في الوقت الذي كان كلّ المقربين من بيت مولودية الجزائر يتوقعون أن مجلس الإدارة قد أنهى عملية الانتدابات وأن اللاعب المغترب سفيان يانس كان هو صاحب الإجازة رقم 25 والمستقدم الأخير
حملت الساعات الأخيرة الماضية مفاجأة مدويّة لمّا قرّر مجلس الإدارة التعاقد رسميا مع وسط ميدان إتحاد العاصمة السابق كريم غازي، الذي تنقل إلى "فيلا" الشراڤة نهار أمس ووقع عقدا لموسمين مقابل أجرة شهرية تقدر بـ 80 مليونا. ليكون "العميد" بذلك أنقذ اللاعب من مقصلة البطالة التي راح ضحيتها العديد من اللاعبين لحدّ الآن.
الصوري وباجي ضغطا على غريب الذي استسلم في النهاية
ورغم أن الحديث عن غازي في المولودية كان منذ أسابيع عديدة، إلا أن قضيته لم تكن تتعدّى أن اسمه كان متداولا بقوة بين الأنصار وبعض المقرّبين من مجلس الإدارة، وهو ما كان يقابله الرفض القاطع لمنسّق الفرع عمر غريب، الذي لم يكن يريده بحجة تقدّمه في السن، لكن الرجل غيّر رأيه في الساعات القليلة الماضية ووافق على جلب غازي إلى المولودية، بسبب الضغط الذي مورس عليه من قبل بعض أصدقاء غازي في المولودية يتقدّمهم حميد الصوري الذي كان أكثر المتحمّسين لجلب غازي لأسباب لا يعلمها إلا هو، ومن جهة أخرى فيصل باجي المناجير العام للفريق الذي عرف كيف يقنع مجلس الإدارة بضرورة جلب هذا اللاعب.
المفاوضات لم تدم طويلا لأن اللاعب لم يكن في موقع قوّة
وبعد أن تجدّدت المفاوضات بين منسّق الفرع عمر غريب وكريم غازي وكان يتوسطهما المناجير العام فيصل باجي، توصل الطرفان إلى أرضية اتفاق في ظرف قياسي، مادام أن غازي لم يكن في موقع قوة، وكل ما كان يهمّه هو اللعب في المولودية وفقط، حتى ينجو بنفسه من خطر البطالة الذي كان يحدق به، فوافق على التوقيع لسنتين، وحتى العرض المالي كان متواضعا مقارنة بما يحصل عليه اللاعبون الحاليون.
تفاوض مع قرابة 10 فرق والمولودية أنقذته من البطالة
وكان غازي قبل أن ينهي مسلسله بالتوقيع أمس لـ "العميد"، ومنذ أن أقدمت إدارة اتحاد العاصمة على تسريحه، تفاوض مع عدة فريق ولم يتوصل إلى أرضية اتفاق سواء بسبب الاختلاف مع مسؤولي تلك الفرق، فأحيانا بسبب عدم اقتناعه بالعرض المالي، وأحيانا أخرى بسبب مدة العقد، وهناك بعض العروض التي رفضها بسبب محدودية طموح تلك النوادي. وحسب ما علمناه، فإن غازي تفاوض مع ج.الشلف، م. وهران، م.سعيدة، م.العلمة، ش.باتنة، ش.قسنطينة، ن.بارادو ورائد القبة، وهناك عرض أخير وصله أيضا من أولمبي المدية ولكنه رفضه أيضا.
"حارّ بزّاف"، لعب 29 مباراة الموسم الفارط وتسريحه لا علاقة له بمستواه
وتبقى النقطة الوحيدة التي جعلت المقرّبين من بيت "العميد" يتفاءلون كثيرا بنجاح صفقة غازي وحتى لا يتكرّر معه سيناريو عمور، هو أنه يعتمد في طريقة لعبه على حرارته الكبيرة، حيث يرفض الخسارة حتى في المباريات الودية أو التطبيقية خاصة لمّا يجد أرضيات ميدان مثل 5 جويلية، كما أنه مازال يحافظ على مستواه بدليل أنه لعب 29 مباراة كاملة الموسم الفارط ما بين البطولة والكأس مع اتحاد العاصمة، وبالتالي فإن تسريحه ليس له أيّ علاقة بالمستوى، وإنما يدخل في إطار تصفية حسابات حسب ما علمناه من بيت الاتحاد.
يشعل المنافسة في الوسط وباشر تدريباته أمس
والأكيد أن وصول غازي إلى المولودية في هذا الوقت بالذات جاء ليُشعل المنافسة في خط الوسط، أو في المنصب الذي يدافع عنه كوسط ميدان دفاعي، الذي يعرف وجود داود، كودري، وجغبالة المستقدم من الحراش أيضا. وبالتالي فإن هذا اللاعب يعدّ صاحب الخبرة وغريب يعوّل عليه كثيرا لتأطير هؤلاء الشبان، وحتى لا يضيع المزيد من الوقت فقد طلب غريب من اللاعب أن يباشر تدريباته أمس، ويكون قد حضر في الحصة التدريبية التي أجراها الفريق في السهرة على أرضية حجوط التابعة لمركب 5 جويلية.