أنهت مولودية الجزائر أول مباراة لها في بطولة الموسم الجديد (2011/2012) بهزيمة مرّة تلقى فيها الحارس شاوشي هدفا في الثواني الأخيرة من عمر اللقاء، وهي الهزيمة التي ستجعل المدرب عبد الحق بن شيخة يراجع الكثير من حساباته، خاصة فيما يخص إشراكـ اللاعبين الجدد في اللقاءات المقبلة..
في الوقت الذي لم يتمكن الطاقم الفني من برمجة تربص مصغر لهم، من أجل تحضيرهم للموسم الجديد، وقد بدأت تظهر متاعب الفريق بعد مشاركته في رابطة الأبطال، وظهرت أولى سلبياتها في مباراة الشبيبة التي بينت النقص الواضح في التحضير والذي انجر عنه أول هزيمة في الموسم، كان يمكن تجنبها بسهولة.
يعـلاوي لـم يكن جاهزا بدنيـا والبـــدء به مغامــرة
ولم يظهر المدرب بن شيخة حنكته المعهودة في هذا اللقاء، ويبدوا أن التحاقه المتأخر بالعارضة الفنية للفريق ساهم في فشل بعض الخيارات التي قام بها، لاسيما بعدم اعتماده منذ البداية على يعلاوي، الذي لا يمكن أن نلومه على الوجه الذي ظهر به، وهو الذي سبق وأن صرّح “للهدّاف“ في إحدى حواراته السابقة، بأنه غير جاهز تماما وأن عملا كبيرا ينتظره من أجل العودة إلى مستواه وتقديم الإضافة المطلوبة منه، وكان الأجدر بالمدرب بن شيخة أن يتركه لتقديم الإضافة في الهجوم إلى غاية نهاية الشوط الثاني.
تعويــض عطفــان بـ جغبالــة زاد من مشـــاكل الدفـــاع
أما فيما يخص التغييرات التي قام بها المدرب بن شيخة، فقد أظهرت أنه فشل في خيار إقحام يعلاوي في بداية المباراة وهو ما جعله يقوم بتغييره مباشرة مع بداية الشوط الثاني، ولو أن برملة قام بإجراء الإحماءات بداية من الدقيقة الـ 25 وبقي على تلك الحالة إلى غاية بداية الشوط الثاني، أما بخصوص التعويض الثاني فقد كان اضطراريا بعدما أصيب بابوش وعوضه ببن سالم، لكن ما لفت الانتباه هو التغيير الثالث الذي قام به بن شيخة عندما أخرج عطفان وأقحم مكانه جغبالة، لتدافع المولودية بخمسة لاعبين، وهو الأمر الذي عانى منه المدافعون.
دفاع المولودية لم يتعوّد على اللعب بـ 5 مدافعين
وقد وجد المدافعون بصغير، موبي تونغ وزدام صعوبات كبيرة بعدما أصبحوا يلعبون جميعا في محور الدفاع، في الوقت الذي أقحم فيه بن شيخة جغبالة من أجل اللعب أكثر في وسط الميدان كجناح أيمن، لكن دوره اقتصر على الجانب الدفاعي فقط دون تقديم الإضافة في الهجوم، وهو الشيء الذي تعود عليه في فريقه السابق اتحاد الحراش، وفي الوقت الذي كان فيه الدفاع يلعب بأربع لاعبين كان من بين أحسن الخطوط في الفريق، وشكل دخول جغبالة اختلالا في التوازن وهو ما سمح لبولمدايس بالتسجيل.
شــوط ثــان جيّـد لـ غــازي مقارنـة بالشــوط الأول
أما فيما يخص المستقدم الآخر كريم غازي، فقد بدا عليه عدم التفاهم مع زملائه خلال الشوط الأول، ولم يتمكن من تكسير العديد من هجمات المنافس، وهو الأمر الذي طرح عدة علامات استفهام، لكن اللاعب تمكن من العودة بقوة خلال الشوط الثاني وأدى شوطا رائعا، وهو ما جعله يبرز رغم النقص البدني الواضح الذي ظهر عليه في نهاية المباراة بسبب نقص التحضير بطبيعة الحال، والذي لا يجب أن نلوم فيه اللاعب كثيرا، وبالتالي فإن مضاعفة المجهودات مطلوبة في هذا الوقت بالذات.
العــقم الهجومــــي يتواصــل وبن شيخـة مُطـالب بالحلول
أما عن أكبر مشكل سيواجه المولودية هذا الموسم على غرار الموسم الماضي، سيكون في القاطرة الأمامية للمولودية التي لم تتمكن من التسجيل منذ مباراة البليدة الموسم الماضي، وكان ذللك في ملعب بولوغين وحافظت بلك النتيجة على حظوظ الفريق في البقاء، وبدأ صيام الهجوم منذ المباراة التي تلتها أمام شبيبة القبائل في آخر جولة من البطولة وتواصلت إلى غاية مباراة الأمس أمام شبيبة القبائل في افتتاح الموسم الجديد، وبالتالي فإن بن شيخة سيكون مطالبا بإيجاد الحلول المنسبة في أقرب فرصة ممكنة.
أسالي يحتاج إلى مهاجم ثان لأجل حـــل المشكـــل
وقد كانت مباراة القبائل مناسبة للتأكد بأن أسالي ليس المهاجم الذي سيكون هدّافا للفريق هذا الموسم، وهذا لسبب بسيط وشاهده جميع الأنصار سهرة أول أمس وهو أن أسالي يحتاج إلى مهاجم آخر، وهو إجماع الشناوة الذين أكدوا بأن أسالي لا يمكنه أن يلعب لوحده كقلب هجوم، وبالتالي فإن تدعيم الهجوم بمهاجم آخر سيكون في صالح أسالي الذي سيتحرر وسيساعد كذلك المولودية وهجومها للتسجيل مستقبلا.
أسالـــــي: “عجزت عن التسجيل، لكـن لن أترك الشك يتسرّب إلى نفسي“
وقد أكد أسالي في تصريح له عقب نهاية مباراة الشبيبة بأنه لم يجد الحلول المناسبة بسبب نقص الفرص في الهجوم، معتبرا بأن ذلك لن يقلقه وأنه سيواصل العمل من أجل الرفع من مستواه وحل عقدة الهجوم، وقال: “صحيح أنني عجزت اليوم عن التسجيل في مرمى الشبيبة وهذا الحال متواصل منذ أول مباراة لي في المولودية، لكنني أؤكد لكم بأن الشك لن يتسرب إلى نفسي، خاصة وأن الموسم انطلق اليوم فقط، وبالتالي فإن عملا كبيرا ينتظرنا وسنعمل على تصحيح أخطائنا“.