لم تمر إلا دقائق قليلة على إجراء عملية القرعة الخاصة بدور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا التي أسفرت عن وقوع مولودية الجزائر والترجي التونسي والأهلي المصري في مجموعة واحدة
حتى بدأت عبارات الارتياح تتوالي من بعض القنوات، المواقع والمنتديات التونسية والمصرية التي تحدثت بلغة مفرطة على خلفية نتائج الفرق المعنية في الأدوار السابقة، حيث اعتبر البعض أن الأهلي المصري والترجي التونسي سيجدان الطريق مفروشا بالورود إلى المربع الذهبي، فيما استثنت هذه المواقع مولودية الجزائر واعتبرتها الحلقة الأضعف. يحدث هذا في الوقت الذي يحاول البعض أن يعطي للمجموعة العربية بعدا آخر ويحاول تسييسها من خلال وصفها بـ “مجموعة الثوار”، في إشارة واضحة إلى خصوصية هذه الدورة بالنسبة للمصريين والتوانسة على خلفية أنها جاءت مباشرة بعد أن أشرقت شمس الحرية في البلدين.
وسائل الإعلام المصرية والتونسية تتحدث عن نهائي بين الثوار
وإذا كانت الصحف والمواقع المصرية والتونسية الصادرة أمس قد اختلفت في الطريقة التي تناولت بها موضوع نتائج القرعة، إلا أنّ النقطة الوحيدة التي اتفقت عليها أنّ الأهلي والترجي لن يجدا أدنى صعوبة في الظفر بتأشيرة المرور إلى الدور المقبل، واعتبرت أنّ المولودية والوداد البيضاوي المغربي (في حال تأهله) لا يملكان المقومات التي تسمح لهما بفرض نفسيهما كحصان أسود في المجموعة الثانية، والأكثر من ذلك فقد تحدث هادي خشبة المنسق العام للجنة الكرة في الأهلي عن نهائي تونسي – مصري رغم وجود أسماء ثقيلة في المجموعة الأولى مثل الهلال السوداني، الرجاء البيضاوي وكوتون سبور الكاميروني.
لهذين السببين لا يرشح التقنيون المولودية لبلوغ المربع الذهبي
ومن خلال إطلاعنا على بعض التصريحات والتحليلات لفنيين وإعلاميين مصريين وتوانسة الذين يتفقون على أنّ بطاقتي التأهل لن تفلتا من الأهلي والترجي فقد فهمنا أنّ هؤلاء حكموا على المولودية بالإعدام شهرين قبل انطلاق لغة الأقدام بسبب عامل الخبرة الذي يخون “العميد” بحكم أنه يصل للمرة الأولى في تاريخه لدور المجموعات، كما أنّ الوضعية الصعبة للمولودية في سلم الترتيب ونتائجها هذا الموسم التي لا تليق بسمعتها كممثل وحيد للجزائر في أغلى منافسة قارية للأندية كان لها دور في بناء المحللين والنقاد لتكهناتهم.
التجاهل هام جدا وسيُبعد المولودية عن الضغط
ورغم أنّ هذا التجاهل أو الحكم بالإعدام من شأنه أن يعطي أفضلية معنوية للاعبي الأهلي والترجي إلا أنه بالمقابل سيكون مفيدا جدا وسيجعل المولودية تدخل المغامرة الإفريقية بعيدا عن أي ضغوط أو بشعار “اللي جات في الفايدة”، رغم أنّ زكري يرفض الحديث عن المشاركة من أجل المشاركة ويصرّ على لعب حظوظه إلى آخر جولة.
مانويل جوزيه: “أخشى أن تتحول الدورة إلى معارك في شمال إفريقيا”
ويبدو أنّ المدرب البرتغالي للأهلي المصري مانويل جوزيه لا يريد أن ينضم إلى الأصوات التي باركت وقوع أندية عربية في مجموعة واحدة، حيث صرح لصحيفة “اليوم السابع” المصرية قائلا: “الأهلي لا تهمه صعوبة المجموعة بقدر ما يهمه الفوز باللقب، كل المباريات في مجموعتنا ستكون داربيات عربية بين أندية تبحث عن الزعامة في شمال إفريقيا خاصة في ظل الحساسيات الموجودة بينها، أنا أخشى أن تتحوّل الدورة إلى معارك كروية لكنني واثق أنّ لاعبينا اعتادوا على الظهور بمستوى متميز في مثل هذه المباريات”.
سيد عبد الحفيظ يتحدث عن مباراة الصلح بين مصر والجزائر
من جهته خرج مدير الكرة في الأهلي سيد عبد الحفيظ تماما عن الأمور الفنية وتحدث أكثر عن الصلح بين فريقه والترجي عقب الذي حدث بينهما الموسم الفارط، كما أكد أنّ مباراة الأهلي ومولودية الجزائر ستكون فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات المصرية- الجزائرية لما صرّح لوسائل الإعلام مباشرة بعد نهاية القرعة قائلا: “المجموعة صعبة جدا وتضم فرقا قوية، لكن الأمر جيد بالنسبة لنا والفرصة مواتية جدا للمصالحة مع الجزائريين والتونسيين”.
بركات: “يجب أن يبقى الأهلي عقدة لأندية شمال إفريقيا”
وبلغة فيه الكثير من التفاؤل المفرط والتقليل من شأن المنافسين تحدث لاعب الأهلي محمد بركات عن المجموعة قائلا: “مجموعة الأهلي متوازنة وهناك تكافؤ في قوى الفرق، لكن الأهلي كبطل لا ينظر إلى المنافسين بقدر ما يبحث عن جاهزيته، يجب أن نبقى أيضا عقدة لأندية شمال إفريقيا التي تعوّدنا على الفوز عليها دوما”.
«ملاعب .كوم” يصف المجموعة العربية بـ “مجموعة الشماريخ”
وصف موقع “ملاعب .كوم” المصري المجموعة التي تضم الترجي، الأهلي، المولودية وبنسبة كبيرة جدا الوداد البيضاوي المغربي بـ “مجموعة الشماريخ”، في إشارة منها إلى المنافسة الملتهبة بين الأندية على تأشيرتي المرور إلى الدور نصف النهائي وتقاليد جماهير الأندية الأربعة في استعمال الألعاب النارية، وفي تعليق طريف توقّع الموقع أن يلعب كل فريق يستقبل في ميدانه المباراة الموالية دون جمهور وأكد أنّ “الكاف” ستسلط عليه عقوبات قاسية بسبب “الشماريخ”.