لم تكن مولودية الجزائر بحاجة لأكثر من فوز واحد حتى تبارح ذيل الترتيب وترتقي إلى المرتبة العاشرة، وهو ما نجح اللاعبون في تحقيقه أول أمس عقب الفوز أمام مولودية العلمة بثلاثية ضمنت ثلاث نقاط كان العميد بأمس الحاجة إليها.
ورغم أن هذا الفوز لا يحجب النقائص الكثيرة الموجودة في التشكيلة، إلا أنه جاء ليخمد نار الفتنة التي كانت مرشحة لتشتعل في حال أي تعثر جديد، خاصة في ظل الحرب الباردة بين المدرب نور الدين زكري وبعض الكوادر. وقد طالب المدرب نور الدين زكري لاعبيه بوضع الأرجل على الأرض، لأن الفوز الذي تحقق كان أمام فريق مهلهل وهو ليس بمثابة إنجاز حقيقي.
اعترف أن ما قام به مغامرة حقيقية، لكنه يصر على تكرارها
ولم تمنع فرحة الفوز بأول انتصار له منذ توليه شؤون العارضة الفنية لمولودية الجزائر المدرب نور الدين زكري من أن يعترف بأن ما قام به لما قرر إبعاد لاعبين من قيمة بابوش، بصغير ويوسف سفيان عن مباراة العلمة هو ثورة صغيرة، لكنها مغامرة حقيقية لم تكن نتائجها مضمونة كما قال زكري في تصريحه لوسائل الإعلام. كما اعترف زكري أيضا أن ما قام به كان من الممكن أن ينقلب ضده لو فشل في تحقيق الفوز، ومع ذلك فقد وعد بتكرار نفس التجربة والمغامرة في المباريات القادمة، لأن تلك من صفات المدرب الشجاع، وأكد أنه لولا منح الفرص لمثل هؤلاء الشبان لما حصلوا على فرصهم وأصبحوا أساسيين، لأن كل اللاعبين في العالم مروا على تجارب مماثلة ولا يوجد أي منهم قد ولد نجما.
أداء أبيران، بن سالم وبوشامة جعله يربح المعركة أمام الأنصار
كانت تخوفات الأنصار كبيرة من العواقب الوخيمة لمغامرة المدرب نور الدين زكري الذي أبعد أسماء لديها قيمة ثابتة في الفريق الأول وأصر على تعويضها ببعض الشبان الذين ليس لديهم من الخبرة ما يسمح لهم بالتعامل مع مثل هذه الوضعيات، بدليل أن هناك عددا معتبرا من الأنصار قاطعوا المباراة ورفضوا أن يتلاعبوا مرة أخرى بأعصابهم بعد الذي حدث أمام الحمراوة وبلوزداد. لكن الأداء البطولي الذي قدمه أبيران وبن سالم رغم نقص المنافس وعامل الخبرة وبوشامة في منصب غير متعود عليه تماما والذي تزامن مع فوز ثمين وعريض، جعل الأنصار يخرجون راضين عن مدربهم الذي ارتفعت أسهمه ويكون بذلك قد ربح معركته أمام لاعبيه. أشاد بلاعبيه كثيرا، لكنه أثنى على نفسه أكثر
بقي المدرب نور الدين زكري وفيا لتقاليده ولم يكن بإمكانه أن يمر على الفوز العريض مرور الكرام دون أن يثني على نفسه وعلى خياراته التكتيكية كثيرا، حيث أشاد في تصريحه لوسائل الإعلام بالأداء البطولي للاعبيه وأكد أنهم لعبوا واحدة من أحسن مبارياتهم معه. لكنه تفرغ بعد ذلك للثناء على نفسه ومدحها أكثر، حيث ظل يقول إن الفوز كان نتيجة الثورة البسيطة التي قام بها وأن المدرب الناجح هو المدرب الشجاع الذي يغامر، وأنه عرف كيف يتفوق تكتيكيا على بيرة ويجعل لاعبيه يسيطرون على مجريات اللعب، إلى درجة أن من حضروا الندوة الصحفية ظلوا يؤكدون أن زكري يرمى بسهام المسؤولية على لاعبيه عند أي تعثر، لكنه ينسب الفوز إلى نفسه حتى ولو يتحقق أمام ناد من الأقسام السفلى.
زكري: "المرتبة العاشرة ليست إنجازا بالنسبة لي ولا تليق بمقام البطل"
رغم أنه كان سعيدا بالفوز الأول له على رأس العارضة الفنية للعميد عقب نهاية مباراة أول أمس أمام العلمة، إلا أنه رفض أن يعطيه بعدا آخر بعد أن صرح لوسائل الإعلام قائلا: "صحيح أننا كنا بحاجة ماسة إلى هذا الفوز الذي سمح لنا بالتنفس قليلا وإعادة الثقة إلى نفوس اللاعبين بعد أكثر من ثلاثة أشهر ونصف دون انتصار، وأصبحنا حاليا في المرتبة العاشرة، لكن يجب أن لا نعتبر ما حققناه إنجازا، وعلينا أن نواصل العمل بكل جدية خلال المباريات المتبقية حتى نحقق الأفضل. يجب أن لا تنسوا أن المولودية فازت ببطولة الموسم الماضي وكانت أفضل من النوادي الأخرى من كل الجوانب، لذلك فالمرتبة العاشرة لا تليق بمقام البطل، خاصة بالعودة إلى تاريخه وقاعدته الجماهيرية الواسعة".
"سنلعب كل المباريات بعقلية الكأس ويجب أن نضمن الخامسة على الأقل"
وفي حديثه عن المشوار المتبقي، فقد صرح زكري قائلا: "نحن مجبرون الآن على طي صفحة المنافسة المحلية والتفكير مجددا في كأس إفريقيا، فكما يقال لكل مقام مقال، علينا أن نلعب كل المباريات المتبقية بعقلية الكأس وروح العلمة وديناموس، لأنه إذا بقينا مكتوفي الأيدي ونقول إننا تركنا ستة فرق وراءنا سنجد أنفسنا مرة أخرى في المؤخرة والفرق التي تعمل وتجد قد سبقتنا، يجب أن نحقق انتصارات أخرى تمهد لنا الطريق نحو المرتبة الخامسة كما اتفقت مع الإدارة، أنا واثق أننا قادرون على تحقيق الأفضل، خاصة مع العودة إلى بولوغين".
"علينا أن نضع أرجلنا في الأرض لأن ليس كل الفرق من مستوى العلمة"
وجه المدرب نور الدين زكري رسالة مباشرة وصريحة للاعبيه عشية أول أمس عقب نهاية مباراة العلمة وأكد أن الفوز بنقاط هذه المواجهة لا يعني أنهم "وصلوا" وأنه لم يعد هناك في الفريق نقاط سلبية ونقائص، حيث تحدث في هذا السياق قائلا: "النقطة الوحيدة التي أتخوف منها هي ذهنية اللاعب الجزائري الذي يتصور أنه قد حقق كل شيء مع تحقيق فوز وحيد، نحن الآن لسنا في أسفل السافلين لكننا لم نصعد إلى كوكب آخر أيضا، وعلينا أن نضع أرجلنا على الأرض ونواصل العمل بنفس العزيمة لأن القادم أصعب وليس كل الفرق التي سنواجهها ستكون من مستوى مولودية العلمة وتمنح لنا هدايا كتلك التي منحها لنا لاعبو هذا المنافس".
الأربعاء أبريل 20, 2011 4:29 pm
