في الوقت الذي كان عمر غريب منسّق فرع كرة القدم في مولودية الجزائر قد صرّح لنا منذ يومين أن عملية الانتدابات توشك على نهايتها
ولم يبق سوى ترسيم انضمام المغتربين سفيان يانيس وقصري جهيد إلى "العميد" لإسدال الستار على العملية، إلا أن اتصال أحد المناجرة بعمر غريب في الساعات القليلة الماضية واقتراحه مغترب آخر يدعى يوسف تواتي، أبهر منسق الفرع بإمكاناته وجعله يتريث قليلا ويقرّر معاينة اللاعب عن قرب، قبل الحسم نهائيا بينه وبين المغترب الآخر قصري جهيد.
لعب مع منتخب الآمال وفسخ عقده مؤخّرا مع "ديجون"
وحسب ما وقفنا عليه من خلال إطلاعنا على السيرة الذاتية للاعب الفرانكو -جزائري يوسف تواتي، فإنه لو يصل إلى أرضية اتفاق مع غريب سيكون استثمارا حقيقيا للمولودية بحكم صغر سنه (من مواليد 1989)، والإمكانات الكبيرة التي جعلت مدرب منتخب الآمال عز الدين آيت جودي يوجّه له الدعوة مؤخرا للمشاركة في التصفيات المؤهّلة إلى الألعاب الأولمبية، حيث قرّر خوض تجربة جديدة في الجزائر بعدما قام بفسخ عقده مع فريقه السابق "ديجون" بعدما عانى من تهميش المدرب الذي لم يعتمد عليه منذ عودته في مرحلة الإياب من الإعارة (كان معارا لفريق "كان")، حيث لم يلعب إلا مباراتين فقط.
أشرطته أبهرت غريب الذي تراجع عن التعاقد مع قصري دون تجارب
وكان مناجير اللاعب الفرانكو - جزائري يوسف تواتي الذي اقترحه على غريب قد منح بعض الأقراص المضغوطة لمباريات لاعبه مع ناديه، أين عاينها رفقة بعض أعضاء مجلس الإدارة وأعجب كثيرا بإمكاناته. حيث يعتقد غريب أن هذا اللاعب هو الذي سيلهب المدرجات وينسي "الشناوة" في مدللهم السباق عبد المالك مقداد، ولذلك قرّر التراجع عن التعاقد مع جهيد قصري مباشرة، وفضّل معاينتهما من قبل المحضر البدني مقلاتي قبل أن يختار بينهما.
أرسل له تذكرة السفر ومنتظر هذه الصبيحة لاستئناف التدريبات
ولم ينتظر منسّق الفرع عمر غريب طويلا بعدما أعجب بهذا اللاعب ووجّه له الدعوة ليحضر إلى الجزائر رفقة مناجيره، كما أرسل له تذكرة السفر ليحل إلى أرض الوطن. حيث علمنا أنه سيصل إلى الجزائر هذه الأمسية على أقصى تقدير ليباشر تدريباته قبل أن يحكم الجهاز الفني على إمكاناته الفنية والبدنية، خاصة أنه لم يعان من نقص فادح في المنافسة ولم يلعب سوى 16 مباراة فقط في الموسم الكروي المنقضي.
المشكلة أن قصري يرفض الخضوع للتجارب الفنية
وإذا كان يوسف تواتي بدا متحمّسا للعب في المولودية ولا يعارض إجراء التجارب الفنية - حسب ما أكده مناجيره لغريب-، فأن المغترب الآخر جهيد قصري يرفض تماما أن يجرى التجارب ويقع في نفس الخطأ الذي ارتكبه الصائفة الماضية لمّا ضيّع قرابة شهر كامل في التدرّب مع شبيبة القبائل، قبل أن يقرّر الرئيس حناشي الاستغناء عنه لأسباب لا يعلمها إلا هو، وهو ما جعله يمضى مضطرا لفريق في بطولة الهواة رغم سيرته الذاتية، وهو الذي كان منذ موسمين ينافس الأرجنتيني "بابلو أيمار" في نادي سرقسطة الإسباني.
مناجيره طلب منه تأجيل السفر إلى غاية وضع النقاط على الحروف مع غريب
ورغم أن قصري كان حجز في رحلة اليوم بين باريس والجزائر، إلا أن مصادرنا المقربة منه استبعدت مجيئه في هذا الموعد، بعد أن تغيّرت المعطيات وأصبح غريب يريده لأجراء التجارب وليس للتوقيع مباشرة، كما كان قرّره في وقت سابق. لذلك فقد تحدث المناجير مع لاعبه وطلب منه أن لا يقوم بأيّ خطوة جديدة إلى غاية لقائه غريب، فإذا طلب الأخير اللاعب حتى يوقع مباشرة فسيأتي، أما إذا كان يريده لإجراء التجارب فسيجعله يوقع لفريق آخر.
غريب: "تواتي وقصري لن يوقّعا مباشرة حتى يُقنعان في التدريبات"
ولأجل معرفة الخيط الأبيض من الأسود في هذه القضية، اتصلنا صبيحة أمس بمنسّق فرع كرة القدم عمر غريب، الذي صرّح في هذا السياق قائلا: "لقد عاينت بعض "فيديوهات" اللاعب المغترب يوسف تواتي، ولا أنفي أنه أبهرني كثيرا وجعلني متيقنا أنه سيفجّر طاقاته في المولودية، ولذلك تراجعت عن التعاقد مع قصري جهيد مباشرة، وسأطلب منهما استئناف التدريبات حتى يعاينهما مقلاتي عن قرب ولا نقع في نفس أخطاء الماضي. فالذي يكون أكثر جاهزية هو الذي سنتعاقد معه، وإذا أقنعني الاثنين فلا مشكلة لي إذا تعاقدنا معهما سويا".
دراڤ تدرب مع تواتي في ديجون
ويبقى أكثر اللاعبين الجزائريين الذين يعرفون يوسف تواتي جيدا هو مهاجم مولودية الجزائر السابق محمد دراڤ الذي أمضى مؤخرا لشبيبة بجاية، حيث سبق أن تدرب معه لقرابة أسبوع كامل لما تنقل اللاعب إلى فرنسا لإجراء التجارب في ديجون، وهي الفترة التي تزامنت مع عودة تواتي من "كان" أين لعب في مرحلة الذهاب على شكل إعارة. كما أن بدبودة يعرفه هو الآخر بحكم أنه كان يستدعى من حين لآخر إلى تربصات المنتخب الأولمبي رغم أن تواتي لم يلعب أي مباراة رسمية مع أشبال المدرب عز الدين آيت جودي.
دراڤ: "تواتي لاعب ممتاز وسيكون قنبلة الإستقدمات في المولودية"
ومن أجل معرفة رأيه في مستوى اللاعب تواتي الذي يعول عليه غريب كثيرا لتعويض إخفاقاته في سوق التحويلات، اتصلنا أمس بالمهاجم دراڤ الذي صرح لنا بشأنه: "في الحقيقة تواتي لاعب ممتاز وسبق لي أن اكتشفته في الفترة التي قضيتها معه في ديجون، إنه يداعب الكرة بطريقة عجيبة ومع ذلك فقد كان مهمشا من قبل المدرب الذي لا يعتمد عليه كثيرا. المولودية لن تندم على إستقدامه وسيكون قنبلة الإستقدامات وحتى اللاعب لن يندم على اللعب للعميد لأنه الفريق الذي يناسبه ويساعده على العودة إلى أوروبا من موقع قوة".