يبدو أن المخلفات السلبية للأزمة الإدارية التي
تعيشها مولودية الجزائر، لم تتوقف عند توتر العلاقة بين الأنصار وأعضاء
مجلس الإدارة الذين يضعون استقالاتهم الواحد تلو الآخر، بل امتدت إلى
اللاعبين الذين أصبحوا لا يفهمون ما الذي يحدث داخل فريقهم، بعدما قرر غريب
الاستقالة هو الآخر
وهذا ما جعل زملاء شاوشي في قمة الغضب ووصل الحد ببعضهم إلى غاية اقتراح
التوجه إلى مقر الرابطة الوطنية بصفة جماعية، ودفع عقودهم من أجل إرغام
الإدارة على تسديد مستحقاتهم، كما سيصبح اللاعبون الذين مازالت عقودهم
سارية المفعول أحرار آليا وفق ما تنص عليه قوانين الاحتراف.
غريب لا يرد على المكالمات، يؤكد أنه مستقبل واللاعبون في ورطةوقد تيقن لاعبو المولودية أن الوضع أصبح خطيرا فعلا وأن الفريق في مفترق
الطرق أكثر من أي وقت مضى، بعدما أصبح منسق الفرع عمر غريب الذي يتعامل معه
اللاعبون مباشرة لا يرد على مكالماتهم، وأكد أنه مستقيل وما على الذين
كانوا يتجمهرون ويطالبون برحيله سوى إخراج الفريق من هذه الأزمة. وكأن غريب
يشعر أنه في موقع قوة، ويعتقد أن الأنصار سيغيرون موقفهم ويترجوه ليتدخل
قصد إخماد ثورة غضب اللاعبين.
14 لاعبا في نهاية عقودهم ولكنهم يخشون على مستحقاتهموتبقى المعضلة الكبرى التي تواجه "العميد" هو أن أكثر من نصف التعداد يوجد
في نهاية عقده، ولديهم الحرية التامة في تغيير الأجواء حيث نتحدث هنا عن
شاوشي، بصغير، بابوش، زدام، داود، مومن، عطفان، يعلاوي، براجة، عمرون
والبقية. ولكن هؤلاء اللاعبين رفضوا أن يتخذوا أي قرار قبل الخامس جوان،
وهو الموعد الذي ضربه لهم غريب لأجل تسوية مستحقاتهم، وذلك بسبب أموالهم
العالقة حيث يرفضون التنازل عنها خاصة أن غالبيتهم يدين ما بين 5 إلى 6
أشهر.
حتى "المربوطين" يهددون بالرحيل وما سيزيد حتما من حدة الأزمة داخل معسكر مولودية الجزائر، هو النقابة التي
شكلها اللاعبون الذين اتفقوا خلال حديثهم مع بعضهم البعض على تنفيذ أي
قرار يتخذونه بصفة جماعية، وهو ما جعل حتى اللاعبين الذين مازالت عقودهم
يسير مفعولها لموسم آخر في صورة سايح، غازي، جغبالة، جاليت، ياشير، بلعيد،
مغربي وآخرون يرفضون البقاء إذا بقيت الوضعية الإدارية غامضة، ونفذ الكوادر
تهديداتهم وتنقلوا إلى نواد أخرى.
بعض اللاعبين يرفضون الانتظار ودخلوا في مفاوضات مع أندية أخرىورغم أن اللاعبين يرفعون شعار الولاء لمولودية الجزائر، ويؤكدون أنهم لم
ولن يتفاوضوا مع أي ناد قبل الجلوس على طاولة المفاوضات مع مسؤولي فريقهم
الحالي احتراما له ولأنصار، إلا أن المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن بعض
اللاعبين يرفضون الانتظار ودخلوا في مفاوضات مع نواد أخرى. والأكثر من ذلك
فإن هناك لاعبين توصلوا إلى أرضية اتفاق مع فرق أخرى ولكنهم رفضوا التوقيع،
قبل إيجاد حل لمستحقاتهم العالقة بعد الموعد الذي حدده لهم عمر غريب يوم 5
جوان قبل أن يتوتر الوضع.
الشناوة يرفضون هجرة الكوادر وبعضهم يلعب دور الإدارة ورفض بعض أنصار مولودية الجزائر الأوفياء، أن يمروا على الأزمة الحقيقية
التي يعيشها فريقهم مرور الكرام، وتدخل بعضهم بقوة في محاولة منهم لاحتواء
الوضع. حيث علمنا أن بعض الأنصار تحصلوا على أرقام هواتف بعض اللاعبين،
واتصلوا بهم وطمأنوهم أن الأزمة ستعرف الفرج قريبا، وطالبوهم بالصبر قليلا
إلى غاية إيجاد مجيء إيدير لونڤار أو أي مسير آخر، وهو ما يؤكد أن بعض
الأنصار لا يجيدون فقط الاعتصامات والحركات الاحتجاجية بل يلعبون حتى دور
الإدارة.