وصل وفد مولودية الجزائر إلى العاصمة الأنغولية لواندا في حدود الساعة الرابعة زوالا (التوقيت نفسه مع الجزائر)،
بعد رحلة ماراطونية قادتها من الجزائر، مرورا بمصر، ومن بعدها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وصولا إلى العاصمة الأنغولية لواندا، في رحلة وصفها اللاعبون بالجحيم بأتم معنى الكلمة وكانت "تمرميدة كحلة" حقا، على الرغم من أنهم كانوا مهيئين نفسيا لمثل هذا السيناريو، إلا أن المعاناة "الزائدة" -إن صح التعبير- جعلت الملل والضجر يتسرب إلى نفوس اللاعبين الذين عانوا الأمرّين كما صرحوا وأجمعوا عليه.
28 ساعة بين المطارات والطائرات، واللاعبون "كبرو في السما"
ولكم أن تتخيّلوا حالة اللاعبين وهم يتنقلون من مطار إلى آخر، ورغم الشجاعة التي أظهروها في البداية وتحليهم بالعزيمة إلا أن لا شيء كان يوحي أنهم "راح يشدو" أكثر، حيث كانت البداية في القاهرة، أين اضطر الوفد إلى انتظار أكثر من 4 ساعات، والتي قضوها بين محلات "الفري شوب" والتمدد فيما فضّل البعض تشكيل جماعات، كانت الوجهة بعدها إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قبل قضاء 15 ساعة في السماء، الأمر الذي جعل اللاعبين يشعرون أنهم "كبرو في السما" من كثرة انتقالهم من طائرة إلى أخرى.
اللاعبون: "السفر إلى المرّيخ أحسن...!"
ولفت انتباهنا تصريح لبعض اللاعبين الذين أجمعوا أن سفرية أنغولا من أصعب السفريات التي عرفوها في مشوارهم الكروي، والتي كانت -على حد تعبيرهم- جحيما بأتم معنى الكلمة، والأكثر من ذلك تمنوا لو واجهوا المريخ السوداني واعتبروا ذلك أحسن من "أنتر كلوب" الأنغولي، بما أن النادي الأنغولي أقصى ممثل السودان في الدور الفارط، والتنقل إلى الخرطوم كان أهون من "ميزيرية" أنغولا، على حد وصفهم.
"الشناوة" تسببوا في تأخر إقلاع الطائرة من إثيوبيا
وقضى اللاعبون ما يقارب 7 ساعات في مطار أديس أبابا الإثيوبية التي وصلوها من القاهرة، قبل أن يستقلوا الطائرة إلى لواندا، تم إعلام الوفد الجزائري على غرار كل المسافرين، على تأخر إقلاع الطائرة بنحو ساعتين، الأمر الذي جعل زملاء زدام يقررون افتراش الأرض وأخذ قسط من الراحة، في حين قرر البعض الآخر التسلية بلعبة "الدومينو" التي شهدت تنافسا شديدا. ويعود سبب التأخر إلى الطائرة القادمة من بكين الصينية القادمة إلى أديس أبابا وتأخرت بساعتين، والتي جعلتنا نحضر إلى صور مؤسفة بالنسبة للاعبين الذين "كرهو حياتهم" وجعلتهم في قمة الغضب من الإدارة.
بعض اللاعبين: "ما نعرف واش خسرو إذا زادو دراهم وجنّبونا هذه المهزلة"
ولم يتردد بعض اللاعبين في التصريح لمبعوث "الهدّاف" علانية: "ما علابالناش واش خسرو إذا زادو دراهم وجابونا على باريس مباشرة، هذا الأمر كان سيجنّبنا المهزلة التي نحن بصدد عيشها. على العموم، ما حصل قد حصل، وينبغي أن نركز على اللقاء ولا شيء سوى ذلك ونُبعد عن أنفسنا الضغط الزائد".
الكارثة في مطار لواندا... "تقول بلدية غير هاك"
وكانت الطامة الكبرى لحظة الوصول إلى العاصمة الأنغولية لواندا بعد 15 ساعة في السماء من أديس أبابا، حيث وجد اللاعبون كل أشكال التعقيد من طرف شرطة الحدود الأنغولية التي جعلتنا نتصور أننا في "بلدية غير هاك"، حيث طالبوا من اللاعبين إظهار دفتر التلقيح الدولي الخاص بالوقاية من الحمى الصفراء ومختلف الأمراض والأوبئة، والأدهى من ذلك إصرارهم على ضرورة أخذ كل لاعب لصورة هوية، إضافة إلى استخراج نسخة طبق الأصل من جواز السفر، والمرور على شباك بعد ذلك للقيام بالبصم على ورقة الدخول، الأمر الذي جعل عبارات التذمر والسخط تتعالى من طرف لاعبي المولودية الذين كانوا في الحقيقة يكلّمون أنفسهم بما أن "واحد ما سمع بيهم" من عناصر شرطة الحدود الأنغولية.
يوسف سفيان لأحد السعوديين: "c’est sofian, pas toufik!"
ومن بين الطرائف التي سيحتفظ بها لاعبو المولودية، هو ما قام به المهاجم يوسف سفيان الذي كان أحد المسافرين السعوديين في مطار القاهرة (كان متوجها إلى المملكة السعودية) غير محظوظ بالبقاء إلى جانب سفيان "اللي ما يفهم والو" في اللهجة الخليجية بحكم أنه مغترب ولا يتكلم إلا الفرنسية والقليل من دارجتنا، وما فهمه فقط هو أنت جزائري؟، حيث أجاب سفيان بنعم، قبل أن يودعه المسافر السعودي قائلا: "بالتوفيق"، الأمر الذي جعل سفيان يرد عليه بصوت عال: "c’est sofian , c’est pas toufik"، الأمر الذي جعل زملاءه ينفجرون ضحكا.
السفير الجزائري في أنغولا استقبل الوفد
حطت الطائرة على مدرج مطار لواندا الدولي في حدود الثالثة والنصف بعد الزوال بالتوقيت المحلي (نفس توقيت الجزائر)، حيث وجد الوفد السفير الجزائري كمال بوغابة في الاستقبال، وهو الذي قام بمجهودات جبارة لتسهيل كارثة الاستقبال التي وجدها الوفد وخاصة الإجراءات المعقدة بدليل مغادرته المطار على الساعة السادسة بعد الزوال، حيث خصص له السفير حافلة نقلته إلى الفندق.
فندق "فيكتوريا ڤراند" تحفة حقيقية
وقد اختارت إدارة أنتر كلوب الأنغولي فندق "فيكتوريا ڤراند" الفاخر كإقامة للوفد العاصمي الذي وصله في حدود الساعة 18 و45 دقيقة، حيث يتوفر على كل الظروف التي تسمح لأشبال المدرب زكري بالتركيز على المواجهة جيدا، وكان من بين الفنادق التي اعتمدتها "الكاف" في دورة أمم إفريقيا 2010 في أنغولا، وهو أحسن شيء وجدوه في لواندا يخفف عنهم مشقة السفرية التي كانت مُتعبة بشكل كبير، حيث التحق اللاعبون بغرفهم لأخذ قسط من الراحة، ثم عادوا ليتناولوا وجبة خفيفة، قبل أن يعودوا لغرفهم استعدادا لوجبة العشاء التي كانت مقررة على الـ 20 سا و30 د.
حصة اليوم في ملحق مركب 11 نوفمبر
وتقع المدينة التي تتواجد فيها المولودية حاليا وتسمى "مامبا" شرق العاصمة الأنغولية لواندا بحوالي 30 كلم، وستجري المولودية حصة اليوم بداية من الساعة الرابعة زوالا، وذلك بالملعب الملحق لمركب 11 نوفمبر، وهو معشوشب طبيعيا، حيث سيخصصها زكري لا محالة للاسترجاع والتخلص من آثار التعب الذي شعر به اللاعبون جرّاء السفرية.
... وحصة الغد الرئيسية في ملعب "روشا بينتو"
وكما تقره القوانين، ستجري العناصر العاصمية حصة الغد في نفس توقيت المباراة بالملعب الرئيسي "روشا بينتو"، حتى تعتاد عليه جيدا استعدادا للقاء الهام الذي ينتظرها أمام تشكيلة "أنتر كلوب" الأنغولي، حيث يبقى التفاؤل سمة الجميع في العودة بنتيجة مرضية من هناك، إذ لا حديث إلا عن هذا الأمر.
ثلاثة جزائريين زاروا وفد المولودية
استغل ثلاثة جزائريين الفرصة للتنقل إلى الفندق والاطمئنان على حال البعثة، وهو ما أثلج صدر اللاعبين كثيرا وسرتهم الزيارة، خاصة وأن الثلاثي أضفى أجواء مميزة، وطالب اللاعبين بعدم التردد في طلب أي شيء، الأمر الذي أسعدهم كثيرا.
عدم تضييع "الكلاسيكو" خفّف المعاناة
استفسر اللاعبون عن الوسيلة التي تمكنهم من متابعة قمة أمس بين الريال والبارصا في إطار نهائي كأس إسبانيا، وكم كانت سعادتهم كبيرة عندما علموا أن هناك قناة محلية ناقلة للمواجهة، وهو ما خفّف عنهم قليلا، قبل الدخول في الأمور الجادة بداية من اليوم للتحضير للقاء السبت الهام.
زكري: "التشكيلة راهي في راسي، وسيناريو ديناموس لن يتكرر"
"أعتقد أنه من الصعب أن تتنقل إلى أدغال إفريقيا وفي حوزتك 14 لاعبا فقط، لأنك لا تعرف ما ينتظرك فيها، على العموم، الكل على أتم الاستعداد معنويا وهذا ما يهمني، كما أن البعض يتساءل عن الأسماء التي سأعوّل عليها في ظل نقص التعداد، لكني أقول إن التشكيلة راهي في راسي، وسأشرك لاعبين قادرين على تحمل مسؤولياتهم بالشكل اللازم، وما أنا واثق منه، هو أن الجميع يعول على عدم تكرار سيناريو ديناموس المشؤوم، وهذا أمر جيد ويجعلني متفائلا".
"لحسن الحظ أن ظروف الإقامة جيدة"
"أعتقد أن الصعوبة تكمن في السفرية في حد ذاتها، ولا يخفى عليكم وأنتم معنا أن ما كنا نفكر فيه قبل كل شيء هو ظروف الإقامة التي أعتبرها العامل الأهم في كل هذا، الآن، أنا مرتاح جدا لأننا في أحسن الظروف، والإقامة رائعة جدا وهذا الأمر سيجعلنا نركز على الميدان ولا شيء سوى ذلك".
"الحرارة والرطوبة ستكونان ضدنا، لكننا سنتحداهما"
"عامل الحرارة أيضا وضعناه في الحسبان، وما توقعناه من حرارة ورطوبة وجدناه في أنغولا، على كل، سنلعب ضدهما يوم اللقاء، وأمام فريق معتاد عليهما بشكل كلي، لكننا مستعدون لرفع التحدي، وسنسير اللقاء بالذكاء الذي يسمح لنا بتجنب أي سيناريو غير محمود العواقب، وأبقى أصر على نقطة التعامل مع اللقاء بذكاء".
المولودية تصل أنغولا بعد رحلة شاقة وتتعرّف على موعد إجراء المباراة
وصل أخيرا وفد المولودية إلى عاصمة أنغولا لواندا مساء أمس في حدود الثانية زوالا بعد رحلة شاقة قادته من العاصمة المصرية القاهرة بداية من العاشرة ليلا بالتوقيت الجزائري، ليلتحق بعاصمة إثيوبيا أديس أبابا بعد رحلة دامت ثلاث ساعات كاملة، ليبقى بعدها الوفد في مطار أديس أبابا لمدة 7 ساعات كاملة بعدما تم تأخير موعد الرحلة من الخامسة صباحا إلى الثامنة، لينطلق بعدها الفريق في رحلة ثالثة قادته إلى لواندا الأنغولية في رحلة شاقة ومراطونية، ليصل في الأخير إلى أنغولا ومظاهر التعب ظاهرة على محيا اللاعبين.
المباراة ستلعب يوم السبت على 16:00 بالتوقيت الجزائري
ومباشرة بعد وصول المولودية إلى أنغولا استفسر رئيس الوفد عن تاريخ إجراء المباراة بعدما برمج الفريق مخطط رحلته على أساس خوض اللقاء يوم الأحد المقبل 24 أفريل الحالي، ليتم إعلامه في الأخير أن إدارة "أنتركلوب" الأنغولي قرّرت أن تقيم اللقاء يوم السبت 23 أفريل بدلا من الأحد، وسيتم إعطاء إشارة انطلاق اللقاء على الساعة الرابعة زوالا بالتوقيت الجزائري، حيث سيخسر الفريق يوم تحضير إضافي بعدما كان من المتوقع أن يجري المباراة يوم الأحد، على أن يستفيد من راحة إضافية بعد المباراة لاسيما أن موعد عودته إلى الجزائر سيكون بداية من يوم الاثنين 25 أفريل المقبل.
"الكاف" تعيّن ثلاثي تحكيم من نيجيريا
في نفس السياق حاولت المولودية عن طريق ممثليها في أنغولا الاستفسار عن أسماء الحكام الذين سيديرون مباراة المولودية أمام "أنتركلوب" الأنغولي يوم السبت المقبل، لكنها عجزت عن التعرف عليهم في الوقت الذي لم تتلق فيه حتى إدارة نادي "أنتركلوب" أسماء الحكام الذين سيديرون اللقاء. ويبدو أن سيناريو مباراة الذهاب أمام ديناموس الذي عرف نفس المشكل بعدما تأخّرت "الكاف" في إرسال قائمة الحكام إلى آخر يوم قبل موعد المباراة، سيتكرر هذه المرة مرة أخرى. لكن في آخر المطاف تبيّن أن الحكام من نيجيريا دون معرفة أسماءهم.
ملعب "روشا بينتو" سيحتضن المباراة
أما عن مكان إجراء اللقاء فقد تمكنت المولودية من التعرف على مكان إجراء المباراة، والملعب الذي ستخوض فيه المولودية تدريباتها الأخيرة غدا الجمعة، وقد عيّن فريق "أنتركلوب" ملعب "روشا بينتو" لاحتضان هذه المباراة، وتتميز أرضية هذا الملعب بكونها من العشب الطبيعي، وتتسع مدرجاته لـ 8000 متفرج، وقد شبّه البعض هذا الملعب بملعب عمر حمادي ببولوغين لقرب مدرجاته من أرضية الملعب، ويتوقع أن يخلق جمهور "أنتركلوب" ضغطا شديدا على المولودية يوم المباراة نظرا لتعصبهم تجاه الفريق.
زكري سيعاين المنافس ويحدّد على إثر ذلك التشكيلة
وفي نفس السياق سيعاين المدرب نور الدين زكري المنافس من خلال الأقراص المضغوطة التي تحصل عليها من قبل المدرب المصري سنوسي، حيث سيحاول أن يستغل اليومين المقبلين اللذين يسبقان المباراة لتحديد نقاط ضعف وقوة المنافس، وعلى هذا الأساس سيحدد التشكيلة الأساسية التي سيدخل بها المباراة، بالرغم من أنه سبق أن أعلن في وقت سابق أنه تمكّن من تحديد الخطة التي سينتهجها، لكنه في نفس الوقت أكد إمكانية إجراء بعض التعديلات عليها بعد معاينة مباراة "أنتركلوب" أمام المريخ السوداني.
يعترف أن نقطة قوتهم الحارس والمهاجم الأيسر
وفي سياق متصل أكد المدرب الباتني للمولودية أنه تمكن من مشاهدة بعض اللحظات من مباراة المريخ السوداني أمام "أنتركلوب" الأنغولي في مباراتي الذهاب والإياب وتمكّن بفضل ذلك أن يحدد بعض نقاط قوة المنافس، حيث اعترف بقوة حارس المرمى والمهاجم الأيسر اللذين يعتبران من أقوى اللاعبين في تشكيلة الفريق الأنغولي، وعلى ضوء ذلك أكد نور الدين زكري أنه سيعمل على التقليل من خطورة هذا الثنائي لاسيما المهاجم الأيسر من أجل الحد من خطورة المنافس على مرمى زماموش.
حرارة كبيرة ورطوبة عالية منتظرة يوم المباراة
من جهة أخرى وبعد وصولنا إلى لواندا اكتشفنا الحرارة الشديدة التي تميز البلد، حيث تراوحت درجة الحرارة ما بين 33 إلى 34 درجة مؤوية، وهي نفس المعدلات التي من المتوقع أن تميز يوم اللقاء، دون أن ننسى الرطوبة العالية التي تتميز بها أنغولا في هذا الوقت بالذات من السنة، حيث تتراوح ما بين 90 إلى 98 بالمائة، وهو ما سيعيق اللاعبين عن التنفس فوق أرضية الملعب، خاصة أن المباراة ستلعب على الرابعة زوالا ومن المنتظر أن يجد اللاعبون العديد من الصعوبات للتحضير للقاء خلال اليومين المقبلين لنفس السبب.