خرجت مولودية الجزائر من مباراة القمة أمام الأهلي المصري سهرة أول أمس بنقطة وحيدة لم يكن طعمها يختلف تماما عن طعم الخسارة لدى الجماهير العريضة التي اكتظت بها مدرجات ملعب 5 جويلية. وإذا كان الأداء الجماعي للتشكيلة محل إشادة وثناء من قبل الإخوة المصريين الذين تفاجأوا للأداء الراقي الذي قدمه زملاء بابوش في هذه المواجهة، إلا المشكلة الوحيدة التي اكتشف الطاقمين الفني والإداري أن عمقها أكبر مما كانا يتصوران هو عقم الهجوم الذي كلف الفريق تضييع فوزا تاريخيا وأصبح مصدر قلق الجميع قبل أسبوع فقط من انطلاقة الموسم الكروي الجديد والمباراة الأولى أمام الأهلي المصري.
لما تُضيّع فرص بتلك الساذجة، فكيف تُريد أن تفوز على الأهلي!؟
يبدو أن غياب عميد الجهة اليمنى في دفاع الأهلي المصري أحمد فتحي عن مباراة أول أمس بسبب العقوبة قد جعل دفاع الأهلي مهلهلا وأرتكب لاعبي الخط الخلفي هفوات لا تغتفر، حيث ظهر نقص الانسجام جليا بين ثلاثي محور الدفاع رامي ربيعة، محمد الغريب ووائل جمعة وهي الهفوات التي أهدت هجوم المولودية فرصا سهلة راح يتفنن أسالي، عطفان، براجة وحتى بابوش بطريقة غريبة في تضييعها جعلت المناصر يتساءل متى سيسجل فريقه في المنافسة الإفريقية وكيف كان يبحث اللاعبين عن الفوز أمام “نادي القرن” وهم الذين لم يستغلوا ارتباك دفاعه الذي لا يكون بمثل هذه السذاجة في كل المباريات.
حتى مثل تلك الفرص لا تأتيك في كل مباراة على هذا المستوى
وبالعودة قليلا إلى شريط المباراة والتمعن إلى الفرص العديدة التي أتيحت أمام زملاء كودري لافتتاح باب التسجيل وخاصة خلال المرحلة الأولى، فيمكن القول إن “العميد“ فوّت على نفسه فرصة ضرب عصفورين بحجر واحد، تأكيد تفوق الكرة الجزائرية على المصرية في السنوات الأخيرة وتعزيز حظوظه في التأهل من جهة أخرى. كما أن مثل هذه الفرص التي أتيحت أمام هجوم المولودية لا تأتيك في كل مباراة على هذا المستوى العالي وقد لا يحلم بها أسالي وزملاءه في المباراة المقبلة أمام الترجي التونسي أو حتى المواجهة الأخيرة أمام الوداد البيضاوي المغربي.
خبــرة بابــوش لم تنفعــه، فرصــة عطفـــان “تغيـــض” وأسالـــي “غـــزال الجديـــد”
صنع لاعبو مولودية الجزائر حوالي خمس إلى ست فرص سانحة للتهديف خلال المرحلة الأولى. ورغم أن النقطة الإيجابية كانت أن الفرص مصنوعة من الخلف وحسب طريقة لعب أرهقت مانويل جوزي وأشباله، ولكن لا خبرة بابوش نفعته رغم أنه كان وجها لوجه، ولا عطفان استغل تلقيه كرة على ذهب من براجة. أما أسالي فقد نال لقب أكثر اللاعبين تفننا في تضييع الفرص السهلة رغم أنه كان سما في دفاع الأهلي، وهو ما جعل بعض المقربين من الفريق يلقبونه بـ “غزال الجديد”.
حتـــى حليلوزيتش تيقن أن هجــوم المولوديــة عقيــم وتحدث عنــه أمـــس
أكد المدرب الوطني البوسني وحيد حليلوزتش أن أداء المولودية أقنعه على المستويين الفردي والجماعي، ولكنه تفطن هو الآخر لعقم الهجوم وتحدث عن هذه النقطة في الندوة الصحفية التي عقدها أمس، حيث صرح لرجال الإعلام أن أداء المولودية لم يكن مخيبا ولكنه كان واثقا أن الهجوم ما كان ليسجل حتى لو استمرت المباراة لساعات أخرى، ولكن هذا الأمر لم يفاجئ البوسني الذي أكد أن حال الأندية من حال المنتخب الذي يعاني عقما غير مسبوق هو الآخر ولم يسجل سوى هدف واحد في التصفيات إلى حد الآن.
غـــريب: “حتــى دروڤبــــا وإيتــو لم يقـــدرا علـــــى هذا الدفــــاع!”
وإذا كان تفنن هجوم المولودية في تضييع الفرص السهلة قد تحول إلى هاجس حقيقي لكل “الشناوة“ الذين غادروا المدرجات في قمة الغضب من فريقهم الذي ضيع فوزا في المتناول، فإن غريب دافع بشدة عن لاعبيه وقال إن ما حدث يعكس حقيقة المستوى العالي الذي اصطدمت به المولودية في أول مشاركة لها، وتحدث عن دفاع الأهلي قائلا: “يجب أن لا ننكر أننا ضيعنا عدة فرص وبطريقة ساذجة أيضا، لكنني أعتقد أن سبب ذلك الضغط الشديد الذي كان مفروضا على اللاعبين. كما يجب أن لا ننسى أن دفاع الأهلي هو دفاع منتخب مصر الأول وحتى نجوم عالميين من طراز إيتو ودروڤبا لم يقدرا على التسجيل أمام وائل جمعة ورفاقه”.
الشنـــاوة: “لو كان بوڤــــش، مقـــداد ودرّاڤ حاضـــرين الأهلـــي يـــروح بثلاثـــــة”
وإذا كان “الشناوة“ قد أجمعوا على حقيقة واحدة وهي أن فريقهم ضيع فوزا عريضا، فإن هذا التعادل قسم الأنصار بين من قال إن هذا الأهلي والتعادل أمامه ليس سهلا وبين من لام الهجوم كثيرا وظلوا يتساءلون ما الذي يفعله اللاعبون في التدريبات إذا كان اللاعب لا ينجح في وضع الكرة في الشباك حتى وهو وجها لوجه أمام حارس المنافس. كما أكد هؤلاء أنه لو حافظ فريقهم على كوادره وكان بوڤش، مقداد ودراڤ في الخط الأمامي لفاز فريقهم بثلاثة أهداف أو أكثر خاصة في ظل الحالة المزرية التي كان عليها دفاع الأهلي.