في ظروف صعبة جدا وبمعنويات في الحضيض سافر لاعبو مولودية الجزائر عشية أمس إلى مدينة بجاية لملاقاة الشبيبة المحلية بملعب الوحدة المغاربية اليوم ابتداء من الساعة السابعة مساء
وذلك في مواجهة سيدخلها الفريقان بنية البحث عن الفوز ولا شيء آخر غير الفوز، وإذا كان البجاوية يبحثون عن احتلال مرتبة مؤهلة لإحدى المنافسات الإقليمية الموسم المقبل فإنّ "العميد" يوجد في وضعية مغايرة ومازال يبحث عن نقاط النجاة من السقوط إلى القسم الثاني ولن يكون أمامه خيار سوى العودة بنتيجة إيجابية من هذه السفرية.
الوضع أصبح حساسا والفوز هو المخرج
وجاءت الهزيمة التي تكبّدتها مولودية الجزائر الاثنين الفارط أمام جمعية الشلف داخل أسوار بولوغين لتضع الفريق في قلب الدائرة الحمراء وتجعل وضعيته صعبة جدا وحرجة، خاصة أنّ فرص التعويض لم تعد متاحة كما كانت عليه في السابق مع بداية العد العكسي لنهاية البطولة، لذلك فإنّ الفوز سيكون المخرج الوحيد من هذا المأزق إذا أراد زملاء
زماموش بلوغ النقطة 29 ومغادرة المؤخرة.
مباراة بجاية "قنبلة" والفوز فقط سيُبطل مفعولها
ويُجمع كل المقرّبين من بيت مولودية الجزائر على أنّ مباراة بجاية بمثابة قنبلة موقوتة لن يبطل مفعولها إلا العودة إلى العاصمة بالزاد كاملا من هذه السفرية، لأنّ أية خسارة جديدة قد تعقد الوضعية أكثر وتجعل الفريق يضع القدم الأولى في القسم الثاني، كما أنّ التعثر قد يُكهرب علاقة الطاقمين الفني والإداري مجددا ويفتح باب الحديث عن إقالة زكري مرة أخرى رغم التطمينات التي قدّمها غريب لمدربه في إجتماع أول أمس.
المشكلة أنّ الفريقين بحاجة للنقاط الثلاث
وما سيزيد رهان هذه الأمسية قيمة ويجعل المباراة مختلفة نوعا عن مواجهات الفريقين في السنوات الماضية أنّ كل فريق بحاجة ماسة جدا إلى النقاط الثلاث، فشبيبة بجاية ستدخل المواجهة وهي جريحة بعد الخسارة المرة في "داربي" منطقة القبائل الاثنين الفارط لذلك فإنّ أبناء مدينة "يما ڤورايا" لن يرضوا بأن يتعرض فريقهم لهزيمة جديدة في ميدانه ترهن حظوظه في تحقيق المرتبة الثالثة التي يتطلع إليها الرئيس طيّاب، فيما يبحث "العميد" عن نقاط يعوّض بها ما ضاع أمام الشلف ويعبّد الطريق نحو البقاء.
زكري وغريب طويا صفحة الخلاف لأجل مصلحة المولودية
وتأتي مواجهة بجاية وسط ظروف استثنائية جدا يمر بها بيت "العميد" عقب الخسارة التي تكبّدها الفريق أمام الشلف التي أعادت العلاقة بين اللاعبين والأنصار إلى نقطة الصفر وجعلت معنويات زملاء زدام تصل إلى الحضيض، كما أنّ العلاقة بين منسق الفرع عمر غريب والمدرب نور الدين زكري توترت كثيرا بسبب إختلاف وجهات النظر، لكن يبقى الأهم أنّ الرجلين كانا دبلوماسيين وسبّقا مصلحة الفريق على مصلحتهما الشخصية بعدما صفت القلوب في اجتماع أول أمس.
الغيابات الدائمة أصبحت مشكلة والإرهاق هاجس آخر
كُتب على مدرب مولودية الجزائر نور الدين زكري أن يختار قائمة 11 لاعبا الذين يخدمون خياراته التكتيكية في كل مواجهة وتعداده منقوص من خدمات ثلاثة لاعبين على الأقل، وهو ما سيتكرر هذه الأمسية بمناسبة مباراة بجاية حيث سيكون الفريق محروما من بدبودة وداود المتواجدين مع المنتخب الأولمبي في جنوب إفريقيا إضافة إلى يوسف سفيان ودراڤ المصابين وبصغير المعاقب، وهو ما سيجعل زكري يحاول أن يتعامل مع هذا الظرف بذكاء، كما يخشى الطاقم الفني أن يفعل الجانب البدني فعلته باللاعبين ويجد زملاء كودري صعوبات في إكمال التسعين دقيقة بعد المباراة القوية التي قدموها أمام الشلف، ولو أنّ هذا الجانب ليس مبررا بما أنّ حتى البجاوية خاضوا مباراة كبيرة في تيزي وزو أمام شبيبة القبائل في اليوم نفسه.
زماموش: "الخوف ليس من نجونغ أو لاعب أخر، وإنما من أن لا يكون فريقنا في يومه"
يعتقد حارس مولودية الجزائر محمد أمين زماموش أن فريقه قادر على العودة بالزاد كاملا من بجاية، رغم قوة المنافس والظروف الصعبة التي يمر بها العميد، حيث صرح لنا أمس قائلا: "المباراة ستكون صعبة جدا للفريقين، وسندخل أرضية الميدان تحت ضغط النتيجة في ظل حاجة الفريقين الماسة إلى الفوز، لم يبق لنا الآن المجال للتعثر وعلينا أن نلعب الكل في الكل من أجل أن نخرج بنتيجة إيجابية. هجوم المنافس خطير جدا ويضم لاعبين ممتازين، لكن صدقوني أنني لا أخشى لا نجونغ ولا أي لاعب آخر وكل ما يخيفني هو أن لا يكون فريقنا في يومه ونمر جانبا".
زدام: "وضعية الفريق الحالية تضعني أمام حتمية اللعب في أي منصب يريده المدرب"
علق المدافع المحوري حمزة زدام على خيار مدربه نور الدين زكري، الذي قرر وضعه في الرواق الأيمن خلال مباراة اليوم من أجل تعويض بصغير المعاقب، قائلا: "بصراحة أنا لست متعودا على اللعب في الرواق الأيمن، وأفضل دوما أن ألعب في المحور، لكن وضعية الفريق الحالية وقيمة المواجهة تضعني أمام حتمية اللعب في أي منصب يريدني فيه المدرب، لأن أهم شيء هو أن نعود بنتيجة إيجابية ونعزز حظوظنا في البقاء أكثر فأكثر".