ستكون الأنظار مصوبة عشية اليوم ابتداء من الرابعة زوالا إلى ملعب عمر حمادي ببولوغين الذي سيحتضن قمة الأسبوع 23 بين بطل الموسم الماضي مولودية الجزائر ووصيفه وفاق سطيف،
ورغم أن اللقاء سيلعب دون جمهور إلا أنه يكتسي طابعا خاصا بالنسبة للفريقين اللذين يريد كل واحد منهما أن يؤكد تفوقه على الآخر بالرغم من أن مباراة الذهاب انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، وسيسعى عميد الأندية الجزائرية لتحقيق فوزه الثاني على التوالي بعد الفوز الذي حققه الأسبوع المنصرم أمام الغريم اتحاد العاصمة، وهذا للخروج نهائيا من الوضعية الصعبة التي يتواجد عليها مع مؤخرة الترتيب والتي تهدد بقاءه مع أندية النخبة الموسم المقبل، حيث يعوّل أبناء المدرب الباتني نور الدين زكري على حسم بقاءهم مبكرا مثلما أعربوا عنه في تصريحاتهم طيلة هذا الأسبوع.
آخر فوز على الوفاق كان في 2009 ببولوغين
وستدخل عناصر المولودية مباراة اليوم بنية إعادة سيناريو موسم 2008/2009 حينما سجلت فوزها الأخير على النسر الأسود بمناسبة مباراة الإياب التي أقيمت على نفس الملعب، حيث التقى الفريقان في نهاية الموسم بتاريخ 4 جوان 2009 على ملعب عمر حمادي وحضره الجمهور في آخر لحظة بعدما تم إلغاء عقوبة إقامة اللقاء دون جمهور، حيث تمكنت المولودية من تحقيق فوز ثمين على الوفاق بنتيجة هدفين لهدف واحد أمضاهما اللاعب الحالي "للصفراء" بومشرة في مناسبتين بداية من الدقيقة 49 عن طريق ركلة جزاء ليضيف بعدها الهدف الثاني عن طريق تسديدة قوية في الدقيقة 52، قبل أن يتمكن حيماني من تقليص الفارق بهدف أخير في اللقاء أمضاه في الدقيقة 64، لينتهي بعدها اللقاء بتفوق المولودية التي كانت تلعب من أجل البقاء وهو نفس السيناريو الذي يتكرر هذا الموسم.
اللقاء بين فريقين بأهداف متباينة
وشاءت الصدف أن تقام مباراة اليوم بعد عام بالضبط من قمة البطولة الموسم الماضي التي لعبت بملعب 8 ماي 1945 بتاريخ 22 ماي 2010، وهو اللقاء الذي كان يعني الكثير للفريقين، لاسيما أنهما كانا يتسابقان نحو تسيّد جدول الترتيب لضمان التتويج بالبطولة، حيث كان التنافس على أشده قبل جولات قليلة عن اختتام البطولة، وعرفت المباراة شدًا عصبيًا كبيرًا خاصة بعدما تمكن المتألق دراڤ من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 4 قبل أن يتمكّن مترف وحيماني من قلب المعطيات لصالح الوفاق في الدقيقتين 7 و16 على التوالي. وبعد عام بالضبط من تلك المواجهة سيتقابل الفريقان مجددا لكن بأهداف متباينة لاسيما بعدما فقد الوفاق آخر فرصه للتنافس على بطولة الموسم الحالي، في حين يهدف العميد إلى الفوز من أجل إنهاء مهمة الإنقاذ.
العامل البدني والمعنويات في صالح المولودية
وتجري المباراة بعد أسبوع واحد من آخر لقاء لعبته المولودية أمام اتحاد الجزائر، في حين ستكون الثانية بالنسبة للنسر الأسود الذي لعب مباراة متأخرة يوم الثلاثاء المنصرم أمام شبيبة بجاية وخسرها على ملعبه وأمام جمهوره، وهو العامل الذي سيكون في صالح المولودية حيث سيدخل رفقاء دراڤ هذا اللقاء بمعنويات مرتفعة عكس نظرائهم من الوفاق الذين فقدوا كل شيء هذا الموسم، ليطلق عليه السطايفية اسم الموسم الحزين، ومن جهة أخرى سيكون العامل البدني في صالح زملاء العائد بابوش الذي غاب عن الفريق لأسبوعين بسبب العقوبة، ولن يكون الوحيد الذي سيعود إلى صفوف الفريق، حيث سيكون برفقة بوشامة ودوادي، وهو ما سيعطي نفسا جديدا لتشكيلة المدرب زكري التي حضّرت لهذه المباراة في ظروف جيدة.
مباراة ذات طابع خاص لزكري
ورغم أن مدرب المولودية نور الدين زكري كان قد صرّح في عدة مناسبات بأن اللقاء لن يعرف طابع الثأر، إلا أن المواجهة ستكون خاصة بالنسبة له وهو الذي كان يشرف الموسم الماضي على تشكيلة النسر السطايفي، حيث تمكّن معه من تحقيق ثلاثة ألقاب وعاش معه ذكريات سعيدة بداية من كأس "لوناف" للأندية البطلة، وبعده كأس السوبر لشمال إفريقيا، وفي الأخير لقب كأس الجمهورية، قبل أن يتم الاستغناء عن خدماته بعد الهزيمة، وسيعمل زكري في هذا اللقاء على إظهار مؤهلاته الكبيرة حتى يمرر رسالة مباشرة إلى مسيري الوفاق الذين استغنوا عنه في الوقت الذي كان يأمل فيه مواصلة المشوار مع الوفاق، لكن الأقدار شاءت أن تضعه اليوم أمام فريقه السابق وسيكون مجبرا على الفوز للابتعاد نهائيا عن شبح السقوط.
الشناوة وراء الفريق من السيدة الإفريقية
وبالرغم من أن الرابطة الوطنية برمجت هذا اللقاء بدون جمهور بسبب العقوبات المسلطة على المولودية، إلا أن الشناوة يعتزمون الوقوف خلف فريقهم وتشجيعهم ولو من بعيد، حيث يستعدون للتوجه إلى مرتفعات باب الواد وبالتحديد إلى ساحة السيدة الإفريقية التي تطل مباشرة على ملعب عمر حمادي لمتابعة اللقاء وتشجيع فريقهم لتحقيق الفوز وإنهاء مهمة الإنقاذ، ويسعى اللاعبون إلى إفراح أنصار الفريق على حساب الوفاق مثلما حدث الموسم الماضي بعدما توّجوا بلقب البطولة تاركين الوفاق خلفهم، وهو ما يتمنى الشناوة رؤيته اليوم مجددا.