رغم أنّ المدرب التونسي للترجي نبيل معلول قرر مقاطعة صحافة بلده هذه الأيام على خلفية الحملة الشرسة التي شنتها ضده بسبب التعثر أمام شبيبة القيروان، إلا أنه وافق على إجراء هذا الحوار معنا وحصلنا على موافقة بعد أن توسّط لنا عنده أحد أصدقائه.
مساء الخير، معك صحفي يومية “الهداف” الجزائرية.
مساء الخير، لقد كنت في انتظار مكالمتك أنا تحت تصرفك تفضّل.
في البداية نود أن نعرف رأيك في القرعة التي أوقعت ثلاثة أندية عربية في مجموعة واحدة ومن بينها الترجي؟
قبل الحديث عن المجموعة العربية يجب أن أشير إلى نقطة مهمة جدا وهي أنّ هناك فريقين فقط يتواجدان مجددا في دور المجموعتين مقارنة بالموسم الفارط وهما الأهلي والترجي، هذا ما يدل على أنّ مستوى الكرة الإفريقية ومستوى الأندية أصبح متقاربا جدا ولا يمكن التكهن بهوية الفريق الذي سيتأهل على الورق، أمّا فيما يخص سؤالك فيمكن القول إنّ الطاقمين الفني والإداري مرتاحان من نتائج القرعة وسارت الأمور كما كنا نتمناه.
وما هي الأمور التي جعلتك ترتاح كثيرا رغم أنّ البعض أطلق على مجموعتكم “مجموعة الموت”؟
صحيح أنّ وقوع أربعة أندية من شمال إفريقيا في مجموعة واحدة سيجعل الصراع على أشده في الميدان وسيحاول كل طرف أن يتسيّد المنطقة بالتأهل إلى المربع الذهبي، أنا شخصيا أفضّل أن نواجه صعوبات في الميدان ويكون الفوز للأحسن على أن نكون في مجموعة تضم أندية القطن الكاميروني وإنيمبا ثم نجد أنفسنا وجها لوجه مع صعوبات أدغال إفريقيا سواء بخصوص الإستقبال، الفنادق الكارثية وحتى المناخ، نفضّل أن نلعب في الجزائر أو مصر في جو معتدل على أن نواجه أندية وسط أو جنوب القارة في فصل الصيف ونلعب تحت درجة حرارة تقارب الأربعين.
ما رأيك في ترشيحات بعض التوانسة والمصريين الذين يؤكدون أنّ ورقتي التأهل لن تفلت من الترجي والأهلي المصري؟
أنا من الأشخاص الذين لا يحبون كثيرا لغة التكهنات قبل المباريات وأفضّل أن أتعامل مع الأمور بواقعية، صحيح أنّ الأهلي والترجي وصلا إلى نصف نهائي الدورة الموسم الفارط لكن هذا لا يعني شيئا خاصة في ظل تكافؤ مستوى فرق المجموعة، من يحكم على المولودية أو الوداد البيضاوي بالإعدام لا يعرف تاريخ هذين الفريقين الكبيرين أو لا يعرف الكرة، بالنسبة لي فريقي سيدخل البطولة بحظوظ متكافئة مع الفرق الأخرى والميدان سيكون الفاصل بيننا.
القرعة تحتم عليكم دخول المنافسة من الجزائر ومن بوابة المولودية، فكيف ترى هذه المواجهة؟
لا أريد أن أستبق الأحداث مازال هناك شهران كاملان قبل انطلاق دور المجموعتين، الترجي يبحث أولا عن لقب البطولة التونسية وعن كأس تونس التي ستستأنف نشاطها قريبا حيث أننا متأهلون إلى الدور النهائي، وبعد ذلك سنفكر في المنافسة الإفريقية وفي مباراة المولودية ولو أنني أؤكد لكم من الآن أنّ فريقي سيأتي إلى الجزائر بهدف الفوز لأنّ المباراة الأولى هامة جدا والفوز بها سيكون أحد مفاتيح التأهل.
أكيد أنك ستتابع مستقبلا مباريات المولودية في البطولة الجزائرية لجمع أكبر معلومات عن المنافس، أليس كذلك؟
أنا أعلم بأنّ الفرق المغاربية كتاب مفتوح لبعضها البعض ولا تحتاج لمعاينة خاصة أو جمع المعلومات لتعرف عنها كل شيء، أعترف بأنني لا أعرف أي لاعب من الجيل الحالي للمولودية لكن أمامي الوقت الكافي لأجل ذلك، لكن هناك نقطة هامة جدا لابد أن أشير إليها.
تفضّل ...
مدرب المولودية نور الدين زكري الذي لديه تجربة سابقة في منافسة دوري أبطال إفريقيا مع وفاق سطيف الموسم الفارط، هذا المدرب ورغم أنني لا أعرفه شخصيا إلا أنه من الظاهر أنه مدرب محنك ويملك إمكانات كبيرة في مجال التدريب، الموسم الفارط كنت محللا في قناة الجزيرة الرياضية وتابعت كل مباريات الوفاق في تلك البطولة، صحيح أنّ بداية الفريق الجزائري لم تكن جيدة لكن مع مرور الجولات بدأت نتائجه تتحسّن وأداؤه يتطوّر أيضا وهو ما يدل على أنّ المدرب كان يقوم بعمل كبير ولديه بعد النظر أيضا.
المباراة قد تُلعب في ملعب بولوغين المعشوشب إصطناعيا، ألستم متخوفين من أن يؤثر عليكم هذا؟
لا يهمني أين ستجري المباراة لأن مسؤولي المولودية لديهم الحق في اختيار الملعب، أنا في العاصمة أعرف ملعب 5 جويلية الذي سبق لي أن زرته كلاعب سواء مع الترجي أو المنتخب، لكن حتى الأرضيات الإصطناعية لن تؤثر علينا حيث يكفي أن نتدرب عليها مرة أو مرتين حتى نتعوّد عليها، ففي الدورين الفارطين واجهنا فريقين من البنين والسنغال على أرضية معشوشبة إصطناعيا ومع ذلك عدنا بالفوز.
ما تعليقك على تصريحات مدرب الأهلي المصري جوزيه مانويل الذي قال إنه متخوف كثيرا من أن تتحول المباريات في شمال إفريقيا إلى معارك.
هذه التصريحات لا معني لها، بالعكس وقوع أربعة فرق عربية في مجموعة واحدة فرصة لا تعوّض لأجل لم الشمل وتأكيد الوحدة، جمهور الترجي حضارة من زمان ومعروف إفريقيا وعالميا لذلك أستبعد أن تكون هناك أعمال شغب أو تكرار لأحداث مباراة الإفريقي والهلال السوداني، نحن نشعر دوما بالأمان سواء في الجزائر أو مصر أو حتى المغرب لذلك كل ما أقوله لـ جوزيه مانويل إذا كان خائفا أو غير مرتاح فما عليه إلا العودة إلى بلده البرتغال وترك الوطن العربي لأهله.
شبيبة القبائل ستواجه في ثمن نهائي كأس “الكاف” دياراف السنغالي الذي أقصيتموه في الدور الفارط، فكيف ترى حظوظ الشبيبة وما هي النصائح التي تقدمها لـ بلحوت؟
دياراف السنغالي فريق متواضع جدا ولا يملك إلا بعض الفرديات التي تحاول أن تصنع الفارق، لذلك لا أعتقد أنه سيصمد أمام قوة الشبيبة التي لديها تقاليد كبيرة في هذه المنافسة، أما النصيحة التي أقدمها لـ بلحوت فهي ضرورة العودة بنتيجة إيجابية من داكار واستغلال غياب الضغط فهذا الفريق لا يملك قاعدة جماهيرية واسعة مثل جان دارك.