تمر مولودية الجزائر هذه الأيام بواحدة من أسوأ فتراتها على مر التاريخ، إلى درجة أن المناصر البسيط لم يعد يفهم إذا كان يُنبّه إلى المشاكل الفنية في ظل عدم وجود مدرب ولا لاعبين قبل مباراة الترجي بـ 72 ساعة فقط، وإلا إلى المشاكل الإدارية في ظل عدم وجود مجلس قوي قادر على احتواء الأزمات، وبين هذا وذاك فقد وجد منسق الفرع عمر غريب نفسه محاصرا من كل الجهات ما دفعه إلى ربط اتصالاته ببعض الأشخاص الذين لديهم كلمة مسموعة في محيط الفريق في صورة عبد القادر ظريف ورئيس المجمع النفطي سابقا محمد جواد، حيث اتصل بهما خلال الساعات القليلة الماضية وطلب منهما يد العون، وهو ما رفضه الرجلان اللذان أكدا عدم استعدادهما للالتفاف حول فريق "مڤطع" ولا شيء فيه يبعث على التفاؤل.
حديث عن اجتماع سري بين غريب وظريف في درارية
ولأن الإشاعات تصبح أكثر قوة في أيام الأزمات، فإن كل شيء أصبح قابل للتصديق في محيط "العميد". وحسب ما علمناه، فإن غريب قد رتب اجتماعا سريا سهرة أول أمس مع عبد القادر ظريف، حيث أكد له حاجة الفريق إلى كل رجاله في الوقت الحالي، كما طلب منه أن يتوسط له مع رجال الأعمال ويحاول إقناعهم للدخول واشتراء الأسهم بعدما عرفت العملية ركودا كبيرا. وحسب مصادرنا دائما، فإن الاجتماع كان في إحدى مطاعم درارية ودام لقرابة ساعتين، ولكن مساعي غريب باءت بالفشل بعدما رفض ظريف الظهور مجددا وفي هذا الوقت.
جواد مريض ورفض نجدة غريب هذه المرة
كما حاول غريب بعد ذلك أن يربح ود محمد جواد –رئيس المجمع النفطي السابق- لما اتصل به هاتفيا أول أمس وطلب منه أن يساعده للخروج من دائرة الأزمة بعدما أصبحت المشاكل تحاصره من كل الجهات، ولكن جواد اعتذر هذه المرة وأكد أن حالته الصحية لا تسمح له بالعودة إلى عالم التسيير سواء في المولودية أو أي فريق آخر، ولكن حسب ما أكده جواد لمقربيه فإنه رفض طلب غريب لأنه حفظ درس الموسم ما قبل الماضي جيدا لما ساعد جماعة عمروس في الاستقدامات وأقرضهم أكثر من مليار سنتيم ولكنه وجد صعوبات بالغة بعد ذلك في الحصول على أمواله وقابلتها تأويلات أخرى أساءت كثيرا لسمعة الرجل يومها.
حتى زدك نادم جدا
وما يثبت فعلا أن المولودية تعيش أزمة رجال حقيقية هذه الأيام وتدفع ثمن ديكتاتورية غريب الذي أغلق الباب في وجه الجميع في وقت سابق، هو ما يحدث أيضا مع زعيم جبهة المعارضة عبد الحميد زدك الذي راوغ الجميع وانضم بشكل مفاجئ إلى مجلس الإدارة الحالي الأسبوع الفارط، ولكن الأيام القليلة التي قضاها الرجل في فيلا الشراڤة جعلته يفهم أن عمق الأزمة أكبر مما يتصوّر وأن الفريق يحتاج إلى مسيرين بالأموال وليس أصحاب "لاطاي"، لذلك لا يرى ما يشجعه على البقاء في منصبه.
زدك: "أنا مُستقيل من مجلس الإدارة"
لم يمرّ على انضمامه إلى مجلس الإدارة إلا خمسة أيام حتى استقال عبد الحميد زدك من منصبه، كما صرح به أمس عندما قال إنه مستقيل، كما أضاف أنه لاحظ عدّة أمور في مجال التسيير لم تعجبه وأشياء غامضة
لا تحمّسه على البقاء لمواصلة عمله مفضّلا أن يقدّم استقالته. ورفض زدك الدخول في التفاصيل والكشف عن نوعية المشاكل التي تحدث في تسيير الفريق.
غريب أصبح محاصرا وحديث عن انسحابه الأسبوع المقبل
وفي ظل المعطيات الجديدة التي يعيشها الفريق وتهدد مستقبله كثيرا، فقد وجد غريب نفسه محاصرا من كل الجهات ويعاني من أزمة مالية خانقة جعلته يخسر كل الأسماء الثقيلة التي وعد بها الأنصار، ما وضعه في عين الإعصار وجعل الهوة بينه وبين "الشناوة" تتسع أكثر، ولكن حسب ما علمناه فإن غريب الذي فقد ثقة المسيرين، الأنصار وحتى اللاعبين وأصبح يفكر بجدية في مغادرة الفريق وفسح المجال أمام الآخرين بعدما وقع الفأس على الرأس وبات الفريق قريبا جدا من مهزلة حقيقية تضرب الكرة الجزائرية في الصميم.