بوشامة يخرج عن صمته ويكشف كل شيء لـ "الهداف":

"لو يعطوني الشطر الثاني اليوم سأجدد بعينين مغمضتين حتى أثبت أنني لم أمض لا للإتحاد ولا لأي فريق آخر"
"الإشاعات هلكتني وجعلتني أتشاجر مع الأنصار لكنني لمّا أدخل الميدان أنسى كل شيء"
"قرباج هو الرئيس الوحيد الذي التقيت به في الميركاتو لأنه كان من حقي أن أفكّر في مستقبلي بعدما جرحني غريب"
"أقسم أنني لم ألتق حدّاد أبدا والشخص الذي تفاوض مع حناشي ليس مناجيري"
"لو كنت أفكر في مصلحتي لما رفضت دعوة شارل لوروا التي أخفيتها عن المسؤولين وتركتها في البيت"
"ألان ميشال مدربي وليس مناجيري وعلاقتي به انتهت بعدما رحل من المولودية"
"لست مرتاحا في المحور وأتمنى أن يعيدني زكري إلى منصبي الحقيقي"



أصبح اللاعب نسيم بوشامة يشعر بأنه مستهدف أكثر من غيره في الفريق بسبب الإشاعات التي تلاحقه هذا الموسم على خلفية أنه يوجد في نهاية عقده وأضحى مطلوبا في أكثر من فريق، هذه الإشاعات فرضت على وسط ميدان "العميد" ضغطا رهيبا جعله يخرج عن صمته ويكشف كل شيء من منبر "الهداف" لأجل إيصال رسالته إلى جمهور المولودية العريض.
هناك أخبار تتحدث عن إمضائك لاتحاد العاصمة والبعض يقول إنك اتفقت مع شبيبة القبائل، فأين هي الحقيقة من كل هذا؟
أشكرك لأنك منحتني الفرصة لأعبّر كل ما يدور في ذهني لأنك دخلت مباشرة في صلب هذه الموضوع، بصراحة لم أفهم سبب حديث الجميع عن بوشامة واستهدافي رغم أنه يوجد 18 لاعبا في المولودية في نهاية عقودهم ولديهم الحرية في اختيار مستقبلهم، أصبحت أنام على إشاعة وأستيقظ على أخرى مناقضة لها تماما ولا أساس لها من الصحة، اليوم يقولون إنني أمضيت في الإتحاد وغدا يقولون إنني إلتقيت حناشي ولا أدري ما الذي سيقولونه غدا، بصراحة هذه الإشاعات أثرت فيّ كثيرا وفرضت عليّ ضغطا رهيبا إلى درجة أنني أصبحت عصبيا وأتصرّف أحيانا بطريقة لا إرادية.
ولماذا في رأيك تستهدفك الإشاعات أكثر من أي لاعب آخر؟
أجهدت نفسي كثيرا لأفهم ما يدور من حولي، لكنين أقسم أنني لم أفكر يوما في مغادرة المولودية حتى والفريق في وضعية مريحة ويلعب الأدوار الأولى، فكيف تريدني أن أفكر في هذا الأمر والفريق يعاني في مؤخرة الترتيب ولم يرسم بقاءه بعد؟ كما مازالت تنتظرنا 8 مباريات كلها صعبة ومع كل هذه المعطيات تأتيك الإشاعات فكيف تريدني أن أبقى هادئا ولا ألتفت لمثل هذه الإشاعات.
هناك بعض الأخبار التي تقول إنك أمضيت لاتحاد العاصمة منذ مدة طويلة واتفقتما على أن يبقى الأمر سرا بينكما، فما صحة هذه الأخبار؟
هذه هي مصدر كل الشائعات التي تلاحقني منذ بداية الموسم، كنت أسمع دائما البعض يقول إنّ بوشامة أمضى لاتحاد العاصمة، بوشامة تنقل إلى مكتب حدّاد للتفاوض رغم أنني أقسم لك أنّ هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، أقسم أنني لم ألتق لا حدّاد ولا أي مسير آخر في الإتحاد كما أنني لم أفهم كيف يقول البعض إنّ حدّاد يريد إنتدابي والإتحاد لم يضمن بقاءه بعد، هناك كلام يقال في واد والمنطق في واد آخر كما يجب أن يفهم أنصارنا أنني ابن عائلة وتربيتي لا تسمح لي بخيانة فريقي.
وماذا عن الضجة التي أثيرت مؤخرا والكلام الذي قيل حول تفاوضك مع حناشي؟
هذه الإشاعة هي التي أثرت فيّ أكثر من غيرها ولا أنفي أنها "لعبتلي على المورال تاع الصح" لأنني لم أشارك في مباراة الإتحاد بسبب الإصابة وكنت منهارا معنويا بسبب ذلك، وإذا بي أقرأ على صفحات الجرائد أن بوشامة تفاوض مع حناشي، وأود أن أستغل هذه الفرصة لأوضح كل شيء.
تفضّل ...
كل ما في هذا الموضوع أنّ أحد المناجرة الذي أعتبره صديقي و"ابن حومتي" هو الذي أكد لي أنه يريد أن يساعدني لأنه يعرف وضعي العائلي جيدا، لم أكلف أحدا بالتفاوض مع حناشي لأنّ ذلك المناجير صديقي وحتى إذا قام بذلك فصدقني أنه لم يستشرني في الأمر، وحتى الأشخاص الذين إتصلوا بي من هنا وهناك طلبت منهم تأجيل الحديث في الموضوع لأنّ وضعية فريقي لا تسمح لي بالتفكير في مستقبلي.
لكن بعض المقربين منك يؤكدون أنّ عرض الشبيبة زعزعك قليلا، أليس كذلك؟
سأكون صريحا معك، مستوى اللاعبين في الجزائر متقارب جدا وحتى أسعارهم متقاربة أيضا لذلك لم أكن أتوقع أن تمنحني الشبيبة ضعف ما أحصل عليه في المولودية، وإذا كان هناك فارق فلن يتعدى 100 أو 200 مليون عما أتقاضاه في المولودية، لذلك أفضّل أن أبقى في المولودية وسط عائلتي وأحتاج لمدة ربع ساعة فقط حتى أصل لأتدرب ثم أعود على أن أتحمّل مشقة السفر والغربة لأجل مبلغ معيّن، يا أخي الأموال ليست كل شيء في هذه الحياة.
ألا تعتقد أنّ المشكلة التي وقعت لك مع غريب في "الميركاتو" هي التي جعلت الإشاعات تلاحقك بهذه الحدة؟
بالنسبة لي ما حدث مع غريب صار من الماضي وهو مجرد سوء تفاهم سويناه في ظرف 24 ساعة فقط ولا علاقة له بما يقال عني الآن، وحتى علاقتي مع غريب لم تتأثر ومازالت لحد الآن مبنية على الاحترام المتبادل.
لكنك تفاوضت يومها مع قرباج، أليس كذلك؟
صحيح أنني التقيت قرباج يومها وهو الرئيس الوحيد الذي تحدثت معه حتى اليوم، لأنني كنت أضع في ذهني أن "المكتوب خلاص في المولودية" بعدما جرحني غريب وقال لي تعال غدا لتأخذ وثائقك، لو كنت مكاني ما الذي كنت ستفعله؟ هل ستبقى ستتفرج والوقت ليس في مصلحتك وتبقى بعيدا عن المنافسة 6 أشهر كاملة؟ لكن صدقني أنني لم أتفاوض معه على أي شيء وكل ما قلته له: "يا الشيخ لما أجلب وثائقي سنتكلم حول كل النقاط الهامة"، لكن بعدما اتفقت مع غريب اعتذرت لـ قرباج وأكدت له أنني سأبقي في فريقي.
وما الذي تنوي فعله الآن من أجل وضع حد لكل هذه الشائعات؟
أود أن أعترف بأنّ الشائعات أثرت فيّ كثيرا، لكن ما لا يعلمه أصحاب هذه الأخبار غير الصحيحة ولا حتى جمهور المولودية أنّ لا أحد من مسؤولي المولودية ولا أي شخص آخر حدثني بخصوص قضية تجديد عقدي من عدمه رغم أنّ غريب يعلم جيدا بأنني في نهاية عقدي وسأكون حرا في جوان، أقسم أنني لن أتفاوض مع أي فريق إلا إذا لم أتفق مع المولودية وأعلنها من جريدتكم، لو يستدعيني المسيرون اليوم إلى فيلا الشراڤة ليتفاوضوا معي بخصوص الموسم المقبل ونتفق ثم يمنحوني الشطر الثاني من منحة الإمضاء المتعلقة بالموسم الحالي كاملا أقسم أنني سأجدد عقدي بعينين مغمضتين، والله شاهد على ما أقول.
ألهذه الدرجة أثرت فيك الشائعات والكلام الذي يقال بشأنك؟
صحيح أنني أريد أن أجدد عقدي حتى أتخلّص نهائيا من الضغط المفروض عليّ وأستعيد راحة البال بعد أن أحسم مستقبلي، كما أن تجديدي لعقدي سيجعل كل من أطلق إشاعة بأنني أمضيت لاتحاد العاصمة يندم كثيرا لما يدرك أنه ظلمني لأنه يستحيل أن أمضى لفريقين في وقت واحد.
هل نفهم من كلامك أنك تخلّيت عن فكرة الاحتراف نهائيا؟
لا يوجد لاعب في الجزائر لا يحلم بالاحتراف ويدير ظهره للعروض التي تصله من وراء البحر، لكن الضغط الرهيب الذي أعاني منه هو الذي حتم عليّ ذلك، لقد قررت أن أجدد عقدي ولو أتفق مع المسيرين من اللحظة التي أكلمك فيها رغم أنني كنت أتمنى أن أؤجل حسم مستقبلي حتى نهاية الموسم حتى لا أفوّت فرصتي في الاحتراف لو يصلني عرض في المستوى، وبما أنك تتحدث عن الاحتراف أود أن أكشف لك أمرا هاما ظل سرا حتى اليوم.
عن أي سر تتحدث؟
في شهر فيفري الفارط وصلتني هذه الدعوة التي تشاهدها الآن (يظهر لنا الدعوة التي وصلته) من مسؤولي فريق شارل لوروا البلجيكي الذي ينشط في بطولة الدرجة الأولى، لقد كانت مرفوقة بوصل الفندق الذي كنت سأقيم فيه هناك وإحدى الوثائق التي أمنحها لسفارة بلجيكا في الجزائر حتى أحصل على التأشيرة في ظرف قياسي، ومع ذلك فقد تركت تلك الدعوة في البيت ورفضت أن أفاتح المسيرين في الموضوع لأنني كنت متيقنا أنهم لن يسمحوا لي بالسفر وحتى ضميري لم يسمح لي بذلك، كنا يومها نلعب ثلاث مباريات في الأسبوع ووضعيتنا كانت صعبة في سلم الترتيب وكنا أيضا نتأهب للسفر إلى بانغي لمواجهة ريال بانغي برسم الدور التمهيدي من دوري أبطال إفريقيا وبـ 13 لاعبا فقط ولو تخلفت كنت سأترك الوفد بـ 12 لاعبا فقط، لذلك لم أهتم بالدعوة كثيرا ولو أني واثق بأنه لو كان لاعب آخر مكاني لما عاد إلى الوراء ولما فرّط في فرصة الاحتراف مهما كانت الظروف.
ألست نادما على تضييعك الفرصة خاصة أنّ فريق شارل لوروا من الفرق العريقة في البطولة البلجيكية؟
أجل كنت أعلم بأنّ فريق شارل لوروا هو الفريق الذي يناسبني لأبدأ تجربتي الاحترافية ولا أحرق المراحل خاصة أنه مر عليه الجزائريين شاقوري وڤديورة الذي يتألق حاليا في البطولة الإنجليزية، لكن صدقني أنني لم أندم إطلاقا على تضييعي الفرصة لأن ما قمت به بمثابة القليل من رد الجميل للفريق الذي احتضنني ومنحني الاسم، لولا المولودية لما كان أحد يسمع اليوم بـ بوشامة ولولا المولودية التي رفعتني في سماء الكرة الجزائرية لما كنت اليوم مصدر لإشاعات بخصوص العروض التي تصلني من عديد الفرق.
ما حكاية الأخبار التي تقول إنّ ألان ميشال هو مناجيرك في أوروبا؟
(يتفاجأ) هذه إشاعة جديدة لم أسمع بها من قبل وأؤكد لكم أن لا أساس لها من الصحة، صحيح أنّ ميشال كان رجلا معي وتعلمت معه الكثير بفضل النصائح التي كان يقدمها لي، لكن أقسم أنه لم يتدخل يوما في مستقبلي الكروي وعلاقتي معه انقطعت بعد رحيله من العارضة الفنية للمولودية ولا يوجد أي اتصال بيننا.
رغم الضغط الرهيب الذي عانيت منه إلا أن مستواك لم يتأثر، فبماذا تفسر ذلك؟
التفسير الوحيد أنني أنسى كل شيء لما أدخل إلى أرضية الميدان وأبلل القميص و"نحط" قلبي فوق الميدان حتى أفوز، أنا لاعب لا أتقبّل الخسارة حتى في المباريات التطبيقية أو الودية، أنا ابن حي شعبي يعج بأنصار المولودية وأسلّح نفسي دائما بحكايات المناصرين البسطاء الذين يلجأون للاقتراض من أجل شراء تذكرة الدخول إلى الملعب أو المناصرين الذين يقطعون مئات الكيلومترات لأجل مؤازرتنا.
ورغم ذلك إلا أنّ الفريق يعاني في المؤخرة ومهدّد بالسقوط، أليس كذلك؟
أؤكد لكم أنّ كل اللاعبين أبناء عائلة وكلهم يضحون في الميدان ويعلبون دائما من أجل الفوز لكن الحظ لا يسير إلى جانبنا أحيانا، وهناك عوامل عديدة اجتمعت ضدنا هذا الموسم جعلتنا نقبع في المنطقة الحمراء أهمها شبح الإصابات الذي يطاردنا هذا الموسم، تغييرنا الملعب ثلاث مرات وهو ما أثر فينا أيضا بالإضافة إلى رحيل بعض اللاعبين الذين كان لهم وزن ثقيل في التشكيلة الموسم الفارط مثل بومشرة، بوڤش وسنوسي.
هل يمكن القول إنّ تأهل الفريق إلى دور المجموعتين من رابطة أبطال إفريقيا من الأسباب التي جعلتك تقرر البقاء وتجدد عقدك مع المولودية لموسم آخر؟
هذا أكيد، فكل لاعب يتمنى أن يكون حاضرا في دور المجموعتين خاصة أننا ضحينا كثيرا من أجل بلوغ هذا الدور المتقدم في أغلى منافسة قارية للأندية، كما أنّ المشاركة تاريخية وستظل محفورة في أذهان كل اللاعبين هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنّ مواجهة الترجي التونسي، الأهلي المصري وربما الوداد البيضاوي المغربي تسمح لك بالوقوف على مستواك الحقيقي ومعرفة إذا كنت قادرا على مواكبة الوتيرة العالية أم لا وتدرك إذا كنت أهلا للاحتراف أم أنه يتوجّب عليك العمل أكثر حتى تطوّر مستواك الفني والبدني.
أصبحت تلعب مؤخرا بانتظام في محور الدفاع، فهل بدأت تجد نفسك في هذا المنصب؟
أنا من اللاعبين الذين غيّروا المنصب كثيرا هذا الموسم حيث لعبت في الوسط وفي المحور وحتى كمدافع أيمن أمام أنتر كلوب رغم أنني لست متعوّدا على هذا المنصب، أقول في نفسي دائما إنّ مصلحة فريقي فوق كل اعتبار وكنت مستعدا حتى للعب كحارس مرمى لمّا كنا نسافر إلى إفريقيا بـ زماموش فقط، لكن الحقيقة التي يجب أن لا أخفيها أنني لست مرتاحا كثيرا في منصبي الجديد وأفضّل المنصب الذي تألقت فيه وعرفني الناس فيه كوسط ميدان دفاعي، لذلك أتمنى أن يتفهّمني المدرب ويعيدني إليه.