لم تختلف الخرجة الأولى لمولودية الجزائر على الصعيد المحلي كثيرا عن الخرجات الإفريقية، حيث عاد أشبال المدرب الجديد عبد الحق بن شيخة يجرون أذيال الخيبة والهزيمة من تيزي وزو، بعدما سقطوا في الوقت بدل الضائع برصاصة الرحمة التي أطلقها بولمدايس..
ولم يتجرع هذه الهزيمة أحد في محيط المولودية وخاصة الأنصار، الذين عادوا إلى العاصمة وهم في قمة الغضب، لكن بعض المقربين من بيت “العميد“ أكدوا أن الخسارة بهذا السيناريو ومن أول مباراة، أمر مفيد جدا وسيوقظ أصحاب أحلام اليقظة مبكرا ويجعلهم يراجعون حساباتهم قبل أن يقع الفأس على الرأس.
“ماربحتش” أمـــام الشبيبــة التــي لــم تفــز منــذ 11 مبـــاراة كاملــــة “شــيء يخـوّف“
ورغم أن الخسارة أمر بديهي في كرة القدم ويجب على اللاعب، المسير أو المناصر البسيط أن يتجرعها بصدر رحب حتى وإن كان طعهما مرا، إلا أن السيناريو الذي سقط به زملاء شاوشي في أول ظهور محلي وأمام فريق يمر بواحدة من أصعب الفترات في تاريخه، هو الذي يجعل من الضرورة أن نقف طويلا أمام هذه الخسارة. لأن الطريقة التي لعبت بها المولوية والنقائص التي ظهرت أمام فريق لم يفز منذ 11 مباراة كاملة (بين المباراة المحلية والإفريقية)، وبالضبط منذ المباراة المتأخرة أمام شبيبة بجاية في الداربي القبائل، يؤكد أن الأمور لا تبعث على التفاؤل في “العميد“، وأن الاعتقاد السائد لدى الأنصار بأن فريقهم قادر على لعب الأدوار الأولى هو اعتقاد خاطئ سيضطرون لمراجعته بسرعة.
الكرة تعتـرف بـ “اللّي يربح” والأداء الجيّد لا يهم
والغريب في أمر الطاقمين الفني والإداري للمولودية وحتى اللاعبين، أنهم لم يجدوا سوى الأداء المقبول للتشكيلة العاصمية على فترات متقطعة من عمر المواجهة، ليشيدوا به ويحاولون ذر الرماد على العيون لنسيان الخسارة. ولكن ربما ما تناساه غريب، بن شيخة وبعض اللاعبين هو أن الكرة لا تعترف بالذي يلعب ويسيطر، بل تعترف بالذي يفوز في النهاية ويسجل الأهداف حتى ولو من نصف فرصة، ولن يفيد لا الحديث عن أخطاء الحكم ولا هفوات اللاعبين التي تبقى قاتلة وفي أوقات غير مناسبة تماما.
هزيمــة مفيدة لأصحــاب الأحــلام الورديــة
ورغم الانتقادات اللاذعة التي وجهتها الجماهير العريضة التي تنقلت إلى تيزوي وزو وحضرت المواجهة لبن شيخة وأشباله، إلا أن العقلاء رفضوا أن يحكموا على أداء فريقهم وهم يعلمون أنه لا يملك أدنى مواصفات الفريق المتكامل، خاصة في ظل التغييرات التي أحدثها بن شيخة بمنحه الفرصة لأسماء جديدة تعاني من نقص بدني ونقص الانسجام أيضا. كما أكد البعض أن الخسارة في أول مباراة أمر مفيد يجعل الطاقم الفني يحاول أن يصحح أخطاءه مستقبلا، ويوقظ أصحاب أحلام الوردية وخاصة المسيرين الذين يقولون “عندنا فريق تاع شمبيونا“، سيفهمون بالتأكيد أنه شتان بين الأحلام الوردية وحقيقة الميدان.
بن شيخــة لا يُمكـن مـحاسبتــه فــي أسبــوع
ومهما كانت حجم الهفوات التكتيكية التي ارتكبها بن شيخة في أول صراع تكتيكي له مع المدرب المساعد كعروف، فلا يمكن محاسبته لأن ما بناه كان من منطلق ما شاهده على جاهزية كل لاعب في التدريبات، وحاول إدخال بعض الأسماء التي ستتحول مع مرور الوقت إلى كودار على غرار شاوشي، جغبالة، غازي ويعلاوي. ولكن الخسارة ستجعل بن شيخة يفهم أن هناك عمل كبير ينتظره، سواء ما تعلق بالجانب البدني أو التكتيكي.
المولوديــة لــم تفز منـذ أكثــر من شهريــن ويجب أن لا تحطــم رقمـــا سلبيـــا
وتبقى النقطة التي لابد أن نشير إليها في النهاية هي أن المولودية لم تحقق الانتصار، لا في المباراة المحلية ولا في المغامرة الإفريقية منذ أكثر من شهرين، حيث يعود آخر انتصار لزملاء كودري يوم 2 جويلية أمام إتحاد البليدة برسم الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الوطنية للموسم المنقضي، بهدف يتيم وقعه مقداد من ركلة جزاء. لذلك فإن الفريق يجب أن يطرد النحس بسرعة حتى لا يتسرب الشك إلى نفوس اللاعبين، ولا يجدون أنفسهم يحطمون رقما سلبيا قد يعكر العلاقة بينهم وبين جمهورهم.