بعدما كان تربص مولودية الجزائر هنا في بولونيا
يسير "على الشعرة"، حدثت بعض الأمور السلبية أمس التي ولحسن الحظ لم تعكر
صفو أجواء التربص...
بسبب حنكة المدرب "باتريك لوفينڤ" الذي عرف كيف
يحتوى الأزمة رغم أنه غير لهجته مع الثلاثي حشودجغبالةشاوشي الذي وصل
متأخرا إلى الحصة التدريبية الصباحية. كما ظهرت بعض المخلفات السلبية للمباراة الودية أمام فريق رايبنيك، بعد الإصابة التي تعرض لها شاوشي
والمستقدم الجديد مهدي قاسم، الذي أحدث حالة طوارئ حقيقية لدى الجهاز الطبي
الذي رافق التشكيلة إلى بولونيا.
حشود نزل إلى التدريبات متأخرا بـ 10 دقائق رفقة شاوشي وجغبالةوكانت بداية الحكاية أمس لما لاحظ المدرب "باتريك
لوفينڤ" أن الثلاثي حشودشاوشيجغبالة لم يكن مع زملائه لما جمع التشكيلة في
وسط الميدان كالعادة، ليقدم برنامج الحصة التدريبية بطريقة روتينية. ولكن
هذا الثلاثي ظهر بعد عشر دقائق من انطلاق الحصة، وهو ما أغضب "لوفينڤ"
قليلا وجعله يرفض اندماج اللاعبين في المجموعة قبل أن يتحدث إليهم.
"لوفينڤ" يشدد على الانضباط والثلاثي تدرب خارج المجموعةوقد تحدث المدرب "لوفينڤ" مع الثلاثي
حشودشاوشيجغبالة مباشرة بعد وصوله إلى الملعب، حيث شدد على ضرورة احترام
القانون الداخلي وخاصة البنود المتعلقة بالجانب الانضباطي، حتى لا يفتقد
الفرنسي القدرة على التحكم في المجموعة. وحتى يكون هؤلاء عبرة لبقية
زملائهم، عاقب المدرب "لوفينڤ" حشود، شاوشي وجغبالة بطريقته الخاصة، حيث
رفض أن يندمجوا داخل المجموعة وقد تدربوا بمفردهم تحت إشراف المحضر البدني
باتريك جيناس، والمدرب المساعد كمال قاسي سعيد.
لهذه الأسباب رفض الفرنسي تضخيم الأمورورغم أن المدرب "لوفينڤ" كشف للاعبيه أنه يرفض أن
يمر مرور الكرام على الأمور الانضباطية، إلا أنه لين موقفه مع حشود، جغبالة
وشاوشي أمس ورفض أن يضخم الأمور خوفا من أن تكون للقضية انعكاسات سلبية
على سير التربص، الذي لم يبق منه سوى يوم ونصف, ومن جهة أخرى فقد راعى
"لوفينڤ" وضعية اللاعبين الذين نال منهم التعب، فحشود لم يسترجع أنفاسه بعد
من السفرية الشاقة التي قادته من الجزائر إلى فيسوا مرورا بفرانكفورت
وكراكوف، أما الثنائي شاوشيجغبالة فقد أرهقته كثافة التدريبات وخاصة بعد
المباراة الودية التي خاضها "العميد" عشية أول أمس.
شاوشي شعر بآلام حادة وتوقف عن التدريبولأن المشاكل لا تأتي فرادى فقد قضى شاوشي صبيحة
سوداء أمس، فبمجرد أن شرع في التدرب توقف فجأة بعدما شعر بآلام حادة على
مستوى ركبته اليمنى، أي في نفس موضع الإصابة التي جاء بها من الجزائر، وأكد
له الأطباء أنها لا تدعو إلى القلق. وهذا ما جعل المختص في العلاج الطبيعي
لحوسين يسرع إليه ويقدم له العلاج الأولى، ثم طلب منه أن لا يكمل الحصة
خوفا من أي مضاعفات جديدة.
عاد متأثرا إلى الفندق ولم يرافق زملاءه إلى المسبحوبعدما أكمل شاوشي العلاج عاد مسرعا إلى الفندق،
الذي لا يبعد عن ملعب التدريب إلا بحوالي 800 متر فقط، وعلامات التأثر
بادية على وجهه رغم أن طبيب الفريق عمر لحوسين طمأنه أن إصابته لا تدعو إلى
القلق. حيث رفض شاوشي أن يشارك المجموعة في حصة المسبح التي برمجها المدرب
"لوفينڤ" من أجل الاسترخاء، وهو الأمر الذي جعله يترك فراغا كبيرا بعدما
عود الجميع على الأجواء المرحة التي يصنعها.
قاسم مهدي لم يتدرب بسبب انتفاخ في قدمه اليمنىكما عرفت الحصة التدريبية الصباحية ليوم أمس، غياب
اللاعب المغترب قاسم مهدي بعد الإصابة التي تعرض لها في قدمه اليمنى خلال
المباراة الودية أمام "رايبنيك" وسببت له انتفاخا، إثر تدخل عنيف من أحد
اللاعبين البولونيين. حيث شعر قاسم بآلام حادة ولذلك نزل إلى ميدان التدريب
بالزي المدني وتحدث مع المدرب "باتريك لوفينڤ"، الذي طلب من الجهاز الطبي
اتخاذ القرار بشأن حالته الصحية.
الجهاز الطبي رفض المغامرة وأصر على إجراء فحص بالأشعةوبما أن الانتفاخ الذي تعرض له قاسم مهدي كان
باديا للجميع، فقد رفض المختص في العلاج الطبيعي عمر لحوسين المغامرة به،
وقد أصر على إجراء فحص بالأشعة لقاسم قبل اتخاذ القرار النهائي. وهي الرغبة
التي حققها رئيس الوفد حاج أحمد الذي نقل اللاعب رفقة المترجم كريمو واكد
إلى أحد المخابر المختصة في الفحص بالأشعة، وقد عاد الثلاثي إلى ملعب
التدريب حتى قبل نهاية الحصة التدريبية.
الفحوص جاء إيجابية وإصابة قاسم ليست خطيرةولحسن حظ المدرب "باتريك لوفينڤ" واللاعب مهدي
قاسم، فإن الفحص بالأشعة جاء إيجابيا وأظهر أن اللاعب لا يعاني من أي إصابة
خطيرة، وكل ما في الأمر أن قدمه انتفخت بسبب قوة الاحتكاك بينه وبين مدافع
"رايبنيك". ويكون اللاعب مهدي قاسم قد ركض خلال الحصة المسائية بمفرده كما
طلب منه مدلك الفريق، ليرى إن كانت الآلام قد زالت أم أنه يحتاج إلى فترة
راحة، من أجل التماثل للشفاء نهائيا.
قاسم: "لاعب ريبنيك داس على قدمي ووجدت صعوبة حتى في ارتداء الحذاء"وفي دردشة خفيفة مع اللاعب مهدي قاسم مباشرة بعد
عودته أمس إلى ملعب فيسوا البلدي، وهو يحمل نتائج الفحص بالأشعة في يده صرح
لنا قائلا: "في الحقيقة هذه الإصابة تعرضت لها في المباراة الودية، بعد
تدخل من أحد لاعبي المنافس الذي كان يحمل القميص رقم 5 إذ داس على قدمي
وهذا ما جعلني أعاني من آلام حادة، وتورمت قدمي إلى درجة أنني لم أقدر حتى
على ارتداء حذائي الرياضي اليوم".
"لحسن الحظ أن إصابتي ليست خطيرة وسأباشر تدريباتي بمفردي"وواصل مهدي قاسم حديثه حول إصابته قائلا: "لقد
عاينني طبيب الفريق لحوسين جيدا ولحسن الحظ أن الفحوص التي أجريتها أثبتت
أنني لا أعاني من أي إصابة خطيرة، وسأباشر تدريبات بمفردي عشية اليوم (يقصد
أمس)، وإذا تحسنت حالتي سأندمج مع المجموعة لأنني ضيعت عدة حصص في
البداية، ولا أريد أن يتكرر معي السيناريو ذاته، فهذه المرحلة مهمة جدا
وأريد أن أعود بسرعة إلى التدريبات".
لحوسين: "إصابة قاسم مهدي ليست خطيرة وحالة شاوشي لا تدعو إلى القلق"وكان طبيب مولودية الجزائر المختص في العلاج
الطبيعي عمر لحوسين، حاضرا خلال الندوة الصحفية للمدرب "باتريك لوفينڤ"
وتحدث عن الحالة الصحية للثنائي مهدي قاسمشاوشي بعد الإصابة التي تعرض لها،
حيث صرح في هذا السياق قائلا: "قاسم يعاني من انتفاخ بسيط وسيزول بعدما
أعطيناه بعض الأدوية، كما أن الفحوص كشفت أن الإصابة ليست خطيرة، وحتى حالة
شاوشي ليست خطيرة وسيعود غدا (اليوم) إلى التدريبات".