تخوض مولودية الجزائر عشية اليوم ابتداء من الساعة الخامسة بملعب بولوغين، آخر داربي لها في الموسم الكروي 2010 2011، لما تستقبل الجار إتحاد الحراش في مباراة ستكون دون شك قمة في الإثارة والتنافس،
كما عودتنا عليه مواجهات الفريقين. وسيدخل الفريقان لقاء اليوم بشعار "لا بديل عن الانتصار" نظرا لحاجتهما الماسة إلى النقاط الثلاث، والتي ستعبد طريقهما أكثر فأكثر نحو تحقيق الهدف المنشود.
ظروف متشابهة، أهداف متباينة والفوز هدف الفريقين
وسيكون داربي هذه النسخة مختلفا تماما عن آخر داربي دار بين المولودية والحراش بملعب بولوغين في الموسم ما قبل الفارط، حيث سيدخله الفريقان في ظروف مشابهة نظرا للمعنويات العالية التي يتمتع بها لاعبو المولودية والإتحاد، على خلفية الفوز الذي حققه كل منهما في لقائه المتأخر أمام تلمسان وبلوزداد على التوالي. ويبقى كل فريق يصر على تحقيق الفوز هذه الأمسية رغم تباين الأهداف، حيث يسعى زملاء زماموش إلى تحقيق فوز الأمان والاطمئنان والابتعاد نهائيا عن منطقة الخطر، فيما يهدف أشبال شارف إلى تعبيد طريقهم نحو المرتبة الثانية، التي تضمن لهم المشاركة في دوري أبطال إفريقيا.
مباراة الموسم و"العميد" لا يريد العودة إلى الصفر
ويجمع كل المقربين من بيت "العميد" على أن مقابلة الحراش هي مباراة الموسم ومباراة الست نقاط أيضا، لأن الفوز سيجعل زملاء بصغير يتركون المؤخرة لأصحابها ويقتربون أكثر فأكثر من ترسيم البقاء. ورغم أن المأمورية لن تكون سهلة بالمرة أمام فريق يلعب كرة نظيفة بشهادة الجميع ويملك لاعبين ممتازين، إلا أن لاعبي المولودية يضعون الفوز نصب أعينهم مهما كانت الظروف وهوية المنافس، لأنهم لا يريدون أن يعكروا صفو الأجواء بينهم وبين أنصارهم، ويعودوا إلى نقطة الصفر بعد المصالحة النهائية أمام تلمسان.
اللاعبون يريدون التأكيد أن الحراش لا تصمد في بولوغين
ويسعى لاعبو مولودية الجزائر لتحقيق الفوز أمام إتحاد الحراش، لأنهم يدركون جيدا أن "الشناوة" يستطيعون تجرع كل شيء إلا التعثر أمام هذا الفريق، نظرا للحساسية الكبيرة الموجودة بين الناديين، والتي أكدها أنصار المولودية في المدنية الذين تنقلوا أول أمس إلى مقر الهداف. كما سيحاول زملاء زدام أن يؤكدوا أن الحراش لا تصمد أمام المولودية في بولوغين، كما حدث في موسم 2002– 2003 لما فاز زملاء بن علي على "الصفراء" بفضل الهدف الوحيد الذي سجله بن علي، وتكرر نفس السيناريو الموسم ما قبل الماضي/ في الداربي الذي دار بدون جمهور وانتهى لصالح المولودية بفضل ثنائية بنييه ويونس.
الصباط، الهدف المبكر واللعب الذكي أهم مفاتيح الفوز
وكان المدرب نور الدين زكري قد ركز كثيرا على الجانب النفسي خلال حصص هذا الأسبوع، لإبعاد الضغط عن لاعبيه ووضعهم في صورة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، حيث كان يجتمع بهم فرديا وجماعيا في الحصص الأخيرة، ويمنحهم بعض مفاتيح الفوز. إذ أكد المدرب للاعبيه أن المعركة الكروية تحتاج إلى اللعب بحرارة كبيرة، وبأداء بطولي خاصة من أجل السيطرة على وسط الميدان، وطالب مورينيو الجزائر أشباله بالبحث عن الهدف المبكر الذي يدخل الشك إلى نفوس لاعبي المنافس ويمنح لاعبي المولودية ثقة إضافية. وآخر نصيحة قدمها زكري لزملاء برملة هي ضرورة اللعب بذكاء، وتقسيم مجهوداتهم على التسعين دقيقة، خاصة أننا في الجولات الأخيرة وبطاريات اللاعبين بدأت تفرغ من مواجهة لأخرى.
زكري حضر كومندوس ويعول على ورقة الجمهور
وفي دردشة خفيفة مع المدرب نور الدين زكري، أكد لنا أنه وضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة التي حضرها لمباغتة شارف في مواجهة اليوم، حيث حضر كومندوس حقيقي بعد أن اطمأن على كافة أوراقه الرابحة. ولكنه بالمقابل أكد مدرب المولودية على ضرورة لعب ورقة الجمهور، وأهمية حضور "الشناوة" بأعداد غفيرة حتى يدفعوا اللاعبين ليضعوا كل ما لديهم فوق الميدان، ويفرضوا ضغطا رهيبا على لاعبي المنافس.
الإدارة تعد بعشرة ملايين سنتيم وتؤكد قيمة الرهان
كما لعب مجلس إدارة "العميد" ورقة التحفيزات المادية، فرغم الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها الفريق، إلا أن إدارة بوهراوة خصصت منحة عشرة ملايين سنتيم مقابل الإطاحة بالحراشية. وهي الخرجة التي لم يعودنا عليها مسيرو المولودية، وأكدت من خلالها الإدارة قيمة المواجهة وأن الداربي غير عادي ونقاطه غير عادية أيضا.
المولودية تبحث عن ثاني فوز في الداربيات
كما سيدخل لاعبو "العميد" داربي هذه الأمسية بحسابات أخرى، وهي تسيد العاصمة وإسعاد الجماهير، حيث يسعى زملاء بابوش إلى تحقيق ثاني فوز لهم في الداربيات هذا الموسم، بعدما فقدوا هيبتهم في العاصمة ولم يتجاوزوا إلا عقبة إتحاد العاصمة في مرحلة الإياب، في حين خسروا أمام الحراش وبلوزداد في الذهاب، واكتفوا بالتعادل أمام أبناء العقيبة في الإياب. وسيجعل هذا الفوز إذا تحقق اليوم لاعبي "العميد" يضربون عصفورين بحجر واحد، ويوقفون بذلك سيطرة الحراشية الذين لم ينهزموا في أي داربي لحد الآن.
ولن ترفض هدايا الحمراوة، القبائل وبلوزداد
وإذا كانت الأجساد في بولوغين، فإن آذان "الشناوة" ستصوب نحو المباريات الأخرى التي تلعب في نفس التوقيت، وتؤثر نتائجها على حظوظ "العميد" في تحقيق البقاء، وخاصة تلك التي ستدور بين ش. بلوزداد إ. العاصمة، م. وهران و. تلمسان وش. القبائل إ. البليدة. حيث يتمنى عشاق المولودية أن تأتي الأخبار السارة من هذه الملاعب، لأن هدايا الفرق المستقبلة لن تكون مرفوضة وخسارة إ. العاصمة، إ. البليدة ووداد تلمسان ستعبد طريق البقاء أكثر من أي وقت مضى أمام أشبال زكري.