لا توجد سعادة تتم من البداية حتى النهاية دون منغصات
.ومن رحمة الله أن جعل سعادة الدنيا مشوبة بالمنغصات ,
لأنه لو كانت سعادة الدنيا مطلقة ,كانت درجة تعلقنا بها تجعل تركها شيئا مستحيلا وصعباً .
السعادة كلما وصلت إلى ذروة , تهبط مرة أخرى وتتلاشى .
لا سعادة تدوم. لا شىء يدوم فى هذه الدنيا .
كل لذة ترتفع وتنحدر وتتلاشى .
( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ) .
أذآ أين هي الســــــــــــــــــــعاده!!
لا المال يحققها .ولا الحب يحققها .ولا الجاه ولا الابناء .
لا سعادة إلا فى الجنة .السعادة المتكاملة ,
واللذة الحقيقية والبهجة الكاملة توجد فى الجنة .
هناك الكثير من الشباب والبنات لا يحلمون بالجنة ,
لأن الدنيا بين أيديهم ينهلون منها بغير حساب عرفوا كيف يحبون .
وكيف يكسبون المال . تعلموا فى الدنيا وانشغلوا بها.
كل منهم يتخيل فى خلوته بنفسه كيف سيكون قصره بعد
عشر سنوات
وكيف سيكون رصيده فى البنك
لكن الكثيرين منا لا يحلمون بالجنة !!
كيف يمكن تخيل السعادة فى الجنة ؟
وكيف يمكن أن يكون هذا الخيال حقيقة ؟
فلنتأمل كلام النبى صلى الله عليه وسلم عن الجنة بقلوبنا وخيالنا وليس بعقولنا
أن من يقرأ كلام النبى صلى الله عليه وسلم عن الجنة وهو مصاب بالإكتئاب
ويعانى من المشاكل والديون وافتقاد الذرية
,سوف تسمو روحة ويزهد فى الدنيا
ويتطلع إلى الجنة بما فيها من سعادة متكاملة .
وسوف يقول لنفسه حين يدرك غفلته :
هل أضحى بكل هذه السعادة من أجل متع زائلة خلال سنوات قليلة أعيشها فى الدنيا ؟
ما قيمة عمرك فى الحياة الدنيا لو قورن بحياتك فى ما لا نهاية ؟
ياألله هنا الشعور بالسعاده الأبديه في الدنيا حين تزهد بملذات الدنيا وتتطلع الى ماعند الله تعالى
اسرح بخيالك الخصب كما تريد ,
وتخيل ألواناً من اللذات والنعيم التى لا تتصور من جمالها ومن روعتها ,
أقول لك ولا خطر على قلب بشر ,فالجنة أحلى .
ولكن أسمع الحديث ,أعددت هل هذا فعل ماض أم مضارع ؟ ا
لجنة أعدت من زمن سحيق , والحديث قيل من 1400 سنة بصيغة الماضى .
تخيل استقبال الله تبارك وتعالى لنا .
يقول ,أعددت .ولم يقل أمرت ملائكتى أن تعد .
يقول النبى صلى الله عليه وسلم :
يناديهم الله عز وجل يا أهل الجنة إن لكم عندى
: إن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبداً .
فإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً .وأن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً .
وأن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبداً .
كل المشكلات التى كنت تعانى منها فى الحياة الدنيا ,انتهت وانت على باب الجنة
لن تمرض . وستعيش فى الجنة بعمر الشباب الدائم ( 33 سنة ) ولن تموت ولن تبأس .
هل بعد ذلك لا تزال تتمسك بمباهج الدنيا ؟
هل لا تزال غير قادرعلى التوبة ؟
فلنبادر للتغيير ولنبادر للستيقاظ من سباتنا العميق
نعمة الصحة و نعمة الفراغ ، نعمة الأمن ،
كل هذه النعم سوف تُسأل عنها ،
لأن هذه النعم كان من الممكن أن تكون درجاتٍ ترقى بها إلى أعلى علِّيين ،
فإذا بها عند بعض الناس دركات يهوي بها الإنسان إلى أسفل سافلين .
وعندما نغـير ما بأنفسـنا لا نلقي بالمســئولية على الشـيطان:
لأن الشـيطان لم يكن ليبلغ فينا ما بلغ لو لا أنه وجد عندنا قابلية.