قرر رئيس مجلس الإدارة عبد القادر بوهراوة المستقيل حديثا من منصبه عشية أول أمس بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار التراجع عن قراره ومواصلة مهامه، رغم أن حالته الصحية لا تسمح له بذلك وطبيبه الخاص حذره من مغبة الدخول في أجواء الضغط الذي يعرفه محيط "العميد"، وهو القرار الذي جاء ليخلط حسابات الرئيس المؤقت سيد علي عوف الذي كان يحضر نفسه لخلافة بوهراوة ويثير شكوك أعضاء المجلس الفاعلين الذين لم يفهموا سر هذا التضارب في المواقف وينتظرون عقد اجتماع طارئ لمحاولة فهم ما يدور.
حديث عن تعرضه لضغوط شديدة من غريب ليعدل عن قراره
ورغم أن الرئيس العائد عبد القادر بوهراوة أكد لمقربيه أنه قرر البقاء في منصبه إلى غاية عقد جمعيته العادية التي سيخصصها لفتح الأسهم، إلا أن العارفين بخبايا وأسرار مجلس الإدارة يؤكدون أن بوهراة استلسم في الأخير لضغوط غريب الذي فهم أنه سيجد نفسه معزولا لو يغادر بوهراوة الذي كان يتعامل معه بعقلية "واش تقول إيه" ويمضى مغمض العينين على الصفقات التي يبرمها منسق الفرع وعلى الصكوك، حيث علمنا أن غريب بقي على اتصال دائم ببوهراوة منذ إعلان قرار الاستقالة وظل يترجاه أن لا ينسحب في الوقت الحالي على الأقل، وهو ما رضخ له بوهراوة في نهاية المطاف.
عوف أصبح يشكل خطرا على غريب بعدما هدد بفتح رأس مال الشركة
وحسب ما علمته "الهداف" من مصادرها الخاصة أيضا فإن غريب لم يعجبه رحيل بوهراوة وتعيين عوف خلفا له إلى غاية فتح رأس مال الشركة، وهو ما دفعه للتحرك في مختلف الاتجاهات لمحاولة إجهاض حركة التغيير خاصة بعدما اطلع على تصريحات عوف الذي أكد أنه سيحدث ثورة حقيقية على مستوى مجلس الإدارة سواء من خلال تغيير التركيبة البشرية بجلب رجال الأعمال والمستثمرين عن طريق فتح رأس مال الشركة وجعل الأسهم في متناول الجميع أو من خلال تغيير طريقة التسيير وجعل الشركة لا تعتمد في مداخيلها على أموال "السبونسور"، وهو ما يشكل خطرا على رأس غريب الذي لا يساعده إلا وجود الشخص الذي ينصاع لأوامره ولا يناقش قراراته كرئيس للمجلس.
بعض الأطراف تطالب برحيل طافات وعبد الوهاب
وإذا كان القرار قد شكل صدمة قوية لدى أعضاء مجلس الإدارة الذين تفاءلوا كثيرا برحيل بوهراوة واقتراب عوف من خلافته وأصبح البعض منهم يفكر بجدية في الانسحاب على غرار كمال لونقار الذي أصبح لا يحضر اجتماعات الآونة الأخيرة، فإن بعض العارفين بخبايا التسيير في المولودية يؤكدون أن مرض العميد أكبر من أن يداويه رحيل غريب والداء الذي ينخر جسد الفريق هما العضوان الفاعلان كمال عبد الوهاب وأحمد طافات اللذان يعتبران العقل المدبر في كل شيء وهما اللذان لا يبخلان على غريب بأفكارهما التي تبقى قديمة على حد تعبير أحد المسيرين قدم تواجدهما في المكتب منذ السبعينيات، لذلك فقد أصبح الجميع يطالب بحل المجلس وضخ دماء جديدة بجلب رجال أعمال شباب يرفعون شعار "معا لإحداث الثورة"
بهذه العقلية "ماتروحش بعيد" وحتى أبراموفيتش لن يفعل شيئا
ويبقى الخاسر الأكبر في الصراعات الحزبية داخل مجلس الإدارة الواحد هو فريق مولودية الجزائر الذي أصبح مناصره البسيط ينام ويستيقظ على الأخبار غير المفرحة والتي تأتي من فيلا الشراقة، حيث يجمع العارفون بشؤون الفريق أن النادي لن يذهب بعيدا بهذه الطريقة ويؤكدون أن الحل يكون برحيل كل الأعضاء الحاليين الذين تبنوا سياسة "البريكولاج " لسنوات عديدة ولم يحفظوا دروس الماضي، رغم أنهم يتغنون بدخول الاحتراف وضرورة فتح الأبواب أمام رجال الأعمال لكن هؤلاء الأشخاص هم أنفسهم قطعوا الطريق أمام رجل الأعمال علي حداد الذي فضل استقرار اتحاد العاصمة لتنفيذ مشروعه، أما في المولودية وفي ظل كل هذه "اللخبطة" فإن حتى رجل الأعمال الروسي أبراموفيتش لن يفعل شيئا مع طافات وعبد الوهاب اللذين لا أحد يفهم إذا كانا مع المجلس أو من المحسوبين على المعارضة.