يبدو أنّ مسلسل الصراع الخفي بين اللاعب محمد دراڤ ومنسق الفرع عمر غريب شهد آخر حلقاته بعدما انتهت المهلة التي حددها الأول للثاني ليمنحه أمواله العالقة وبعد أن توصل اللاعب إلى أرضية اتفاق مع المناجير العام لشبيبة بجاية حكيم مدان الذي عرف كيف يقنعه بخوض تجربة مع أبناء “يما ڤورايا”، حيث علمت “الهداف” بأنّ اللاعب أُعجب كثيرا بعرض الشبيبة التي سيوقع لها بنسبة كبيرة بعدما تيقن بأنه لم يعد مرغوبا فيه في المولودية وبعد أن تعثرت المفاوضات بينه وبين الرئيس البلوزدادي محفوظ قرباج بسبب اختلاف وجهات النظر، لتتواصل بذلك هجرة الركائز وسط صمت محيّر للإدارة التي تعيش أسوأ فترة لها منذ إمساكها بمقاليد تسيير “العميد”.
انتظر إدارة “العميد” 3 أيام دون أن يكلمه أحد
ورغم أن دراڤ كان متيقنا بأنّ غريب لا يريد أن يحتفظ به وما المفاوضات التي جمعتهما منذ حوالي أسبوع في فيلا الشراڤة إلا من أجل ذر الرماد في عيون الأنصار، إلا أنه تعامل مع غريب بمبدأ “تبّع الكذاب لباب الدار” حيث رفض أن يتخذ أي قرار إلى غاية انقضاء المهلة التي حددها له منسق الفرع لتسوية مستحقاته العالقة والمتمثلة في الشطر الثاني من منحة الإمضاء، ورغم ذلك إلا أنه لا أحد من المسيرين كلّف نفسه عناء الاتصال باللاعب أو تحديد موقف الإدارة تجاهه بشكل صريح والمكالمات التي كان يتلقاها اللاعب من المناصرين توفيق ويطو ومحفوظ الذين لهم علاقة مميزة مع مقربي غريب الذين طالبوهم بالتوسط عند دراڤ حتى يصبر على غريب قليلا.
مدّان عرف كيف يقنعه ورابطة أبطال إفريقيا حفّزته كثيرا
ورغم أنّ البعض كانوا يتوقعون أن يجدّد دراڤ في المولودية عاجلا أو آجلا بعدما فشلت المفاوضات بينه وبين إدارة بلوزداد، إلا أنّ الاتصال الجديد الذي تلقاه دراڤ من إدارة بجاية جاءت لتؤكد أنّ الأخير مازال قيمة ثابتة في البطولة الوطنية رغم الإصابة المعقدة التي عانى منها، حيث تحدّث مع المناجير العام حكيم مدّان الذي استعمل ورقة الإغراء المالي من جهة وورقة مشاركة الشبيبة لأول مرة في رابطة أبطال إفريقيا من جهة أخرى وعرف كيف يقنعه، لذلك ضرب له موعدا هذه الأمسية في العاصمة من أجل توقيع العقد وترسيم انضمامه إلى الشبيبة.
يوقع على عقده اليوم أو غدا وسيسافر مع الشبيبة إلى تونس
وحسب الاتفاق الذي حصل بين مدّان واللاعب محمد دراڤ عشية أول أمس فإنّ دراڤ سيوقع على عقده اليوم أو غدا على أن يواصل العلاج وفترة النقاهة هنا في العاصمة بمعدل حصتين في اليوم، وذلك إلى غاية موعد تنقل الوفد البجاوي إلى تونس أين ينتظر أن يجري أشبال بوعلي تربصا مغلقا في مركب الترجي التونسي، وهو التربص الذي سيكون دراڤ حاضرا فيه لأجل تكثيف العلاج خاصة في ظل الوسائل المتطورة جدا في مركب الترجي، وحسب ما أكده مدان للاعب فإنّ البجاوية يعلّقون عليه آمالا عريضة لتعويض الكاميروني يانيك نجونغ الذي غادر الفريق في نهاية الموسم.
سادس لاعب يضيع ويضع الإدارة في ورطة
ورغم أنّ دراڤ لم يوقع على عقده بعد في بجاية إلا أنه وحسب ما علمناه من المقرّبين من هذا اللاعب فإنه متحمّس جدا للعب في الشبيبة وأصبح متيقنا بأن تجربته مع المولودية انتهت وفق سيناريو لم يخطر على باله إطلاقا، لكن الأمر المؤكد أنّ المولودية تبقى الخاسر الأكبر من صراع غريب مع دراڤ الذي امتد لقرابة شهرين وسيضيع لاعب آخر كان بالأمس القريب من الكوادر الثابتة في معادلة التشكيلة الأساسية بعد كل من سليماني، زماموش، بدبودة، بوشامة، مقداد ويوسف سفيان، وهو ما يضع الإدارة في ورطة خاصة أمام الأنصار الذين رفضوا مغادرة مدللهم رغم أنّ عودته لن تكون قريبة.
المشكلة أنّ غريب غير آبه ولاعبون آخرون قد يحذون حذو دراڤ
لكن الأمر الخطير في المولودية لحد الآن هو التزام الإدارة الصمت أمام هجرة اللاعبين بطريقة شبه جماعية على شاكلة أسواق الجملة، ورفع منسق الفرع عمر غريب شعار “اللي حاب يروح الله يسهّل عليه” رغم أنه لا يملك المال اللازم الذي يسمح له بجلب لاعبين جدد من طراز المغادرين، وهو ما كلّف الفريق خسارة أغلب نجومه الذين قادوه للتتويج بالبطولة وكانوا يصنعون أفراحه، والأخطر من كل هذا أنّ موسم الهجرة لن يتوقف عند السداسي الذي غادر بل أنّ القائمة مرشحة للاتساع في ظل توتر علاقة الإدارة باللاعبين بسبب قضية المستحقات ووبالتالي فإنّ هناك لاعبين مرشحون ليحذو حذو سابقيهم في أية لحظة.