ربما يجهل الكثيرون أن مسجل الهدف الوحيد للمولودية أمام وداد تلمسان وموقع الهدف الوحيد في أنڤولا أمام إنتر كلوب، زين الدين بن سالم ليس له منحة إمضاء ويتقاضى راتبا شهريا لا يتجاوز المليوني سنتيم في الشهر الواحد، وهي القيمة التي كان قد اتفق عليها مع إدارة الفريق قبل بداية الموسم، على اعتبار أنه لاعب شاب. حيث لم يكن يهّمه الجانب المالي بقدر ما كان يهمه البروز، وصنع اسم لنفسه وفرض مكانته في التشكيلة الأساسية، قبل أن يتحدث عن الجانب المادي من موقع قوة، وهو ما وصل ابن القبة إليه بعد صبر طويل.
كل ما كان يهمه هذا الموسم.... البروز
وإذا كان الراتب الشهري الذي يتحصل عليه "زينو" هذا الموسم زهيد مقارنة بما يتحصل عليه لاعبون آخرون، فإن ما فعله في المباريات التي لعبها في المولودية هذا الموسم لا تضاهيه أي منحة، مادام أن الأمر يتعلق ببداية حقيقة لنجم يسطع في الأفق حسب ما يتكهن به الكثيرون. فالأهم عند بن سالم هذا الموسم لم يكن أبدا المال، بل إقناع الطاقم الفني والبرهنة على مستواه وفنياته العالية، على أن تأتي الأموال وحدها وهو الرهان الذي نجح فيه اللاعب إلى حد كبير.
صاروخ لواندا كان انطلاقته الحقيقية
وبما أن بن سالم تمكن من فرض نفسه في تشكيلة المولودية، وتحصل على عدة فرص في اللعب مقارنة بالموسم الماضي، فإنه عرف كيف يستغل الفرصة ويقنع ميشال ثم زكري، بأنه يستحق اللعب في التشكيلة الأساسية. فكانت انطلاقته الحقيقية من أنڤولا عندما سجل هدفا ثمينا جدا بقذفة صاروخية، كان وزنها من ذهب وهو من دون حذاء في اللحظات الأخيرة، والمولودية منقوصة عدديا بعد طرد دوادي في بداية اللقاء. وهو الهدف الذي سمح للمولودية بالعودة بتعادل هام من لواندا أنعش حظوظ العاصميين في تحقيق تأهل تاريخي، إلى دور المجموعات قبل الفوز في الإياب في بولوغين بـ (3/2).
أهدى قميصه الذي سجل به أمام تلمسان لمخازني
وكانت المناسبة السبت الماضي مع توقيع ابن القبة أول هدف له في البطولة في مشواره مع الأكابر، منذ أن قام مخازني بترقيته قبل أربع سنوات، فمنذ 2007 وهو ينتظر فرصته الحقيقية إلى غاية هذا الموسم. ولا ينكر بن سالم فضل مخازني الذي كان وراء جلبه من أصاغر رائد القبة، ثم تدرج معه في كل الفئات الصغرى قبل أن يصعد إلى الأكاب،ر ويلعب أول مباراة له عندما كان مخازني و"تيسان" يقودان العارضة الفنية لأكابر "العميد". وما يؤكد الاحترام الكبير الذي بكنه "زينو" لمخازني، أنه أهداه القميص الذي لعب به مباراة تلمسان وسجل به أول هدف في البطولة مع أكابر المولودية.
لا يملك حتى سيارة يتنقل بها إلى التدريبات وغريب عليه أن يقيّمه
وحسب مصدّر مقرّب من اللاعب بن سالم، فإن عدة فرق من القسم الأول طلبت خدماته على غرار شباب بلوزداد، فتواجده حرا من كل الالتزامات مع المولودية في نهاية هذا الموسم، دفع ببضع الفرق إلى الاهتمام بخدماته خاصة أنه لاعب شاب ومتعدّد المناصب ويعد بمستقبل زاهر. وأضاف نفس المصدر أن "زينو" يمنح الأولوية للمولودية لكن بشرط أن تقيّمه الإدارة هذه المرة وترفع من راتبه الشهري، فاللاعب لا يزال إلى اليوم لايملك سيارة يتنقل بها إلى التدريبات، ويكتفي في غالب الأحيان بالتنقل في حافلات نقل المسافرين أو ينقله بعض زملائه في سياراتهم، الشيء الذي يحتّم على غريب أن يراعي ظروف هذا اللاعب المعروف بأخلاق العالية، ويمنحه حقه إذ أراد الإحتفاظ به ويتفادى مغادرته.