتح أمامهم أبواب دوري المجموعات على مصراعيها، وتؤكد بالمقابل الضغط الرهيب الذي عانوا منه والذي أمتزج بمعاناة طويلة قبل، أثناء وبعد المباراة أيضا.
الأمطار الغزيرة لم تمنع الاحتفال بالفوز في المسبح
وقد توجّه لاعبو المولودية مباشرة بعد عودتهم إلى الفندق من الملعب إلى المطعم أين تناولوا وجبة العشاء على وقع تهاني عمال الفندق، الذين كانوا رياضيين إلى أبعد الحدود وكانوا مثل أنصار "أنتر كلوب" الأنغولي الذين صفقوا طويلا لزملاء بن سالم. ثم كانت الوجهة بعد ذلك مسبح الفندق رغم أن الوقت كان متأخّرا نوعا ما (العاشرة ليلا)، والتقلّبات الجوية جعلت زكري يتخوّف عليهم من المرض، أين صنع عمرون، زدام، دراڤ، بوشامة، دوادي والبقية أجواء لم يعشها الفندق من قبل كما قيل لنا، ونزلوا للسباحة في لحظات ستبقى راسخة في أذهان كلّ من عايشها.
"قلبوها" بالغناء وعمّال الفندق والمقيمون "ما فهموا والو"
ورغم أن الوقت كان متأخرا إلا أن الفرحة بهذا التعادل بطعم الفوز، كما أكده لنا أغلبية اللاعبين، أنساهم أنهم في فندق هادئ جدا ولا يقصده إلا أصحاب المقام الرفيع من رجال الأعمال، و"قلبوها" بالرقص والغناء، أمام أنظار زكري ومضوي اللذين جلسا في مدخل المسبح، وظلوا يردّدون الأغاني التي تعوّدوا على سماعها من المدرجات كأغنية: "زنقة، زنقة... دار، دار في أنغولا"، "وان، تو، ثري.. فيفا لا يجري"، كما حاولوا أن يستفزوا بأغانيهم حركات الذي بقي هادئا، ولكنه رفض أن يدخل إلى المسبح بعد أن توعده دراڤ بإغراقه.
لم يتركوا زكري وشأنه وردّدوا: "هذا زكرينيو.. ماشي مورينيو"
ولأن المدرب نور الدين زكري كان حاضرا في المسبح وتابع كلّ كبيرة وصغيرة، فأن اللاعبين لم ينسوه كذلك وظلّوا يستفزونه وخاصة "جماعة ريال مدريد"، الذين أكدوا له أن هناك "مورينيو" واحد في العالم، وظلوا يردّدون "هذا زكرينيو... ماشي مورينيو"، وهي الأغنية التي ردّدها اللاعبون طويلا على مسامع مدربهم، ومع ذلك فقد ظل زكري صامتا وقابلهم بالابتسامة فقط، مادام أنه يضع في رأسه أنه "مورينيو الجزائر"، كما صرّح به أول أمس لـ "الهداف" بعد نهاية المباراة.
تصريح غريب أعجبهم ويطالبون بـ 50 مليونا فقط
وكان لاعبو "العميد" استقبلوا تصريح عمر غريب لـ "الهداف" الذي قال إن أجمل هدية يقدّمها لهم هو ترك الحرية التامة لهم في اختيار المنحة التي يريدونها بصدر رحب، بعدما كانوا ردّدوا أول أمس: "قولوا لـ عمر رانا جايين، وعلى 50 مليون ماراناش ساكتين"، وهو ما جعلهم يفهمون أن البعض أوصل الرسالة لـ غريب. وقد تمنى بعض اللاعبين أن تكون الإدارة عند وعدها وتمنحهم حقهم مباشرة بعد التأهل، ولا يتكرّر سيناريو الموسم الفارط لمّا "صحروهم" ولم يحصلوا على منحة التتويج بلقب البطولة لحد الآن،ٍ رغم أن عمروس وعدهم يومها بـ 100 مليون سنتيم.
بعض اللاعبين لم يستطيعوا النوم وسهروا حتى الصباح
وحسب ما أكده لنا بعض اللاعبين، فإنهم عجزوا عن النوم من شدّة الفرحة وظلوا يتلذذون بالإنجاز التاريخي إلى ساعة متأخّرة جدا، مادام أنهم لم يفرحوا تماما هذا الموسم بعد الخيبة الكبيرة وخسارة نهائي كأس شمال إفريقيا أمام النادي الإفريقي التونسي، فيما ظل البعض يتذكر مسلسل السفرية الشاقة التي قادت الفريق إلى لواندا، مرورا بسيناريو المباراة الذي تلاعب بأعصاب الجميع قبل هدف بن سالم. ومع ذلك فإن اللاعبين يؤكدون أن الفرحة الأكبر ستكون بعد مباراة الإياب في الجزائر وترسيم تأهّل الفريق إلى دوري المجموعات، خاصة أن الحفل سيكون بحضور "الشناوة" الذين سيسهرون هم أيضا حتى الصباح بعد أسبوعين .