سيتجدّد الموعد عشية اليوم مع "داربي" الحراش والمولودية، الذي كثيرا ما جلب إليه الأنظار ليس من محبي الفريقين فقط، بل حتى من أنصار النوادي العاصمية الأخرى. فالتاريخ يبقى يحتفظ بالكثير من الذكريات الجميلة عن المتعة والأهداف، التي تبقى السمة الغالبة في جل مباريات الفريقين. ومعروف أن "الصفراء" كانت الشبح الأسود لـ "العميد" في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، قبل أن تعود المولودية من بعيد وتطرد النحس بهدف بن علي في بولوغين سنة 2003، عندما كان الفريقان ينشطان سويا في القسم الثاني.
"الصفراء" كانت شبح "العميد"
بعد مباراة الذهاب لموسم (1991- 1992) التي فازت بها المولودية برباعية مقابل هدفين، أصبحت "الصفراء" الشبح الأسود للمولودية مادام أن كل المواجهات التي دارت بينها فيما بعد، كانت تنتهي إما بفوز الحراشيين أو التعادل. وطيلة عشرية كاملة كان "العميد" يجد صعوبات كبيرة في التخلص من هذه المقولة، وكان آخر انتصار للحراشيين في هذا "الداربي" يعود إلى تاريخ السادس من ديسمبر 1996، لحساب مباراة الذهاب لموسم (1996- 1997) لما فاز بهدف دون مقابل، ليعرف بعدها الاتحاد مشاكل كبيرة رمت به إلى القسم الثاني. فمنذ ذلك التاريخ لم يلتق الفريقان سوى في تسع مباريات، لم تعرف فيها المولودية إلا خسارة واحدة كانت لحساب ذهاب هذا الموسم.
بن علي طرد النحس في 2003
وفي الموسمين اللذين تليا موسم (1996- 1997)، لم يلتق الفريقان وجها لوجه بالنظر إلى أنهما لم يكونا في مجموعة واحدة (القسم الأول كان يتشكل من مجموعتين)، ليعرف بعدها الاتحاد الحراشي السقوط إلى القسم الثاني، ليعود مجدّدا إلى حظيرة الكبار موسم (2000- 2001)، حيث انتهت مواجهتي الذهاب والإياب في ذلك الموسم بالتعادل، قبل أن يسقط الاتحاد مرة ثانية لتلتحق به المولودية في الموسم الموالي في نفس القسم، أين كانت المناسبة موسم (2002- 2003) مع التقائهما مجدّدا في القسم الثاني، مباراة الذهاب في أول نوفمبر انتهت بالتعادل بهدف لمثله، وفي الإياب في بولوغين فازت المولودية بهدف يتيم سجله بن علي. ويعرف الجميع أنه منذ ذلك الموسم توترت العلاقة بين مناصري الفريقين إلى حد كبير، للأسباب التي يعرفها الكل لتأخذ العديد من الأطراف المبادرة من أجل إقامة الصلح.
9 مباريات منذ 1996 لم تنهزم فيها المولودية إلا هذا الموسم
ومنذ آخر انتصار للحراش سنة 1996 لم يلتق الفريقين إلا في تسع مناسبات، انتهت خمسة منها بالتعادل وثلاث مواجهات بفوز المولودية، آخرها الموسم الماضي في ملعب 5 جويلية لحساب مباراة الذهاب بهدفين مقابل واحد. لذا فإن الإتحاد الحراشي عجز عن الفوز على المولودية من 1996 إلى غاية لقاء الذهاب لهذا الموسم، في ملعب أول نوفمبر بهدف حمل توقيع سليم بومشرة. وإذا كانت المولودية العاصمية قد نجحت في التخلص من فكرة الشبح الأسود، وأصبحت تجيد التفاوض في المقابلات المحلية، فإن المهمة ستكون صعبة اليوم وكل الاحتمالات واردة في "داربي" نتمناه أن يكون هذه المرة عرسا ومصالحة حقيقية بين الفريقين، مثلما كانت عليه في الماضي.
عدة لاعبين تقمصّوا ألوان الفريقين
وما يؤكد أن العلاقة بين الفريقين كانت سمن على عسل، هو أن العديد من اللاعبين تقمصوا ألوان الفريقين على غرار لونيسي، وحيد، عزيزان، فكيد، دياب، بن عيسي،مراقة، بن شيخة، يونس، حركات والقائمة طويلة. لذا يأمل الكل في أن تكون مواجهة اليوم فرصة لإعادة المياه إلى مجاريها، ونبذ العنف الذي لن يستفيد منه أي طرف خاصة أن الأمر يتعلق بمباراة رياضية بين فريقين جارين، تربطهما تقاليد تاريخية أكبر بكثير من نتيجة لقاء في حد ذاته.
"الداربي" يعود إلى بولوغين بحضور الجمهور بعد 8 سنوات
والشيء الملفت للانتباه في "داربي" اليوم، هو عودته إلى ملعب عمر حمادي بحضور الأنصار بعدما لعب الموسم ما قبل الماضي في نفس الملعب ولكن من دون جمهور، بسبب العقوبة التي كانت مسلطة وقتها على "العميد". فآخر مباراة بين المولودية والحراش في هذا الملعب بحضور الأنصار، كانت منذ ثماني سنوات وبالضبط في إياب موسم (2002- 2003) في مباراة حاسمة، كانت نتيجتها مهمة جدا في تحديد الفريق الصاعد على القسم الأول، وعادت الغلبة في نهاية المطاف إلى تشكيلة "العميد" بهدف مقابل صفر، وقعه عامر بن على في لقاء ميّزه ضغط شديد.