تجدّد مولودية الجزائر العهد مع أجواء البطولة الوطنية عشية اليوم لما تلاقي مولودية سعيدة بملعب هذا الأخير، وسط ظروف غير عادية بالمرّة خلفتها الفتنة التي أحدثتها الإدارة بين اللاعبين،
بسبب قضية المستحقات التي أنست زملاء الحارس زماموش الرهان الصعب الذي ينتظرهم وجعلتهم يتحدّثون عن مناورات مجلس الإدارة أكثر من حديثهم عن العودة بنتيجة إيجابية، وهو ما يجعل الطاقم الفني غير متفائل تماما بالعودة بنتيجة إيجابية في ظلّ هذه المعطيات الظرفية المعقدة التي يمرّ بها "عميد" الأندية.
قضية المستحقات جعلت اللاعبين يسافرون "فوق القلب"
ورغم أن المدرب نور الدين زكري كان يحلم بمواجهة مولودية سعيدة بمعنويات في السحاب على خلفية الفوز الرائع الذي حققه في الجولة الأخيرة أمام اتحاد الحراش في "الداربي"، ولكن الإدارة كان لها رأي آخر وقرّرت وضع لاعبيها في ظروف أخرى، بعدما فجّرت قضية المستحقات التي أعادت الفريق إلى نقطة الصفر، وجعلت اللاعبين يشدّون الرحال إلى سعيدة فوق القلب وفقدوا تركيزهم تماما.
الخسارة ممنوعة والنقطة ستكون بطعم الفوز
ورغم الأمور المؤسفة التي حدثت في الاستئناف وقابلها صمت محيّر للإدارة، إلا أن وضعية الفريق في سلّم الترتيب ودخول البطولة أخطر منعرجاتها تضع زملاء القائد بابوش أمام حتمية العودة بنتيجة إيجابية أمام فريق جريح هو الآخر عقب الخسارة المذلة التي تكبّدها في الجولة الماضية أمام مولودية العلمة بخماسية تاريخية، لذلك فإن الخسارة ستعيد "العميد" إلى دائرة حسابات النزول، وأفضل خيار هو الخروج بنقطة التعادل على الأقل، والتي ستكون كافية لاقتراب المولودية من ضمان البقاء، وتكون بمثابة إنجاز حقيقيا في ظل هذه الظروف المعقدة التي يمرّ بها الفريق.
زكري ركّز على الجانب النفسي والإرهاق هاجسه الوحيد
وأمام المعطيات الجديدة ،ومعنويات اللاعبين التي بلغت أدنى مستوياتها منذ الخسارة الإفريقية الأخيرة في زيمبابوي أمام "ديناموس"، فإن المدرب نور الدين زكري لم يجد ما يقوم به أمس سوى التركيز على الجانب النفسي ومحاولة وضع لاعبيه في صورة المسؤولية الملقاة على عاتقهم اليوم من خلال الحديث مع لاعبيه بصفة فردية وجماعية. ولكن يبقى هاجس الطاقم الفني الوحيد هو الإرهاق الذي قد يفعل فعلته باللاعبين خاصة بعد مباراة "الداربي" الكبيرة والقوية التي خاضها زملاء كودري السبت الفارط أمام الحراش.
لا يعرف من هو الحكم ويتمنّى أن يكون في المستوى
أصبح الحكام يشكّلون هاجسا حقيقيا بالنسبة للأندية وللمدرب نور الدين زكري، الذي يقول إنه تأثر كثيرا من مظالم الحكام التي حرمت "العميد" من 12 نقطة على الأقل – حسب تقديراته-، وازدادت تخوّفات مسؤولي "العميد" أكثر بعد أن غيّرت لجنة التحكيم سياستها في الأسابيع الأخيرة وأصبحت تتكتم على هوية الحكام ولا تكشف عليهم إلا يوم المباريات. ولذلك لم يجد زكري والمسيّرون ما يقولونه الآن سوى تمنياتهم بأن يكون الحكم مسؤولا وفي مستوى أهمية وقيمة الرهان بالنسبة للفريقين اللذين لم يرسّما بقاءهما بعد.
"الشناوة" الأوفياء يفكّرون في غزو سعيدة
بعيدا عن الظروف الصعبة التي يمرّ بها الفريق والتي لا تبعث على التفاؤل، جدّد بعض الأنصار وفاءهم لـ "العميد" وقرّروا التنقل إلى سعيدة لمؤازرة فريقهم في هذه المواجهة الهامة والمصيرية، خاصة أن العلاقة بين "الشناوة" واللاعبين قد تحسّنت كثيرا عقب الفوزين المتتالين اللذين حققهما الفريق أمام تلسمان ثم الحراش على التوالي. حيث ينتظر أن يحضر ما يقارب 500 مناصر، وكل واحد يفكّر في السفر بوسيلته الخاصة.