قرّر مهاجم مولودية الجزائر محمد دراڤ إجراء العملية الجراحية على مستوى الأربطة المعاكسة الداخلية لركبته اليمنى في بحر الأسبوع المقبل، هنا في الجزائر وفي عيادة الدكتور زموري المختصّ في طب العظام، حيث تراجع عن قبول العرض الذي قدّمه له رئيس مجلس إدارة اتحاد العاصمة على حداد، والذي اقترح عليه نقله إلى فرنسا لإجراء العملية الجراحية مقابل توقيعه للاتحاد. يحدث كل هذا وسط صمت محيّر لمسيّري "العميد"، الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء الاتصال باللاعب والاستفسار حول حالته الصحية.
ما حدث له في "أسبيطار" جعله يقرّر لعب ورقة الدكتور زموري
وحسب ما أكده محمد دراڤ لمقربيه، فإنه كان في بادئ الأمر متحمّسا كثيرا لعرض رئيس اتحاد العاصمة على حداد (أكد ذك في تصريح حصري لـ "الهداف")، ولكنه غيّر موقفه فجأة ورفض أن يتنقل إلى فرنسا لإجراء العملية، ومنح الأولوية هذه المرّة للطبيب المحلي، حيث قرّر أن يجرى العملية التي تحتاج إلى راحة 3 أشهر في بحر الأسبوع المقبل عند طبيبه الخاص زموري، الذي شرح وضعيته ويثق فيه كثيرا، بعدما فقد الثقة تماما في الطبيب الأجنبي عقب الذي حدث له مع الطبيب الفرنسي في مصحة "أسبيطار" القطرية.
قرّر إجراء العملية بماله الخاصّ ثم التعاقد مع الفريق الذي يُقيّمه
ومن بين القرارات المفاجئة التي تؤكد تغيير مواقف دراڤ الذي يعيش ضغطا رهيبا هذه الأيام، هو إصراره على إجراء العملية الجراحية بماله الخاصّ ودون اللجوء إلى أيّ كان، رغم أن حداد أبدى استعداده لتحمّل مبلغ الـ 90 مليون سنتيم الذي يكلفه هذا النوع من العمليات باحتساب أيام فترة النقاهة التي يقضيها في العيادة، ثم يتعاقد بعد ذلك مع الفريق الذي يريده ويقيّمه أكثر من موقع قوّة. والأكيد أن دراڤ يكون بذلك وجّه رسالة واضحة ومباشرة لمسؤولي المولودية مفادها: "مارانيش طمّاع في دراهمكم".
المكالمات تتهاطل عليه من كلّ جهة إلا من مسيّري المولودية
ورغم أن دراڤ دخل في عطلة مسبقة بسبب الإصابة التي عاودته منذ مباراة سطيف، إلا أنه يرفض الحديث عن العطلة، وأكد لنا أمس أنه يعاني في صمت وأنه لا أحد يمكنه أن يحسّ بما يحسّ به هو، خاصة أن الضغط الشديد والأفكار الكثيرة التي تحدق به جعلته يفقد الكثير من وزنه حسب ما أكده لنا. ويبقى عزاء دراڤ الوحيد هو المكالمات التي يتلقاها يوميا من مقرّبيه وخاصة من أصدقائه الذين لعب معهم في المولودية والقبائل، والذين يحاولون أن يرفعوا معنوياته. ولكن ما يحزّ في نفسية ابن بوسماعيل دائما، هي الخرجة السلبية للمسيّرين والطاقم الفني للمولودية، حيث لم يكلف أي منهم نفسه عناء الاتصال به والاطمئنان على حالته الصحية.
دراڤ: "قرّرت إجراء العملية في الجزائر، وثقتي كبيرة في الدكتور زموري"
وللتأكّد من صحة المعلومة التي وصلتنا، اتصلنا صبيحة أمس باللاعب محمد دراڤ هاتفيا لمعرفة الجديد، فصرّح لنا قائلا: "لقد فكّرت جيّدا واستشرت بعض المقرّبين مني، وبعد ذلك قرّرت أن أجري العملية هنا في الجزائر وعند طبيبي الخاص زموري الذي أثق فيه كثيرا، لأن ثقتي كبيرة في هذا الشخص. يجب ألا نبقى نشجّع كل ّ ما يأتينا من الخارج، مشكلتي الوحيدة هو أنني أقطن في الطابق الخامس وصعودي ونزولي الدرج قد يؤثر فيّ كثيرا، لكن ليس بيدي حيلة "ولازم نسوفري شوية".