تواصل مسلسل رحلة بحث إدارة مولودية الجزائر عن مدرب جديد يترأس العارضة الفنية للفريق، والتي مازالت شاغرة منذ 7 جويلية الفارط وبالضبط منذ رحيل نور الدين زكري بعد المباراة الأخيرة أمام شبيبة القبائل،
فبعد أن تعثرت المفاوضات مع الفرنسي جون بول رابييه الذي توحي كل المؤشرات أنه لن يأتي، وجه أعضاء مجلس الإدارة وخاصة منسق الفرع عمر غريب اهتمامهم إلى مواطنه ريتشارد تاردي المدرب الحالي لأواسط المنتخب الرواندي، يحدث هذا في الوقت الذي يستغل فيه بعض المناجرة وضعية العميد وأرهقوا فاكس الفريق بسير بعض المدربين الذين لم يهتم بهم غريب كثيرا، مادام أنه يستهدف أسماء معينة وفقا لمعايير محددة.
غريب عاود الاتصال بتاردي ويضعه أولوية
ورغم أن مسؤولي العميد ظلوا يؤكدون نهار أمس أنهم سيمهلون محامي رابييه إلى غاية السهرة، إلا أنهم كانوا واثقين تماما أن هذا التقني الذي فوت عليهم شهرا كاملا دون فائدة لن يأتي، ولذلك فقد حاول منسق الفرع عمر غريب أن يربح الوقت وعاود الاتصال بتاردي خلال الساعات القليلة الماضية، كما أكد لنا غريب في دردشة خفيفة جمعتنا به، أنه يضع تاردي أولوية ولن يبحث عن أي مدرب آخر إلا إذا تعثرت المفاوضات مع هذا الشخص الذي سبق له وأن عمل في المولودية في مناسبتين.
مستعد لفسخ عقده مع أواسط رواندا من أجل المولودية
وحسب ما أكده تاردي لغريب في آخر مكالمة هاتفية دارت بينهما فأن التقني الفرنسي الذي يشغل حاليا منصب مدرب لأواسط منتخب رواندا، مستعد لفسخ عقده مع الاتحادية الرواندية رغم أن العقد سار مفعوله إلى غاية سنة 2013، وذلك لأجل العودة مجددا لتدريب المولودية، خاصة بعد الكلام المعسول الذي سمعه من مسؤولي العميد الحاليين عن تغير الأوضاع مقارنة عما كان عليه الفريق في السنوات الماضية، ناهيك عن الامتيازات التي اقترحت عليه وخاصة بخصوص الشق المالي.
يعرف المولودية جيدا، لكن مشكلته أنه تلميذ نوزاري
وحسب ما أكده لنا غريب في الاتصال الهاتفي الذي جمعنا به أمس فإنه اختار تاردي كأولوية لمشروع مدرب جديد بالنظر إلى عدة معايير، أولها معرفة الرجل لشؤون الكرة الجزائرية عموما ووضعية بيت العميد خصوصا بحكم أنه سبق وأن اشتغل في الفريق مساعدا لنوزاري في المرة الأولى وبعد ذلك مدربا رئيسيا لفترة معينة، وحقق نتائج مقبولة جدا، ولكن حسب ما علمناه فإن تاردي لا يحقق الإجماع لأنه تلميذ نوزاري، وقد يعيد أسطوانة "عقد الفيفا" كما حدث مع رابييه ومن جهة أخرى فهو مرتبط مع المنتخب الرواندي وإجراءات فسخ العقد تستغرق وقتا طويلا، وهو ما ليس في صالح المولودية التي هي بحاجة إلى مدرب في أسرع وقت مادام أن الموسم الكروي الجديد بات على
الأبواب.
بعض الأطراف حذرت المسيرين من التعاقد مع ڤيڤر
ورغم أن مسؤولي مولودية الجزائر كانوا يضعون السويسري ألان ڤيڤر كأولوية ثانية في حال تعثر المفاوضات مع تاردي أو رفض الاتحادية الرواندية الاستغناء عنه بسهولة، إلا أن غريب سرعان من أخرج هذا المدرب من دائرة حساباته وذلك بعدما اتصلت به بعض الأطراف الفاعلة التي تعرف هذا المدرب جيدا وحذرته من التعاقد معه، وذلك نظرا لمحدودية إمكاناته التي اكتشفها مسؤولو المصري البورسعيدي وأقالوه بعد إشرافه على فريقهم لمدة أسبوعين فقط، حيث صرح لنا غريب بخصوص هذا المدرب قائلا " ڤيڤر خاطينا وخاطيه".
مناجير فيلوني اقترحه أيضا لكن غريب لم يتحمس له
وحسب ما علمته الهداف من مصادرها الخاصة فإن مناجير المدرب الأرجنتيني الشهير أوسكار فيلوني الذي كان يحلم بتدريب الخضر وأرسل سيرته الذاتية للاتحادية، اتصل بغريب واقترح عليه أن يكون فيلوني المدرب الجديد للمولودية، ورغم السيرة الذاتية الثرية لهذا المدرب الذي يعرف البطولة الجزائرية بحكم تدريبه لإتحاد العاصمة في وقت سابق، إلا أن غريب رفضه واعتذر بلباقة من مناجيره دون تقديم المبررات الكافية لهذا الرفض.
بعض أعضاء مجلس الإدارة يريدون مناد مدربا
يرفض بعض الأعضاء الفاعلين في مجلس الإدارة فكرة لعب ورقة المدربين الأجانب مجددا بعد الذي حدث مع رابييه، ويحاولون إقناع غريب بضرورة العودة إلى خيار المدرب المحلي حيث يرى هؤلاء أن المدرب السابق لشبيبة بجاية هو المدرب الأنسب للعميد، نظرا لعدة عوامل أبرزها أن مناد يقطن في العاصمة وسيجعل الإدارة في غنى عن مصاريف الإيواء، الأكل والنقل كما يحدث مع المدرب الأجنبي، كما أن شروطه المادية لن تكون تعجيزية، لكن أهم شيء هو أن مناد معروف بصرامته وهو قادر على زرع الانضباط داخل التشكيلة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هل سيوافق غريب على لعب ورقة المدرب المحلي مجددا، بعد الذي حدث له مع المدرب نور الدين زكري في وقت سابق وبعد أن رفض تعيين اللاعب الدولي السابق علي بن شيخ أيضا؟.