لم
يكن ظهور مولودية الجزائر في دوري المجموعات من كأس رابطة الأبطال
الافريقية مشرفا عكس الأدوار الأولى التي تمكن العميد في كل مرة من رفع
التحدي فيها لكن أمام فرق بسيطة وكان آخرها فريق يناموس وبعدها دخلت
المولودية في الأمورالجدية واصطدمت بالأمر الواقع ضد فرق تكسب من الخبرة
الافريقية ما يمكنها من نيل كل ألقاب الموسم، على غرار كل من الترجي
التونسي، الوداد البيضاوي المغربي، والأهلي المصري، حيث صمدت المولودية في
المواجهة الأولى أمام الترجي التونسي التي سماها الجميع بمباراة القلب
والتحدي، لكن في المقابلة الثانية أمام الوداد في المغرب تيقن لاعبو
مولودية من أن الارادة والتحدي وحدهما لا يكفيان من أجل الفوز على أكبر
وأحسن الفرق الافريقية وتلقت تشكيلة المدرب مقلاتي هزيمة مذلة برباعية
كاملة وفي المواجهة الثالثة أمام الأهلي لم تتمكن المولودية من العودة
بنتيجة التعادل وتلقت هزيمتها الثانية على التوالي وعاد وفد المولودية وهو
يجر أذيال الهزيمة.
يصب إجماع كل المتتبعين بشؤون الكرة وأصحاب الاختصاص
بأن تذبذب نتائج مولودية الجزائر في رابطة الأبطال الافريقية راجع لفقدان
الركائز التي غادرت الفريق على غرار هدافي الفريق ويتعلق الأمر بالظهير
الأيسر إبن الفريق »ابراهيم يدبودة« الذي تألق بشكل ملفت للانتباه وكان
وراء تسجيل عدة اهداف حاسمة مكنته من البروز وفتحت له باب الاحتراف حيث
تنقل في المركاتو الصيفي الى فريق لومون الفرنسي. من جهته أحسن لاعب الموسم
الماضي في المولودية ومحرك الفريق »مقداد عبد المالك« فضل تغيير الأجواء
مع نهاية الموسم وتنقل الى فريق كلباء الاماراتي رغم أن رئيس فرع المولودية
»عمر غريب« راهن على اللاعب وكان من أولياته الا أنه لم يتمكن من اقناعه
رغم أنه رفع منحته الى 180 مليون شهريا، وكان سيتقاضى في المولودية أكثر من
الفريق الاماراتي الا أنه فضل »راحة البال« على أموال المولودية.
كما
أن المولودية فقدت احدى ركائزها في الفريق حين غادر زماموش السد المنيع في
العميد والذي لعب دورا كبيرا في تأهل المولودية الى دور المجموعات حيث تمكن
وحسب الاحصائيات من التصدي لأكثر من 18 كرة و18 هدفا محققا، وبعد نهاية
الموسم فضل تغيير الوجهة والعودة الى اتحاد العاصمة واضعا المولودية في
ورطة حقيقية، خاصة وأن حراسة المرمى منصب حساس وأن الحارس سليماني كان قد
غادر الفريق ولهذا لم تكن الحلول متوفرة أمام مقلاتي الذي كان مجبرا على
اشراك الحارس المتواضع »عز الدين« الذي كان متسبب في عدة أهداف تلقتها
تشكيلة العميد بسبب عدم توفره على خبرة كافية وتموقعه في المرمى.
وكان
رابع المغادرين من الفريق هذا الموسم »نسيم بوشامة« الذي التحق بأرماة
لاعبي اتحاد العاصمة، حيث كان طرفا فعالا في تأهل المولودية الى دور
المجموعات وكان قطعة أساسية في الفريق وهو الذي لعب الموسم الماضي في ثلاثة
مناصب من أجل تغطية النقص الفادح في التركيبة البشرية (في محور الدافع،
كظهير أيمن وفي الاسترجاع) وهو ما ترك فراغا رهيبا في الفريق.
ولم تقتصر
هجرة لاعبي المولودية من الفريق على هذا الرباعي بل أضيفت اليهم مغادرة
مدلل أنصار مولودية الجزائر »محمد دراق« الذي كان من أبرز اللاعبين الذين
ساهموا في تتويج المولودية بلقب البطولة لموسم (2009 - 2010 ) ورغم أنه
تلقى اصابة الموسم الماضي الا أنه في رابطة الأبطال ساهم في تأهل المولودية
حين دخل في احدى المباريات وسجل هدفا قاد المولودية الى التأهل للمقابلة
الموالية.
الوقت غير كاف..
ورغم مغادرة كل هذه الركائز بعد آخر
مباراة في البطولة أمام اتحاد البليدة، لم يسمح الوقت لادارة العميد بجلب
لاعبين قادرين على تشريف المولودية في رابطة الأبطال، بعدما خطف حداد رئيس
اتحاد العاصمة كل الأسماء، وهو ما لم يمكنهم من القيام باستقدامات نوعية،
لتغطية رحيل الركائز وإثراء التعداد وكانت المباراة الأولى لاكتشاف
الفريقين الذين حلوا بالمولودية وتدربوا مع التشكيلة أمام الترجي ليومين
وبعد الوجه الحسن الذي قدمه المهاجم اوسالي الذي كان يعود كل مرة الى
الوراء لمساعدة خط الوسط بشرى لأنصار المولودية الذين تأكدوا من أن الادارة
جلبت مهاجما من طينة الكبار.
ورغم هذا لم يشفع ذلك لبرملة الذي كان
خارج الاطار وتذمر كل الأنصار من المستوى البسيط الذي ظهر به وهو الذي تحصل
على إجازة افريقية رفقة »موبي تونغ« و»أوسالي« وفي المباراة الثانية أمام
الوداد البيضاوي تمكنت الادارة من تأهيل الوافد الجديد من اتحاد بلعباس
الشاب »بلعيد« وصديق براجة« والحارس الشاب »بوزيدي« حيث شارك في تلك
المباراة »براجة« الذي دخل بديلا لكن المولودية ونظرا لنقص التحضير
والتعداد انهارت برباعية كاملة وفي المباراة الأخيرة أمام الأهلي تم اشراك
كل من براجة، اوسالي بلعيد وموبي تونغ لكن نقص الانسجام والخبرة كان باديا
أمام عمالقة افريقيا.
مقلاتي مدرب محدود؟!
من جهة أخرى أجمع جل من
يتابعون أخبار العميد على أن ادارة الفريق ارتكبت خطأ فادحا بتسريح المدرب
زكري ومساعده مضوي قبل أسبوع من انطلاق المنافسة في رابطة الأبطال
الافريقية حيث أنها لم تتمكن من ايجاد البديل وتركت المولودية بين يدي
المحضر البدني عبد الحق مقلاتي الذي قاد المولودية في ثلاث مباريات وينتظر
بعد نهاية كل مبارة التحاق المدرب المنتظر، وهو حسب أهل الاختصاص ما كان
وراء الهزائم المتتالية للعميد نظرا للنقص التكتيكي الفادح الذي ظهر به
أصحاب الزي الأحمر والأخضر.
المولودية تصطدم بواقع المستوى العالي
وحتى
نضع قراءنا الكرام في الصورة فان المولودية ورغم العزيمة الكبيرة التي
كانت تحذوها قبل كل مباراة سرعان ما تغيرت وبدأ الضغط يزداد على اللاعيبن
بعد أن ظهر الفارق الشاسع بين المولودية ومنافسيه خلال عملية الاحماء قبل
كل مباراة، ولا يمكن لعاقل أن يتوقع ويصدق أن تلك التشكيلة الشابة وإن لم
نقل عديمة الخبرة خاصة دفاع المولودية الذي تكون من »موبي تونغ« و»بلعيد«
الذين لعبوا أول مباراة لهما بألوان المولودية ضد الأهلي و»بن سالم« الذي
لعب كل المباريات التصفوية كاحتياطي والحارس »عز الدين« الذي كان الحارس
الثاني لاتحاد بسكرة وقدم الى المولودية وجلس في دكة البدلاء لمدة ستة أشهر
لمستواه المحدود ونقص الانسجام هذا كان وراء هزائم المولودية التي قابلت
منافسين كبار على غرار النادي المصري الذي لعب مباراة قوية وهو مدجج بكامل
نجومه من الحارس الى غاية احتياطييه.
ورغم أن لاعبي المولودية قد سلموا
بأن هناك فرقا شاسعا في المستوى بينهم وبين لاعبي الأهلي، الترجي والوداد
سواء من الناحية الفنية، التكتيكية، البدنية وحتى الخبرة في هذا النوع من
المباريات، فان الأمر الآخر الذي وقف عليه اعضاء وفد المولودية وخاصة
المسيرين الذين تنقلوا مع العيمد الى المغرب ومصر واعتبروا ما شاهدوه درسا
جديدا لهم هو الفارق الشاسع في الإمكانيات أيضا، حيث كان أعضاء الطاقمين
الفني والطبي للأهلي 15 شخصا والوداد 14 شخصا والترجي 18 شخصا الى درجة أنه
يخيل لك أن هناك فريق آخر يتأهب للعب المواجهة، يحدث هذا في الوقت الذي
تنقل فيه العميد الى المغرب ومصر بمدلك واحد وبدون طبيب ناهيك عن أعضاء
مجلس الادارة الذين ملأوا المنصة الشرفية لوحدهم في وقت كان من جهة
المولودية المسيرين طافات ومغربي فقط والمناجير العام فيصل باجي.