كان المدرب عبد الحق بن شيخة غاضبا جدا، عقب الخسارة التاريخية أمام الترجي برباعية في خرجته الإفريقية الأولى، وأجاب بعصبية على أسئلة رجال الإعلام الذين حضروا بقوة مؤتمره الصحفي بقاعة المحاضرات التابعة لمركب المنزه الأولمبي، حيث أكد أنه لا يتحمل مسؤولية الخسارة ودافع عن نفسه بشدة لما صرح قائلا: "لما وقعت على عقدي مع المولودية اتفقت مع المسؤولين على أن عملي يبدأ في البطولة، ولا أحد يحاسبني عن المنافسة الإفريقية، لولا حبي للمولودية وأني من أبناء هذا الفريق لرفضت أن أكون حاضرا على مقعد البدلاء، ولكنت أتيت إلى تونس حواس لأجلس في المنصة الشرفية لأحاسب بعض اللاعبين".
"ليس لدي خاتم سليمان وحتى أحسن مدرب في العالم لا يغير كل شيء في أسبوع"
وواصل بن شيخة دفاعه عن نفسه قائلا " من المفروض لا تسألوني تماما عن الأمور الفنية لأننا مازلت في طور الملاحظة فقط ولا أعرف حتى أسماء بعض اللاعبين ،خسارة اليوم لا أتحمل مسؤوليتها لأنني في الفريق منذ 5 أيام فقط وحتى أحسن مدرب في العالم لا يمكنه أن يغير كل شيء في هذا هذه الفترة فأنا لا أملك خاتم سليمان ويلزمني وقت طويل لأصحح ما يجب تصحيحه".
"المولودية أقصيت في جويلية وليس مع بن شيخة"
وفي سؤال آخر عن خروج المولودية بصفة رسمية من المغامرة الإفريقية، بعد خسارة الترجي الثقيلة فأجاب بن شيخة قائلا: "المولودية لم تقص عقب هذه الخسارة، لكنها خرجت من السباق في جويلية الماضي لما تعادلت أمام الترجي في الجزائر وخسرت بأربعة أهداف في المغرب، بصراحة هذا الفريق لم يكن جاهزا للمنافسة الإفريقية منذ البداية، دوري أبطال إفريقيا ليس البطولة المحلية حتى تكون فرص التعويض قائمة، لكن يجب أن تكون جاهزا مثل الترجي والأهلي اللذين يصلان إلى دور المجموعات بصفة منتظمة في العشر سنوات الأخيرة".
"دفاعنا لم يكن ذكيا وأخطاؤه على هذا المستوى غير مقبولة تماما"
وفي تقييمه للأداء الفني للاعبيه خلال مباراة الترجي، انتقد المدرب عبد الحق بن شيخة مدافعيه وأكد أن الأخطاء الساذجة التي ارتكبوها ساهمت في تحديد النتيجة النهائية، حيث صرح في هذا السياق قائلا: "لقد واجهنا اليوم الترجي وليس فريقا ليس لديه خبرة كبيرة في المنافسة الإفريقية، ولما ترتكب أخطاء تافهة على هذا المستوى لا نشاهدها حتى في الفئات الشبانية، ويأتي نجونغ ثلاث مرات ليأخذ الكرة في ظهر المدافعين، فهذا الأمر غير مقبول تماما ولا تنهزم بأربعة فقط".
"لو لم ألعب بثلاثة لاعبين في المحور كنا سننهزم بعشرة أو أكثر"
رغم أن أسئلة الصحفيين عن خياراته التكتيكية لم تعجب بن شيخة وكان يرد عليهم بعصبية، إلا أنه دافع بشدة عنها وخاصة اللعب بثلاثة عناصر في المحور حيث تحدث قائلا: "لا يوجد في المولودية من يعرف الترجي أكثر مني، وكما صرحت سابقا فإن هذا الفريق يملك هذه السنة هجوما ناريا، لذلك كان لابد أن أعزز الدفاع أكثر فأكثر، وأؤكد لكم اليوم أنني لو لم أقحم ثلاثة لاعبين في المحور كنا سننهزم بعشرة أهداف أو أكثر".
"أنا فني ولست ساحرا حتى أقول لكم إن المولودية ستعود بقوة"
عرج بن شيخة بعد ذلك للحديث عن مستقبل مولودية الجزائر، وسط كل هذه المشاكل والعراقيل التي تواجهها وصرح في هذا السياق قائلا: "لا يمكن أن أقول لكم إنني سأنجح في مهمتي وأن الفريق سيعود معي بقوة، لأنني لست ساحرا ولا أعرف ما الذي تخفيه لنا الأيام، لكنني سأقوم بعملي بصفتي فنيا بعدما اكتشفت الصعوبات، أحاول تصليح ما يمكن إصلاحه بعدما أقف على جاهزية الأسماء التي تركتها في الجزائر والتي أتمنى أن لا تخيبني، لكن هذا إذا تركني المسيرون أعمل وصبروا عليّ أيضا".
"لا يمكن أن تفوز على الترجي بمقعد بدلاء به 3 لاعبين فقط وآخر لم يلعب منذ 7 أشهر"
وحتى يضع رجال الإعلام في صورة المباراة الحقيقية، ويؤكد أن موازين القوى بين المولودية والترجي لم تكن متكافئة مثلما ظل يؤكده منذ وصول المولودية إلى تونس، فقد تحدث بن شيخة أيضا عن مقعد البدلاء وصرح قائلا: "لما حان وقت التغييرات وجاءتني بعض الأفكار التي كان لابد من تطبيقها على الميدان حتى أوقف الترجي، نظرت إلى مقعد البدلاء فوجدت ثلاثة لاعبين فقط ولاعبا آخر لم يلعب أي مباراة رسمية منذ 7 أشهر (يقصد مومن)، لذلك لا يمكن أن تلعب دوري أبطال إفريقيا التي أعتبرها عالما آخر، وسط هذه الظروف وتريد أن تفوز على الترجي الذي كان أكثر جاهزية منا".
"اللاعبون بشر، تعبوا بزاف ويجب أن لا نطالبهم بالمستحيل"
وعن الأداء الفردي لبعض اللاعبين الذين كانوا خارج الإطار، فقد دافع بن شيخة عن أشباله بقوة وصرح قائلا: "لاعبو المولودية يعيشون وضعا لم يعتادوا عليه في السنوات السابقة، فرابطة أبطال إفريقيا تحولت إلى نقمة عليهم، فلا هم استفادوا من الراحة كما يحدث مع كل اللاعبين في العالم، ولا هم أجروا تربصا تحضيرا تحسبا للموسم الجديد، لذلك يجب أن لا تنسوا أنهم بشر والرزنامة أرهقتهم كثيرا، لذلك لا يمكنني أنه أنتقدهم أكثر أو أطلب منهم المستحيل".