تواصلت "لخبطة" لجنة المنافسة التابعة للرابطة الوطنية بخصوص رزنامة المواجهات المتبقية، ولم تجد من حل آخر لتزيد من بؤرة التوتر بينها وبين الأندية سوى تقديم المواجهات المتأخرة من الثلاثاء إلى الإثنين، وهو القرار الذي نزل كالصاعقة على مسيري مولودية الجزائر والجهاز الفني ولم يجدوا أي تفسير لما يحدث سوى أن رائحة الكواليس والمؤامرات لخدمة مصالح أندية على حساب أندية أخرى قد بدأت تفوح من قلعة الرابطة، وأنه على مسؤولي "العميد" أن يتصدوا لكل هذه المؤامرات بتحقيق الانتصارات والرد في الميدان إذا أرادوا أن ينجوا بفريقهم من جحيم السقوط إلى القسم الأسفل.
على مسيري الرابطة أن يكون محترفين مع أنفسهم قبل أن يتحدثوا عن الاحتراف
لم يفهم مسؤولو "العميد" لماذا قوبل طلبهم بالرفض (كانوا يريدون تقديم المباراة إلى الأحد) فيما لم تتردد هيئة مشرارة في الرضوخ لطلب إدارة الوفاق التي اشترطت تأجيل المواجهة بـ 24 ساعة، وحتى إدارة وداد تلمسان هي التي رفضت مواجهة المولودية يوم السابع جوان بحجة الرزنامة المكثفة ولم يجدوا أمامهم سوى تغيير الرزنامة كاملة لأجل عيون أبناء مدينة الزيانيين –حسب مسؤولي المولودية- وتساءل أحد المقربين كيف يتحدث القائمون عن شؤون الكرة في الجزائر عن الاحتراف ويصرون على تطبيقه فيما يسيرون الرابطة بفكر هاو، وبطريقة الاحتراف في واد وهم في واد آخر.
القرارات تتخذ مساء حتى يغلق باب الطعن في وجه الأندية
وما حز في نفسية الجهازين الفني والإداري لمولودية الجزائر أكثر هو أن القرار اتخذ في ساعة متأخرة من عشية أول أمس، أو بمعنى آخر أن القائمين على شؤون الرابطة أعلنوا القرار عبر موقعهم الرسمي ثم أغلقوا مكاتبهم وتوجهوا إلى منازلهم دون التفكير في عواقب قرار كهذا على الأندية، كما أن القرار اتخذ في بداية عطلة حتى لا يترك أي باب أمام المولودية أو أي فريق آخر للاحتجاج أو الطعن.
غريب: "ماراني فاهم والو، هاذو راهم حابين يحطمونا"
ولأجل معرفة ردود الفعل الواردة من بيت المولودية عقب هذا القرار الجريء، اتصلنا صبيحة أمس بمنسق فرع كرة القدم عمر غريب الذي تحدث إلينا بلهجة كلها غضب وتأثر حيث صرح قائلا: "بصراحة، لم أشاهد في حياتي مهزلة كهذه، مباراة عادية جدا غيروا تاريخها أكثر من ثلاث مرات، لم أفهم شيئا ولم أجد أي تفسير لما يحدث سوى أن فريقنا يتعرض لمؤامرة وبعض الأطراف تريد أن تحطمنا، لقد كنا نتمنى أن تبقى علاقتنا مع الرابطة مبنية على الثقة والنزاهة ولكن بعدما أصبحت الأمور هكذا علينا أن نحتاط جيدا".
"لماذا رفضوا تقديم المباراة إلى الأحد، والاثنين نعم"
وواصل غريب قائلا: "الأمر الذي حيرني أكثر وأفقدني صوابي هو أنني قضيت يوما بأكمله في الرابطة أترجاهم أن يقدموا لنا مباراة الشلف إلى الأحد كما كان عليه الحال مع مبارتي القبائل وسطيف في بادئ الأمر، ولكنهم رفضوا ذلك رفضا مطلقا ولم يجدوا أي سبب مقنع يفسرون به رفضهم، ثم لم يحترمونا إطلاقا وقرروا تقديم المباراة إلى الإثنين دون أخذ موافقتنا، بصراحة هذه مهزلة حقيقية".
زكري: "كرهت من الهدرة، وليس لدي تعليق على ما يحدث"
اتصلنا بعد ذلك بالمدرب نور الدين زكري بحكم أنه المسؤول الأول عن الجانب التقني ولكنه رفض التعليق واكتفى بالقول: "لقد سئمت من الحديث في كل مرة عن هذه الخالوطة والمحيط المتعفن، ولا حياة لمن تنادي، ماذا تريدني أن أقول عما يحدث رغم أن كلامي أصبح لا يعجب، يجب علينا أن ننصاع لما يقوله هؤلاء ونطبق أوامرهم وفقط".