ما تعليقك على الفوز المحقق أمام وداد تلمسان؟
تعرفون أنه كان ممنوعا علينا التعثر في هذه المباراة التي كانت نتيجتها مصيرية لفريقي، والحمد لله أننا نجحنا في الظفر بكامل النقاط رغم أنّ المهمة كانت صعبة للغاية طالما أنّ المنافس يتواجد معنا في وضعية واحدة وكان يبحث عن التعادل على الأقل لكي ينعش حظوظه في البقاء.
لكننا شاهدنا المولودية بوجهين في هذه المباراة حيث لم تفعلوا شيئا في المرحلة الأولى أمّا في الثانية فقد كنتم أفضل ووصلتم إلى شباك المنافس، ما تفسيرك؟
لا يوجد أي تفسير سوى أنّ الضغط كان شديدا على اللاعبين فمعظم لاعبينا لا يملكون الخبرة في مثل هذه الوضعيات عندما تكون مهدّدا بالسقوط قبل أربع جولات فقط من نهاية الموسم، فحتى أنا ورغم خبرتي الطويلة ومروري بتجربة مماثلة قبل ثلاث سنوات إلا أنني فقدت معالمي أمام وداد تلمسان في الشوط الأول وشعرت بضغط رهيب لأن النتيجة كانت أهم من أي شيء.
هل نفهم أن الضغط انعكس بالسلب على اللاعبين؟
هذا أكيد، فمن جهة كنا مطالبين بالتسجيل ومن جهة ثانية كنا نتخوف من تلقي أهداف تكون قاتلة خاصة أن وداد تلمسان صنع فرصتين خطيرتين في الشوط الأول جعلتانا نعود إلى الخلف تلقائيا خشية تلقي أهداف، ففي المرحلة الأولى ضيعنا لعبنا لكن الأمور عادت إلى نصابها في الشوط الثاني وسارت كما كنا نريد.
رغم تسجيلكم الهدف إلا أن الوداد كاد يعادل النتيجة في أكثر من مناسبة لولا يقظة زماموش، أليس كذلك؟
لم نحسن التعامل مع انهيار المنافس مباشرة بعد تسجيلنا الهدف في ربع الساعة الأول من الشوط الثاني فقد كانت أمامنا فرص سانحة لقتل اللقاء بهدف ثان لكن للأسف لم نفعل ذلك وتركنا فيما بعد المبادرة للمنافس، أضف إلى ذلك أنّ الوداد ليس فريقا متواضعا وجاء إلى بولوغين لكي يحقق نتيجة إيجابية لأنه مهدّد بالسقوط وبالتالي فإن المهمة لم تكن سهلة كما كان يتصوّر البعض.
كانت هذه المباراة خاصة لك وربما ستبقى في ذاكرتك لأن تعرضت لشتم متواصل في الشوط الأول قبل أن تخرج تحت هتافات الأنصار بعد نهاية اللقاء، كيف كان شعورك؟
أتفهّم كثيرا تصرف الأنصار معي في الشوط الأول لأني تعودت على ذلك هذا الموسم في عدة مقابلات بسبب غياب النتائج الإيجابية وأنا أول لاعب يلام ويتعرض إلى الانتقاد لأني قائد الفريق وأقدم عنصر في التشكيلة، فالمناصر لا يعترف إلا بالمردود في الميدان وهذا من حقه، لكن بالمقابل عليه أن ينظر مثلا إلا أني عدت من إصابة وألعب في منصب غير منصبي بدليل أني لما عدت على الجهة اليسرى في الشوط الثاني كنت أفضل بكثير، أضف إلى ذلك أنّ قيمتي لم تنقص أبدا وسط المناصرين وأنا واثق من ذلك وأبرز دليل على أني لازلت محبوبا عند "الشناوة" تشجيعاتهم المتواصلة لي بعد نهاية اللقاء وهو ما أثر فيّ كثيرا.
إلى حد أنك ذرفت الدموع، أليس كذلك؟
لم أشعر بنفسي إلا وأنا أبكي، "الشناوة قاسوني بزاف" بهتافهم المتواصل باسمي وأنا الذي كنت على تحت ضغط هذا اللقاء، فالفوز كان له طعم خاص لأنه حررنا من ضغط رهيب وسندخل "داربي" الحراش بمعنويات مرتفعة لتحقيق الفوز وإنعاش حظوظنا أكثر في البقاء. تخيل لو تعادلنا أو خسرنا أمام تلمسان كيف سيكون الحال في الأيام القادمة وأنتم تعرفون جيدا ضغط المولودية.
ألم تفكّر في الأيام الماضية في تغيير الأجواء بسبب ما حدث لك مع الأنصار في مباريات سابقة؟
صدقني لم أفكر لحظة واحدة في مغادرة المولودية التي أصبحت تمثل لي الكثير و"نحبها أكثر من ناس بزاف"، فأنا متعوّد على محيط الفريق وعندما تكون النتائج سلبية ليس بسبب تصرف مجموعة من الأنصار أتخذ قرارا حاسما أندم عليه فيما بعد. الحمد لله الأنصار الأوفياء للمولودية "يعرفو واش يسوا بابوش" ويدركون أنني رفضت تغيير فريقهم رغم العروض المغرية التي كانت تصلني كل موسم.
أوضح أكثر.
لم أكن أود العودة إلى الماضي لكنها الحقيقة، فالكل يعرف ما عرضه عليّ منادي قبل سنتين فقط من علاوة مغرية تفوق المليار و500 مليون وتحفز أي لاعب على قبول العرض، فعندما كنت لاعبا في المنتخب الوطني تهاطلت عليّ العروض من كل جهة لكني بقية وفيا للمولودية بسبب علاقتي الطيبة مع الأنصار وثقتهم في إمكاناتي وأنا أيضا لا أنكر خير هذا الفريق وأنصاره.
نفهم أنك ستجدّد عقدك دون أي مشكل.
بل أريد إنهاء مشواري الكروي في المولودية إلا إذا استغنوا عني ودفعوني إلى الرحيل، فأنا مستعد للتجديد مباشرة بعدما نضمن البقاء وأؤكد لكم أني لم ولن أتفاوض مع أي فريق لأن ضميري لا يسمح لي بذلك خاصة أنّ المسيرين والطاقم الفني متمسّكون بي.