لم تمرّ التصريحات الأخيرة التي أطلقها نور الدين زكري في حقّ لاعبيه وعلى وجه الخصوص القائد رضا بابوش بعد نهاية ‘’الداربي’’ أمام شباب بلوزداد، دون أن تثير زوبعة وسط اللاعبين الذين عبّروا عن تضامن منقطع النظير مع بابوش قبل بداية الحصة التدريبية لعشية أول أمس، كما استنكروا بشدة الانتقادات المتتالية في حقهم من مدربهم بعد كلّ تعثر، بالرغم من أن الكل يتحمّل المسؤولية في النتائج السلبية، مثلما يساهم الجميع في النتائج الإيجابية، ومن غير المعقول إلقاء اللوم على لاعب أو اثنين بعد أيّ إخفاق.
لم يتقبّلوا تحميله المسؤولية إلى بابوش فقط في ‘’الداربي’’
وقبل انطلاق الحصة التدريبية تحدّث اللاعبون فيما بينهم طويلا في غرف تغيير الملابس، وعلى ما صرّح به زكري بعد «الداربي». إذ لم يتقبّلوا انتقاده لـ بابوش، محاولا تبرير التعادل أمام بلوزداد بإلقاء المسؤولية عليه، بالرغم من أن الكل شاهد كيف أن التشكيلة صنعت العديد من الفرص، والفعالية هي التي كانت غائبة كما يحدث منذ بداية الموسم. فالمشكل غير متعلق تماما بمردود لاعب واحد من أصل 11 عنصرا يشكّلون فريقا.
استنكروا تصريحاته.. زدّام، حركات ثم بابوش، وعلى من يأتي الدور؟
وذهب اللاعبون إلى حدّ استنكار تصريحات زكري بكونه يجد في كلّ مقابلة لاعبا يضّحي به في تصريحاته، كما حدث في هراري عندما حمّل مسؤولية الخسارة إلى زدّام وحركات، ليردّ عليه زدّام قبل أن يكون مصيره العقوبة بمباراتين سلّطهما في حقه زكري، كما أضافوا في مختلف أحاديثهم أن زكري بهذه الطريقة سيكسّر المجموعة ولو يواصل في تماديه في انتقاداته للاعبين وذكر أسمائهم، سيعكّر صفو المجموعة لأنه يحاول – حسبهم- بهذه الطريقة الهروب من مسؤولياته ومعاتبة اللاعبين فقط.
طالبوا منه تفسيرات قبل بداية حصة أول أمس
وحسب مصادر مؤكدة وقبل لحظات من بداية الحصة، طالب اللاعبون مدرّبهم بتفسيرات عن سبب تهجّمه على اللاعبين في كل مرّة، فالبداية كانت بـ زدام ثم حركات وآخرها بابوش، ولا ندري على من سيأتي الدور في المرّة المقبلة. حيث صارحوه أنهم لم يتقبّلوا هذه التصريحات، وحتى وإن لم يكن مُقتنعا بمستوى لاعب معيّن يُحيله على الاحتياط في اللقاء القادم دون الإشهار باسمه في الصحافة.
زكري نفى لهم أنه تحدّث عن بابوش لكنهم لم يقتنعوا لأن كلّ الصحافة أشارت إلى ذلك
والغريب في القضية أن زكري نفى جملة وتفصيلا أنه ذكر اسم بابوش في تصريحاته بعد نهاية ‘’الداربي’’، وهو ما لا يقنع اللاعبين مادام أنها ليست المرّة الأولى التي ينتقد فيها لاعبا بطريقة مباشرة في الصحافة. وكانت تصريحات زكري متشابهة في كلّ وسائل الإعلام التي أشارت إلى ما قاله عن بابوش، والأمر لم يخص صحيفة واحدة فقط، والحمد لله أن التصريح ما يزال مسّجلا بالحرف الواحد، كما اتفق اللاعبون في نهاية الحصة على تقديم شكوى إلى الإدارة عن هذه التصريحات التي بإمكانها أن تزعزع استقرار الفريق ككلّ.
بابوش تنقل أمس إلى ‘’الفيلا’’ وأبلغ غريب شكوى اللاعبين
وأضاف المصدر نفسه أن القائد بابوش تنقل صبيحة أمس إلى مقرّ الفريق بالشراڤة، أين التقى مسؤول الفرع غريب وأكد له بأنه مكلّف من طرف زملائه بتقديم شكوى عن تصريحات زكري، إذ قال له بأن كلّ اللاعبين غير راضين تماما بخرجات الطاقم الفني وانتقاده علانية للاعبين بأسمائهم، في وقت يهدّد اللاعبين بعقوبات في حال القيام بحوارات في الصحافة، وهو الأمر الذي لم يكن يحدث أبدا مع «ميشال» رغم أن النتائج لم تكن إيجابية معه. حيث أبلغ بابوش رسالة اللاعبين إلى غريب بمطالبة زكري بالكفّ عن انتقاد اللاعبين، حتى يحافظ على استقرار المجموعة وتفادي عواقب وخيمة قد تكسّر الثقة المتبادلة بين الطرفين.