المولودية تطوي صفحة البطولة الوطنية، تعود إلى أجواء المنافسة الإفريقية وتصر على نتيجة إيجابية
لم يفرح لاعبو مولودية الجزائر كثيرا بالفوز الذي حققوه أول أمس أمام مولودية العلمة، ووجدوا أنفسهم مرغمين على طي صفحته والدخول في أجواء المنافسة الإفريقية، خاصة مع بداية العد العكسي لموعد المباراة الهامة والمصيرية التي تنتظرهم مطلع الأسبوع المقبل بالعاصمة الأنغولية لواندا أمام أنتر كلوب الأنغولي لحساب ذهاب الدور ثمن النهائي. وينتظر أن يحل زملاء الحارس زماموش بلواندا منتصف نهار اليوم بعد سفرية شاقة قادتهم من الجزائر مرورا بأديس بابا والقاهرة، ومع ذلك فإن اللاعبين لا يفكرون إلا في العودة بنتيجة إيجابية تقربهم من تحقيق الحلم وبلوغ دور المجموعات لأول مرة في تاريخ العميد.
فوز العلمة سيسمح بمواجهة أنتر كلوب في ظروف أفضل
أكد الجهاز الفني لمولودية الجزائر ومعظم اللاعبين خلال تصريحاتهم عقب مباراة العلمة أنهم نجحوا في ضرب عدة عصافير بحجر واحد، حيث أن هذا الفوز قد سمح لهم بالتنفس قليلا ومغادرة منطقة الأندية المهددة بالنزول ولو بشكل مؤقت، كما ساهم في إعادة الثقة التي نفوس اللاعبين الذين بدأ يراودهم الشك في إمكاناتهم عقب ثلاثة أشهر ونصف دون فوز. وأهم ما في الأمر هو أن الفوز على حساب البابية قد تحقق ساعات قليلة فقط قبل السفر إلى أنغولا وهو ما رفع المعنويات وسيجعلهم يحضرون لمباراة أنتر كلوب في ظروف أفضل.
زكري يعترف أن أنتر كلوب أقوى من ريال بانغي ومن ديناموس
اعترف المدرب نور الدين زكري أن مهمة فريقه في تجاوز عقبة أنتر كلوب الأنغولي وبلوغ دور المجموعات ستكون عسيرة جدا بحكم الظروف الطبيعية الصعبة التي سيخوض فيها أشباله مباراة الذهاب الأسبوع القادم، ومن جهة أخرى بعد أن وقف على قوة هذا الفريق الذي عاينه بعد حصوله على شريط مباراته أمام المريخ السوداني الأسبوع الماضي. وفي حديث مع مدرب العميد أول أمس أكد لنا أن الفريق الأنغولي يملك لاعبين ممتازين فنيا وبدنيا، ونقطة قوته في سرعة مهاجميه، وحتى يضع زكري الجميع في صورة المسؤولية فقد أكد أن أنتر كلوب أقوى من ريال بانغي وديناموس اللذين واجههما العميد في الدور الماضي وأن وصوله إلى هذا الدور بتأهله على حساب المريخ يعطي صورة واضحة عن قوة الأنغوليين.
سيكون أمام حتمية تغيير التشكيلة التي تفوز هذه المرة
رغم أن المدرب نور الدين زكري من نوعية المدربين الذين يسيرون بعقلية "يجب أن لا نغير التشكيلة التي تفوز"، إلا أنه سيجد نفسه مضطرا لتكسير هذه القاعدة والخروج عنها في مباراة هذا السبت أو الأحد (المولودية لا تعلم التاريخ الرسمي للمواجهة) أمام أنتر كلوب لسبب بسيط وهو أن بعض اللاعبين الذين منحهم ثقته أمام العلمة لن يكونوا حاضرين في أنغولا على غرار المدافع الأيمن أبيران الذي لم يؤهل إفريقيا، أو لعراف الذي فضل زكري إبقاءه في الجزائر رفقة حمرات رغم تأهيلهما. ولذلك فإن كل المؤشرات توحي أن زكري سيستنجد مرة أخرى بحرسه القديم وسيعيد بصغير، بابوش، يوسف سفيان وعمرون إلى التشكيلة الأساسية، وحتى بن سالم قد يخرج من حسابات مدربه هذه المرة لأنه لا يملك من الخبرة والتجربة ما يسمح له بالتعامل مع مثل هذه المباريات.
اللاعبون يصرون على العودة بنتيجة إيجابية رغم العراقيل
أكد لاعبو مولودية الجزائر أنهم قد وضعوا بلوغ دور المجموعات نصب أعينهم، وهو الهدف الذي يسعون لتحقيقه بأي طريقة لأجل إنقاذ موسمهم بعد الخروج من الكأس وتلاشي أمل الحفاظ على لقب البطولة. ويدرك لاعبو العميد أن تحقيق هدفهم لن يمر إلا بالعودة بنتيجة إيجابية من أنغولا، ولذلك فقد شدوا الرحال أمس إلى لواندا وهم مدججون بسلاح الإرادة الفولاذية التي تحدوهم لمباغتة الأنغوليين في ديارهم والعودة بنتيجة إيجابية تعبد أمامهم طريق دوري المجموعات دون انتظار مباراة الإياب التي ستدور بعد أسبوعين ونصف من الآن بملعب بولوغين .
الحرارة الشديدة، الرطوبة العالية وأرضية الميدان هواجس عادية في إفريقيا
وتبقى النقاط التي يتخوف منها المدرب زكري ولاعبوه حتى قبل الوصول إلى أنغولا هي الحرارة الشديدة التي تميز هذا البلد هذه الأيام والتي تتراوح ما بين 30 و35 درجة، والرطوبة العالية التي تجعل اللاعب يتنفس بصعوبة ويجد صعوبات كبيرة في إخراج النفس الثاني كما حدث في مباراة ريال بانغي، وحتى الأخبار التي وصلت بشأن أرضية الميدان غير مفرحة تماما وتؤكد أنها لا تساعد على تطبيق العميد لكرته المعهودة وتشكل خطرا على صحة اللاعبين. لكن المدرب زكري ركز كثيرا على الجانب النفسي حتى يجهز لاعبيه لكل السيناريوهات المحتملة والمفاجأة التي سيجدونها في انتظارهم من خلال التأكيد أن مثل هذه الأمور عادية جدا في أدغال إفريقيا.